Advertisement

لبنان

صفقة قد تلجأ إليها إيران بعد حربي سوريا ولبنان.. ما هي؟

Lebanon 24
07-12-2024 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1289331-638691767255061766.jpg
Doc-P-1289331-638691767255061766.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تُزيد إيران إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يقربها من إنتاج القنبلة النووية، بالتزامن مع خطوات عدة إلى الوراء فيما يتعلق بنفوذها الذي يتلاشى بالفعل في سوريا ولبنان والعراق، فيما تبدو أنها مقايضة جديدة.
Advertisement

ويوم الجمعة، كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، عن تزايد قدرة إيران "بشدة" على إنتاج اليورانيوم اللازم لصناعة قنبلة نووية، بعد الوصول إلى درجة نقاء 60%.

ويحتاج صنع قنبلة نووية إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90%، الأمر الذي زاد من قلق الغرب من إقدام طهران على هذه الخطوة التي أنكرتها في مناسبات عدة.

في الوقت نفسه، تقدم إيران تنازلات واضحة في سوريا ولبنان، إذ تركت الفصائل وأذرعها تقاتل بمفردها، وتفرغت لبرنامجها النووي.

الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإيرانية نبيل العتوم يقول لبلينكس إن صفقة بهذه الصورة أمر وارد للغاية، خاصة بعدما فقدت إيران قوتها الاستراتيجية مؤخرا، ما وضعها أمام خيارين، إما الرضوخ من بوضع كل الملفات، ومن بينها التخلي عن نفوذها، على طاولة التفاوض، وإما أن تكون الكلمة للميدان، وفي هذه الحالة عليها الزج بنفسها وبرنامجها النووي في المعركة. فهل تنتظر تقايض إيران بملفها النووي مقابل التخلي عن أذرعها في المنطقة؟

تطور نووي مقلق
 
أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وصول إيران إلى إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60%، ما يُقرب طهران من صنع السلاح النووي، وهو السيناريو الذي طالما حاول الغرب إفشاله.

الوكالة الدولية قدمت تقريرا سريا إلى الدول الأعضاء، يوم الجمعة 6 كانون الأول، كشفت فيه عن تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم، وتنقيته. وترى الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن إيران ليست لديها أي مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى الذي يفوق أي طموحات للبرامج السلمية، خاصة وأن الدول التي وصلت إلى هذا المستوى من النقاء نجحت في صناعة قنابل نووية.

أحد المعايير التي استندت إليها وكالة الطاقة الذرية، كان امتلاك إيران بالفعل القدرة على صناعة 4 أسلحة نووية، إذا استمرت بنفس الوتيرة في زيادة درجة التخصيب خلال الفترة القليلة المقبلة.

وفي تصريحات له على هامش منتدى حوار المنامة في العاصمة البحرينية، قال غروسي: "الطاقة الإنتاجية لتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60% تتزايد بشدة"، وجاء في تقرير الوكالة المقدم للدول الأعضاء، الذي نشرت "رويترز" بعض تفاصيله، أن إيران زادت من معدل التخصيب الذي يضخ في سلسلتين مترابطتين من أجهزة الطرد المركزي المتقدم "آي آر 6" في محطة فوردو.

ويعني ذلك أن إيران ستزيد كمية اليورانيوم المخصبة إلى درجة نقاء 60% لتصل إلى أكثر من 34 كيلوغراما شهريا في محطة فوردو وحدها، بعد أن وصلت إلى نفس الدرجة بالفعل في محطة نطنز.

وطالب التقرير طهران بضرورة العمل على وجه السرعة على تدابير الضمانات الأكثر صرامة، مثل عمليات التفتيش، "لضمان عدم إساءة استخدام محطة فوردو، لإنتاج اليورانيوم بمستوى تخصيب أعلى من المعلن حاليا".

وحاول مسؤولون أوروبيون التفاوض مع مسؤولين إيرانيين حول إمكانية بدء محادثات جادة بشأن البرنامج النووي قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، لكن المفاوضات لم تسفر عن أي تقدم.

قلق غربي
 
تقدمت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، في التحالف المعروف باسم "الترويكا الأوروبية" والولايات المتحدة، بقرار أغضب طهران، حول السلوك الإيراني تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتحدث مصدر بوزارة الخارجية الألمانية عن زيادة إيران قدرتها على إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60%، قائلا: "هذه خطوة تصعيدية خطيرة، نستنكرها بشدة، لأن هذه التصرفات تنعكس بشكل سلبي على الجهود الدبلوماسية".

ومن جانبها، قالت مديرة سياسة منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة، كيسلي دافنبورت: "تسريع إيران من قدراتها في مجال تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو يعد تصعيدا خطيرا ومتهور، يُضعف الآمال في التوصل إلى حل في التفاوض مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي".

وتابعت دافنبورت: "إيران تتجه بسرعة نحو إنتاج ما يكفي لصناعة عدة قنابل نووية، تزيد من خطر سوء التقدير والعمل العسكري خلال الفترة المقبلة".

وكان غروسي قد قال الشهر الماضي إن طهران قبلت طلبه بوضع سقف لمخزون اليورانيوم المخصب لديها بدرجة نقاء 60% لتخفيف التوتر الدبلوماسي.

وأوضح دبلوماسيون وقتها أن القرار الإيراني كان مشروطا بعدم إصدار مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية قرارا ضدها بسبب عدم تعاونها بالشكل المأمول مع الوكالة، وهو ما فعله المجلس بعد ذلك.

وكشف غروسي أن الوكالة ليست لديها أي عمليات دبلوماسية حاليا مع إيران يمكن أن تؤدي إلى خفض التصعيد، أو تحقيق معادلة أكثر استقرارا، مضيفا: "هذا أمر مؤسف".

وتقول الترويكا الأوروبية إنها تريد إحياء المحادثات قبل انتهاء سريان اتفاق 2015، في أكتوبر المقبل، بعد أن أدى ذلك الاتفاق إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على الأنشطة النووية الإيرانية.

مقايضة إيرانية
 
خسرت إيران الكثير من نفوذها بالفعل في الكثير من دول المنطقة، وبالتحديد في لبنان وسوريا، بعد أن تعرض حزب الله لضربات قوية أثرت على قوته وعتاده، وسقوط عدة مدن سورية في يد الفصائل المسلحة.

إيران بدأت بالفعل في اتخاذ عدة خطوات للوراء، في وقت تتقدم بسرعة للأمام في تخصيب اليورانيوم، فيما يبدو أنه أشبه بصفقة مقايضة، بأن تواصل تطورها النووي مقابل ترك أذرعها تتلاشى وتتوقف عن التدخلات الخارجية في الدول الأخرى.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت 7 كانون الأول، عن تحرك إيراني لإجلاء القادة والموظفين العسكريين من سوريا، وفقا لمسؤولين إقليميين و3 مسؤولين إيرانيين.

وتحدث المسؤولون عن إجلاء عناصر عسكرية إيرانية من العراق ولبنان، وبعض القادة الكبار في فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.

ويقول المحلل الإيراني مهدي رحمتي: "بدأت إيران بإجلاء قواتها وأفرادها العسكريين لأننا لا نستطيع القتال كقوة استشارية وداعمة إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال".

ويشير رحمتي إلى أن إيران أدركت أنها غير قادرة على إدارة الوضع في سوريا في الوقت الحالي، من خلال العمليات العسكرية التي باتت خيارا غير وارد".

يأتي ذلك ترامنا مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأنه "لا يمكن التنبؤ بمصير الرئيس السوري بشار الأسد".

وأوضح: "واجهنا ظروف مشابهة عام 2011، وكثيرون توقعوا سقوط الأسد حينها، لكن هذا لم يحدث، لذلك من الأفضل ألا نتنبأ".

ويعني خروج إيران من سوريا، توقف الدعم إلى حزب الله في لبنان، بقطع خطوط الإمدادات إليه، خاصة إذا نجحت الفصائل المسلحة في السيطرة على الوضع داخل الأراضي السورية.

الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإيرانية نبيل العتوم يقول إن صفقة بهذه الصورة أمر وارد للغاية، إذ يحاول الإيرانيون تحويل التهديدات إلى فرص، خاصة بعدما فقدت بلادهم قوتها الاستراتيجية مؤخرا لاسيما بعد إصابة حزب الله إحدى أهم أذرعها في المنطقة، بضربات كبيرة لاسيما مع اغتيال معظم قياداته وتضرر بنيته التحتية، فضلاً عن استهداف عناصرها في سوريا على مدار الفترة الماضية.

ويرى المحلل الأردني في اتصال مع بلينكس أن استهداف العمق الإيراني في الضربة الإسرائيلية التي نُفذت في أكتوبر الماضي جعل طهران مكشوفة جويا، والطريق بات معبدا أمام هجمات مماثلة، ما وضعها أمام خيارين، إما الرضوخ من خلال المفاوضات، وإما أن تكون الكلمة للميدان، وفي هذه الحالة عليها الزج بنفسها وبرنامجها النووي في المعركة.

وعدّ أن التصريحات الصادرة من إيران في الآونة الأخيرة تؤشر إلى أن طهران اختارت الآن وأكثر من أي وقت مضى أن تغلّب مصالحها، وتضع كل الملفات على طاولة المفاوضات، ومن بينها نفوذها في المنطقة، لتجنب الدخول في أي مواجهة قد تدمر برنامجها النووي، وبدأت بالفعل مفاوضات سرية في النرويج، وأيضا مفاوضات مباشرة مع مجموعة (5+1) مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا. (بلينكس - blinx)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك