تتسارع الإتّصالات والإجتماعات من أجل البحث واختيار إسمٍ رئاسي يحصل على توافق أغلبيّة الكتل النيابيّة، بعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن الدعوة لجلسة إنتخاب رئيس للجمهوريّة في 9 كانون الثاني من العام 2025. وحتّى الآن، لم يستطع الأفرقاء التوصّل لمرشّحٍ جامعٍ، بينما لم يتطرّق "الثنائيّ الشيعيّ" إلى موضوع التنازل عن ترشيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة.
فبعد تعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً لـ"حزب الله"، لم يُعلن الأخير عن موقفه من الإنتخابات الرئاسيّة، ولم يكشف إذا ما كانت كتلة "الوفاء للمقاومة" ستدعم التوافق على مرشّحٍ غير مستفزّ، أمّ أنّها ستستمرّ بالإقتراع لفرنجيّة. وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ برّي لفت في تصريح صحافيّ، إلى أنّ رئيس "المردة" هو "عماد المرشّحين"، ما يعني أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" لا يزال مُؤيّداً بقوّة له، وأنّ جلسة 9 كانون الثاني قد لا تكون حاسمة.
ويقول مصدر نيابيّ مُعارض في هذا الإطار، إنّ ترشيح فرنجيّة سيُقابل بإعادة طرح وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، لأنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يُوحي من جهّة أنّه يهدف أنّ تكون جلسة الإنتخاب المُقبلة إيجابيّة، بينما لا يزال يُعطّل الإستحقاق الرئاسيّ عبر دعمه مرشّحه.
ويُضيف المصدر عينه أنّ المُعارضة أيضاً ورغم إجتماعها الأخير في معراب، لم تتوصّل إلى تأييد مرشّحٍ للإقتراع له في جلسة 9 كانون الثاني، ولا يزال هناك بحثٌ في بعض الأسماء، والهدف أنّ يقبل الفريق الآخر بأيّ شخصيّة تُعلن الكتل المُعارضة عن دعمها، وإلّا سيعمل "حزب الله" و"حركة أمل" على تطيير النصاب كما حدث في الجلسات السابقة.
وبالعودة إلى ترشيح فرنجيّة، قال الأخير في آخر زيارة له إلى عين التينة في تشرين الأوّل الماضي، إنّه لم يسمع من برّي أو من "حزب الله" أنّهما توقّفا عن ترشيحه، فيما نواب "الوفاء للمقاومة" و"التنميّة والتحرير" لم يتناولوا أبداً موضوع التنازل عن تأييد رئيس "المردة".
وفي هذا السياق، يقول مصدر نيابيّ في فريق الثامن من آذار، إنّ فرنجيّة أثبت قبل الحرب الإسرائيليّة وبعدها أنّه مرشّح جامع، ويُريد العمل من أجل جمع جميع اللبنانيين، وليس هناك من سببٍ يدعو إلى عدم إنتخابه، وتابع أنّ موقفه السياسيّ لا يجب أنّ يكون حجة لدى المعارضة للإمتناع عن الإقتراع له.
في المقابل، يُوضح مصدر نيابيّ آخر أنّ الأصوات النيابيّة التي تدعم فرنجيّة لا تزال كما هي ولم ترتفع، وهناك صعوبة في حصوله على أصوات جديدة، لأنّ النواب الوسطيين يُشدّدون على التوافق على أحد المرشّحين، بينما يتمّ الحديث عن خيارات وسطيّة كثيرة، أبرزها وجوه نيابيّة معروفة أو عسكريّة.
وبحسب مراقبين، تُعتبر سيطرة المعارضة المسلّحة على كافة المدن السوريّة، وسقوط حكم الرئيس بشار الأسد، وانسحاب عناصر "حزب الله" والحرس الثوريّ الإيرانيّ من سوريا، ضربة لـ"محور المُمانعة" في المنطقة، وقد يكون عاملاً سلبيّاً جدّاً على حظوظ فرنجيّة ،ويُعزّز مُطالبة المعارضة في لبنان بانتخاب رئيسٍ توافقيّ يدعم الجيش ويصون سيادة البلاد ويُبعدها عن صراعات المنطقة.