تترقب الأوساط الرسمية والشعبية المحلية الأحداث المتسارعة والدراماتيكية في سوريا وتداعياتها المحتملة على لبنان، بالتزامن مع الاهتمام بالوضع في لبنان، لا سيما على حدوده الجنوبية مع استمرار الخروقات الاسرائيلية.
وحذّرت مصادر سياسية من انعكاسات كبرى للأحداث السورية على المنطقة، وبطبيعة الحال على لبنان، ما يفرض اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة على مستوى مراقبة الحدود مع سوريا وتحصين الوحدة الوطنية لتفادي أي اضطرابات وتوترات داخلية جراء ما يجري .
وقال مرجع أمني "انّ التطورات في سوريا فرضت عبئاً ضاغطاً بقوة على لبنان، إن على مستوى الداخل، حيث سارعت الاجهزة الأمنيّة والعسكرية إلى رفع درجة اليقظة والإستعداد في هذه المرحلة لمواجهة أيّ تحرّكات مشبوهة لأفراد او خلايا ارهابية او على مستوى الحدود، كما اتخذت قيادة الجيش بدورها سلسلة من التدابير لحماية الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية، وعززت انتشار الوحدات العسكرية لردع أي محاولة لتسلّل المجموعات الارهابية في اتجاه لبنان، ووحدات الجيش على جهوزية كاملة للتصدّي لهؤلاء".
وقال "الوضع تحت السيطرة، والأمن ممسوك بالكامل ولا شيء يدعو الى القلق".
وفي ملف الجنوب، افيد ان وحدات من الجيش وفريق الهندسة ستبدأ اليوم عملية الدخول إلى بعض أحياء مدينة الخيام كجزء من المرحلة الأولى من وقف اطلاق النار. وخلال هذه الفترة، لن يُسمح للاهالي بالدخول حتى انتهاء عمليات المسح.
كما عُلم ان ثمة خطوات واجراءات ستتخذها القوى الأمنية والعسكرية بدءاً من الساعات المقبلة تعكس توزيعاً حديثاً للمهمات والاجراءات بين الحدود الشرقية والشمالية والحدود الجنوبية، وتظهر الحجم الكبير للمهمات الملقاة على الجيش في الفترة المقبلة.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتمع امس مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وعرض معه الوضع الأمني في البلاد، كذلك، اجتمع ميقاتي مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، وعرض معه الوضع على المعابر الحدودية، حيث يتجمع العديد من السوريين الذين يحاولون دخول لبنان بفعل الاحداث في سوريا.
كما قرر رئيس الحكومة تشكيل خلية أزمة في موضوع المفقودين والمخفيين قسرا تضم الوزارات والإدارات المعنية إضافة إلى اللجنة القضائية و"الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا"، وذلك بطلب من الهيئة.
وعقدت اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار اجتماعاً في الناقورة، وأكدت سفارتا الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان و"اليونيفيل" في بيان مشترك حول التنسيق لدعم القرار 1701 أن "الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية اجتمعت في التاسع من كانون الأول في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائيّة، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني".
وتابعت: "كما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701".