كشف خبراء عسكريون أن "حزب الله" ما يزال يمتلك مستودعات ذخيرة في بعض المناطق السورية خاصة بمحافظة حمص، التي يسعى للحفاظ عليها لمحاولة استغلالها في المستقبل.
وقال العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني جميل أبو حمدان، لـ"إرم نيوز"، إن "حزب الله" كان يمتلك عشرات المستودعات في مناطق سورية عدة، خصوصاً في ريف دمشق، وحمص، ومنطقة البادية في دير الزور.
ومع الضربات التي استهدفت مستودعات ريف دمشق، يُرجّح أبو حمدان أنها دُمّرت بالكامل، ما يجعل مستودعات حمص ودير الزور الخيار الأهم.
وأشار إلى أن مستودعات حمص تتميز بأنها الأكبر والأكثر أهمية؛ نظراً لأن مستودعات دير الزور كانت خاضعة بدرجة كبيرة لنفوذ أذرع الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف أبو حمدان نقلاً عن مصادر موثوقة في مدينة دير الزور وريفها، أن "حزب الله" عمد في الأشهر الأخيرة إلى تبديل مواقع مستودعاته خشية القصف الإسرائيلي، إذ وزّعها بين مستودعات داخل منشآت ومنازل مدنية داخل المدينة، وأخرى في مناطق غير مأهولة، حيث تم حفرها تحت الأرض على مدى السنوات الماضية.
ويصعب تحديد مواقع هذه المستودعات بدقة بسبب التعتيم الأمني الذي يفرضه الحزب عليها، وفق أبو حمدان، الذي رجّح أن تكون مشابهة للأنفاق التي بناها في لبنان، خاصة على الحدود مع سوريا التي يمكنها استيعاب شاحنات متوسطة الحجم.
وعن محتويات الترسانة، أوضح العقيد المتقاعد أنه يصعب تحديدها بدقة، لكنها على الأرجح لا تشمل صواريخ أرض - أرض أو طائرات مسيرة، مبينا أن طبيعة الانتشار العسكري في منطقة حمص تتطلب تسليحاً متنوعاً، يشمل أسلحة مضادة للدروع والطائرات، ورشاشات متوسطة للاستخدام الدفاعي والهجومي، إضافة إلى وسائل نقل خفيفة تُتيح التحرك بسرعة في التضاريس الصحراوية.
من جهته، يرى المحلل العسكري يحيى محمد علي أنه من الطبيعي أن يحتفظ "حزب الله" بمستودعات أسلحة في سوريا، خاصة في حمص، حيث تمثل هذه المستودعات عامل أمان مستقبلي للحزب.
ويؤكد المحلل العسكري، لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" سيبذل قصارى جهده للحفاظ عليها بشتى الوسائل الممكنة، خاصة مع قربها من الحدود اللبنانية، مما يمنحها أهمية إستراتيجية إضافية.
وفي ما يتعلق بطرق الحفاظ على هذه المستودعات، أوضح أن حزب الله أنشأ منذ عام 2011 قاعدة شعبية موالية له في حمص على أسس طائفية وسياسية وعقائدية، ما يتيح له مراقبة وحماية المستودعات.
وأضاف أن المستودعات في المناطق المأهولة يسهل إخفاؤها من خلال تحويل المباني الظاهرة إلى منازل أو محلات تجارية، بينما تكون مراقبة المستودعات في المناطق الجردية والصحراوية أصعب خوفاً من لفت الأنظار.
ومع ذلك، أشار إلى أن احتمالية كشف هذه المستودعات تظل منخفضة جداً، إلا في حالات الصدفة أو الإبلاغ عنها من قبل منشقين عن الحزب. (إرم نيوز)