أكد الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له، أن المقاومة اللبنانية تمكنت من إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيرًا إلى أن العدو لم ينجح في تحقيق هدفه المركزي بالقضاء على "حزب الله".
وأوضح قاسم أن المقاومة نجحت في تهجير أكثر من 200 ألف مستوطن إسرائيلي وإلحاق أضرار كبيرة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، إضافة إلى مقتل وجرح المئات من الجنود الإسرائيليين.
وأقرّ بوجود "إنجازات محدودة" للعدو، مثل اغتيال قيادات في الحزب واختراق اتصالاته، لكنه شدد على أن "الثمن الذي دفعته إسرائيل كان كبيرًا ومؤلمًا"، وأن المقاومة استطاعت المحافظة على قدرتها القتالية ومنع انهيارها.
وتحدث قاسم عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن أميركا لعبت دورًا في إقراره، لكن المقاومة وافقت عليه بشروط وضمانات لحماية مصالحها.
وأشار إلى أن الاتفاق يستند إلى القرار 1701 ويُطبق حصريًا على منطقة جنوب نهر الليطاني، ولا يرتبط بعلاقة المقاومة بالدولة اللبنانية.
بالتوازي، اعتبر قاسم أن القضية الفلسطينية هي "نقطة الارتكاز" لمشروع المقاومة في المنطقة، مشددًا على أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ضرورية لمنع توسعه وإفشال مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي كانت إسرائيل تسعى إلى تحقيقه من بوابة لبنان.
وأكد قاسم أن المقاومة تحملت أعباء كبيرة خلال الحرب، مشيدًا بصمود الشعب اللبناني ودعمه للمقاومة.
ولفت إلى أن "حزب الله" يتابع بشكل مستمر الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، ويتصرف وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية، مشددًا على أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن متابعة هذه الخروقات عبر الجهات المختصة.
وشدّد قاسم على أن المقاومة مستمرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا على أنه "هيهات أن نستسلم"، ودعا إلى التوحد لمواجهة ما وصفه بـ"الغدة السرطانية" التي تهدد المنطقة بأسرها.
وأكد قاسم أن المقاومة لا تعتمد على تحقيق الانتصار بـ"الضربة القاضية" ضد العدو الإسرائيلي، بل عبر النجاح بالنقاط والتراكم. وشدد على أن الأهم هو استمرار المقاومة وبقاؤها في الميدان مهما كانت إمكاناتها محدودة، مشيرًا إلى أن التضحيات التي تقدمها المقاومة ليست خسارة، بل ثمن يدفع لاستمرارها.
وأوضح قاسم أن مقاومة "حزب الله" قائمة على الإيمان والإعداد، وأن هذه التضحيات تزيد من مسؤولية المقاومة في مواجهة العدو التوسعي، الذي لا يمكن كبحه إلا عبر المقاومة. وقال إن تحرير الأرض لن يتحقق إلا من خلال هذا النهج.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي كان يستهدف لبنان بأسره، لكن المقاومة نجحت في وقفه عند الحدود بفضل تضحيات المقاومين والتفاف الأحرار في لبنان حولها. ودعا قاسم الجميع إلى دعم خيار المقاومة، مؤكدًا أنه الخيار الوحيد الذي أثبت جدواه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى أن صمود المقاومين على الجبهات حال دون وصول إسرائيل إلى بيروت، محذرًا من أن سقوط المقاومة كان سيعني بدء التوطين في لبنان مع استيطان الجنوب. وأشار إلى أن إسرائيل دمرت إمكانات الجيش السوري تحت ذريعة الدفاع المسبق، ما يعكس نواياها التوسعية التي تستهدف كافة الدول العربية.
وأضاف قاسم أن "حزب الله" مستمر في نهجه، وأن المقاومة أثبتت صلابتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بفضل تكاتف الجيش والشعب معها، مؤكدًا أن كل الرهانات على انتهاء دور الحزب قد باءت بالفشل.
وتابع قاسم أن الحزب متمسك بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والمضي قدمًا في إعادة الإعمار، والعمل على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 9 كانون الثاني، بالإضافة إلى دعم برنامج إصلاحي تحت سقف القانون واتفاق الطائف، معتبراً الحوار الإيجابي أساساً لحل القضايا الخلافية.
وعن الوضع السوري، شدد قاسم على دعم "حزب الله" لسوريا باعتبارها خصماً لإسرائيل، مشيرًا إلى دورها في تعزيز قدرات المقاومة. وقال إن سقوط النظام السوري على يد قوى جديدة يفرض انتظار استقرار الأوضاع لتقييم توجهها. وأعرب عن أمله بأن يكون النظام الجديد متعاونًا مع لبنان بشكل متكافئ، وأن يشارك جميع الأطراف في صياغة الحكم بما يحقق المصلحة العامة للمواطن السوري. كما دعا إلى إعلان إسرائيل عدواً وعدم الانجرار نحو التطبيع معها.