"إلى أهلي وإخوتي في الطائفة الإسلامية العلوية في لبنان
نقف اليوم أمام مرحلة تاريخية فارقة، بعد متغيرات سياسية وانهيارات انظمة وتغيرات في معادلات المنطقة.
إن هذا التحول يضعنا جميعاً أمام مسؤوليات وطنية وإنسانية عظيمة.
إننا كطائفة إسلامية علوية كانت دائماً جزءاً أصيلاً من النسيج اللبناني المتنوع، وعلينا اليوم أن نؤكد استمرارية تمسكنا بالمبادئ التي قام عليها لبنان؛ مبادئ الوحدة، الحرية، والعيش المشترك.
لقد عانينا جميعاً من ويلات الحروب والصراعات، وآن الأوان لأن نكون جزءاً كان ولا يزال متكافلا متضامنا مع محيطه وإخوته اللبنانيين. أدعوكم إلى العمل على استمرار تعزيز العلاقات مع جميع المكونات اللبنانية، والتكاتف لبناء وطن يستوعب الجميع دون تمييز أو إقصاء ،
فلبنان يحتاجنا جميعاً.
كما أدعو جميع شركائنا في الوطن لعدم توجيه أصابع الاتهام أو تحميل طائفة بعينها وزر أخطاء وسياسات الآخرين لأنها لن تقود إلا إلى مزيد من الانقسام. علينا أن ننأى بأنفسنا عن الخطابات التي تؤجج الأحقاد، ونعمل على بناء مستقبل قائم على التسامح والعدالة.
إن الطائفة الإسلامية العلوية هي مثل باقي الطوائف من حقها أن تعيش بكرامة وأمان، وأن تكون جزءاً فعالاً من نهضة لبنان الجديد ويدها ممدودة لكل من يؤمن بأن الحوار والمصالحة هما الطريق الوحيد للعبور من هذا النفق المظلم.
لقد اثبتت الايام فعليا بان خياراتنا الوطنية اللبنانية هي الصحيحة ومنذ دخولنا الشأن العام كان نهجنا وخطابنا الوسطي واحداً لم يتغير ولم يتبدل وقد تأكد للجميع ان الثبات على المواقف الوطنية اللبنانية هو الانجع لنا ولمن نمثل .
لنبنِ معاً وطناً يحمي أبناءه ويحتضن اختلافاتهم، ولا يجعل من الماضي سجناً يحاصرنا.
أخوكم، علي درويش".