نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً قال فيه إنَّ زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملد بدر الدين الحوثي يريدُ أن يكون الأمين العام لـ"حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الحوثي، البالغ من العمر 45 عاماً، يقلد بكل تفاصيله صورة نصرالله الذي اغتالته إسرائيل يوم 27 أيلول الماضي إثر غارة جويّة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأضاف: "يسعى الحوثي لاستنساخ صورة نصرالله عبر الخطابات والأساليب والكلمات المعروضة عبر شاشات ضخمة".
ويلفت التقرير إلى أن "الحوثي الذي يختبئ مع كبار المسؤولين الآخرين من جماعته، يرى نفسه العامل المركزي في محور المقاومة الذي يعمل بشكلٍ مستمر ويؤثر ليس فقط على ما يحدث في اليمن، ولكن أيضاً على المسرح العالمي"، وأكمل: "لدى الحوثي ضاحية خاصة به وهي منطقة في صنعاء أصبحت معقلاً للحوثيين، ومن هناك يتمُّ إطلاق التهديدات ضد إسرائيل وتتم عملية تحريك الهجمات على السفن في البحر الأحمر".
وفي السياق، يقول يوسي مانشروف، الباحث في شؤون إيران وحزب الله والجماعات الشيعية في معهد مسكاف للأمن القوي والإستراتيجية الصهيونية: "إن ما يقوم به الحوثي هو تقليد مثالي لنصرالله، لكن الأول لا يتمتع بكاريزما أمين عام حزب الله ومن حيث الإنجازات فهو ما زال بعيداً عنه".
ويقولُ التقرير الإسرائيلي إنه "في الأسابيع الأخيرة، ومنذ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وإثر انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أصبح الحوثيون أحد أذرع إيران الوحيدة التي لم تتضرر بشكلٍ كبير بعد"، وأضاف: "مع ذلك، فإنهُ من المُهم أن نفهم أمراً أساسياً وهو أنّ تأثير الإيرانيين على الحوثيين لا يُمكن مقارنتهُ بسيطرتهم على حزب الله. الجماعة اليمنية لديهم استقلالية بنسبة كبيرة لكن النفوذ الإيراني عليها فعال للغاية ويرتبط بالجوانب الإستخباراتية والمساعدات المالية الضخمة ووجود فيلق القدس وحزب الله في اليمن ناهيك عن حصول تدريبات عسكرية للحوثيين في إيران".
وتابع: "بحسب تحقيق أجرته رويترز في كانون الثاني 2024، فإنَّ إيران تزود الحوثيين في اليمن بمساعدة واسعة النطاق تشمل التدريب العسكري والأسلحة المتقدمة والمشورة العملياتية. وبحسب مصادر ميدانية، أنشأ ضباط إيرانيون من الحرس الثوري مركز قيادة في صنعاء. كذلك، لعب حزب الله أيضاً دوراً مركزياً في إدارة العمليات في البحر الأحمر، وساعد الحوثيين في الاستخبارات لتحديد السفن التي تشق طريقها إلى إسرائيل، وكذلك في إعادة تجميع الصواريخ التي تم تهريبها إلى اليمن على أجزاء. ووصف مصدر إقليمي التسلسل القيادي بوضوح قائلاً إن القرار السياسي بيد طهران، والإدارة بيد حزب الله والتنفيذ بيد الحوثيين في اليمن".
وأوضح مناشروف أن "الحوثيين هم النجم الصاعد لمحور المقاومة"، مشيراً إلى أن هناك 3 عوامل ساهمت في ذلك، العامل الأول وهو إضعاف "حزب الله" في لبنان، والثاني هو حماسُ "الحوثيين" لمُشاركتهم الأولى في الحرب ضدّ إسرائيل، والثالث هو توحيد الساحات ضد إسرائيل.
ويضيف: "الحوثيون يدركون أنَّ حركة حماس في غزة تحتاجُ إلى المزيد من المُساعدات الآن بعد أن أصبح حزب الله خارج اللعبة. إنهم يريدون ملء هذا الفراغ بالإضافة إلى محاولتهم تعزيز مكانتهم في العالم الإسلامي كناشري بشرى تحرير فلسطين".