نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً قال فيه إن "الحوثيين في اليمن يتمتعون باستقلال اقتصادي واسع نسبياً"، مشيراً إلى أن "معظم دخلهم يأتي من اليمن نفسه، وذلك من خلال الضرائب الباهظة المفروضة على السكان المحليين إلى جانب الإستفادة من موارد البلاد".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ "استثمارات إيران في اليمن كانت أقل بكثير من استثماراتها في حزب الله والجماعات المُوالية لها في العراق وحتى حركة حماس في غزة".
وفي السياق، أوضح يوئيل جوزانسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) والمسؤول الكبير السابق في وكالة الأمن القومي، أن "الحوثيين ببساطة جمعوا الثروة"، وأضاف: "عندما سيطر الحوثيون على اليمن في عام 2014، استولوا أيضاً على احتياطيات البلاد والبنك المركزي وجميع الأموال - حوالي 6 مليارات دولار".
إلى ذلك، يشير تقرير "n12" إلى أنَّ الحوثيين يفرضون ضريبة بنسبة 100% على البضائع القادمة من جنوب اليمن، ويصادرون ممتلكات المواطنين من خلال الحجج القانونية ويسيطرون أيضاً على طرق التجارة".
بدورها، تقول عنبال نسيم لوفتون، الباحثة في شؤون اليمن الحديث في الجامعة المفتوحة ومركز ديان في جامعة تل أبيب، أنَّ "المساعدات القادمة إلى اليمن من الخارج لا تصل دائماً إلى من يحتاجون إليها، بل يستخدمها الحوثيون لتلبية احتياجاتهم الخاصة"، وأضافت: "الناس يعيشون منذ سنوات على مبالغ ضئيلة، أو استنفدوا مدخراتهم، أو يعيشون في فقر مدقع ويعتمدون على أموال المساعدات".
مع هذا، فقد رأى التقرير أنَّ المسافة الجغرافية بين إيران واليمن تجعل العلاقة صعبة، على عكس المحور البري الذي يربط إيران بحزب الله في لبنان عبر العراق وسوريا، ما يجعل الحوثيين معزولون فعلياً عن طهران.
في المقابل، يشير التقرير إلى أن الحوثيين يعتمدون بشكلٍ كبير على إيران، موضحاً أن دعم طهران لهم بدأ في العام 2009، وأردف: "اليوم، يمتلك الحوثيون صواريخ باليستية إيرانية يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، كما توفر الجمهورية الإسلامية لليمنيين مساعدة استخباراتية شاملة، فيما جرى تكليف مسؤولين من فيلق القدس وحزب الله لتحسين قدراتهم".
وأكمل: "من دون المساعدة العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية الواسعة من طهران، من الصعب أن نتخيل أن الحوثيين كان سيصلون إلى قدرات عسكرية لا تمتلكها سوى حفنة من الدول".
واعتبر التقريرُ أيضاً أن "البعد الجغرافي عن إسرائيل لا يردع الحوثيين"، مشيراً إلى أنَّ "هؤلاء يحاولون التغلب عليها من خلال التعاون الوثيق مع تنظيمات محور المقاومة، وعلى رأسها الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا".
ويكشف التقرير أن الحوثيين يهدفون إلى شن عمليات تتجاوز إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، وأضاف: "إن جماعة الحوثي تجري استعدادًا لغزو بري لإسرائيل والهجوم على المفاعل في ديمونة".
وبحسب تقرير لمركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب، فقد أجرى الحوثيون منذ بداية الحرب سلسلة من التدريبات العسكرية التي تحاكي هجمات على الأراضي الإسرائيلية. وكانت التدريبات الأخيرة، التي أجريت في أيلول الماضي، شملت قوات مشاة ومدرعات تدربت على مهاجمة أهداف إسرائيلية، وتعكس هذه التدريبات رغبة صادقة في زيادة الاحتكاك المباشر مع إسرائيل ليس فقط من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار، ولكن في غزو حقيقي".
ويقول تقرير "n12" أيضاً إن "المتمردين في اليمن لا يهددون إسرائيل فحسب، بل يهددون النظام العالمي أيضاً"، وأكمل: "صحيح أن الولايات المتحدة شكلت تحالفاً دولياً ضد الحوثيين، لكنها ركزت على إحباط هجماتهم في البحر الأحمر وتجنبت هجمات واسعة النطاق".
واعتبر التقرير أن التقديرات التي تشير إلى أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم مع انتهاء الحرب في غزة هي أيضاً موضع شك. وهنا، تعترف نسيم لوفتون قائلة: "لست متأكدة من أن هذه ستكون نهاية جبهة الحوثيين. في العام الماضي، جعلوا من أنفسهم حاملي لواء القضية الفلسطينية وأعلنوا بالفعل أنهم سيستمرون في معارضة أي دولة تشجع عملية التطبيع مع إسرائيل. وبهذا المعنى، فإن الحوثيين ربما لن يستعجلوا في الاستسلام على الرغم من الهجمات المتكررة على الموانئ الدولية الـ3 المهمة في محافظة الحديدة، إلا أن استمرارهم في ما هم عليه يؤتي ثماره. إنهم يفعلون ذلك، ولديهم أيضاً القدرة العسكرية".