Advertisement

لبنان

تسليم "الثنائي الشيعي" بالأمر الواقع قد يساهم في تسريع التوافق على الرئيس

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
03-01-2025 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1300689-638714914947120621.png
Doc-P-1300689-638714914947120621.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ما تمناه اللبنانيون مع سنة مضت وأخرى أطلت قد يصبح حقيقة وواقعًا. ولكن هذا الواقع لا يمكن أن يُترجم على الأرض إن لم تكن ثمة إرادة حقيقية ثابتة وراسخة لتحويل المستحيل الى اللا مستحيل.وما حصل في سوريا بين ليلة وضحاها لأكبر دليل على أن لا شيء اسمه مستحيلًا عندما تتوافر إرادة التغيير مع العزم والنوايا الحسنة. ومن بين أهم الاستحقاقات التي تمناها اللبنانيون في السنة الجديدة تأتي في الطليعة الانتخابات الرئاسية. فالتجارب المريرة التي مرّ بها لبنان خلال سنتي الفراغ رسخّت القناعة بأن الرئاسة الأولى، وإن تمّ تجريدها من بعض الصلاحيات الحصرية، تبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الشعب والمؤسسات.  
Advertisement

ولأن هذه الرئاسة ترمز إلى ما ترمز إليه في الواقع وفي الوجدان كعامل توحيدي بين جميع اللبنانيين يُلاحظ مدى اهتمام العالم بهذا الوطن الصغير من زوايا عدّة، وأهمها الاستحقاق الرئاسي. ومن دون إتمام هذا الاستحقاق ستبقى أمور لبنان غير منتظمة وغير سوية، وبالتالي سيبقى لبنان غير حاضر رسميًا عندما يحين أوان التغيير، وإن كان ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مجهود من خلال لقاءاته واتصالاته في الداخل والخارج قد ساهم إلى حدّ كبير في التوصّل إلى اتفاق على وقف النار، الذي لا يزال هشًّا بفعل الخروقات الإسرائيلية في أكثر من منطقة جنوبية حدودية.

ولأنه يدرك أهمية أن يكون للبنان رئيس قادر على الجمع بين المتناقضات السياسية يُسجّل للرئيس ميقاتي أنه في كل تصريح وفي كل لقاء أو اتصال يشدّد على ضرورة وحتمية انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، مع إصراره على أن يطلع الدخان الأبيض من مدخنة جلسة أو الجلسات المتتالية في التاسع من الشهر الجاري، فيكون للبنان رئيس توافقي ووفاقي في آن. فهاتان الصفتان متلازمتان، إذ لا يمكن أن يكون الرئيس العتيد توافقيًا إن لم يكن وفاقيًا، أي أنه قادر على جمع كلمة اللبنانيين في عملية الإنقاذ، التي تأخرّت كثيرًا.

فالرئيس الذي سيتمّ التوافق عليه، وإن بوحي من الخارج، سيكون حتمًا انقاذيًا بما تعنيه هذه الصفة من تدّرج في مستويات تحمّل المسؤولية، لأن الإنقاذ عمل مشترك، وليس عملًا فرديًا مهما كانت قدرات هذا الرئيس الآتي بتوافق معظم الكتل النيابية، وبالأخص الكبيرة منها كـ "الثنائي الشيعي" و"الثنائي المسيحي" (كتلة الجمهورية القوية وكتلة لبنان القوي)، وكتلة "اللقاء الديمقراطي"، فضلًا عن رمزية تكتل "الاعتدال الوطني" بما شكّله من حيثية وطنية في الشارع السني. فإذا لم تتوافر الأجواء الملائمة من اليوم وحتى موعد جلسة التاسع فإن العقم سيكون ملازمًا للجلسة المنتظرة والموعودة، مع العلم أن اختيار الرقم 9 لم يأتِ صدفة، بل لأنه يرمز إلى العدد الكمالي. فإذا ضُرب بأي عدد آخر تكون النتيجة عند الجمع 9. (9 × 1= 9. 9 × 2 = 18. 8+1= 9.) وهكذا دواليك.

وعلى رغم أجواء الاطمئنان والتفاؤل في بعض الكواليس العربية بأن الاستحقاق المعلَّق منذ 26 شهرًا يقترب من انفراج، فإن الحذر في الداخل يبقى هو السائد ما لم يطرأ أي جديد قد يساهم في بلورة موقف شبه موحد في الأيام المتبقية قبل يوم الخميس المقبل.

أمّا لماذا يسود جو من الارتياح في الأوساط العربية بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية فلأن ما تبلغته العواصم العربية المؤثرة، وعلى رأسها الرياض، يؤشر إلى مستوى غير مسبوق من قناعة لبنانية لدى مختلف الأفرقاء بأن لا مصلحة لأحد بعد الآن في احتجاز هذا الاستحقاق لأي سبب أو اعتبار، ويضاف إلى هذه القناعة ما سينتج من أجواء إيجابية عن التحولات المذهلة في المنطقة، وآخِرها في سوريا، فضلًا عمّا كشفه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في أول اطلالة له في السنة الجديدة من مؤشرات تخفي وراءها بعض الأجواء المشجعة المتعلقة بانتقال إيران إلى مرحلة تقديم النصائح إلى قادة "الحزب" بضرورة العمل على "وقف الخسائر" و"احتواء الأضرار"، التي بدأت مع قبول "الحزب" باتفاق لوقف النار فيه من البنود ما لا يصب في مصلحته، فضلًا عن تأثير سقوط نظام البعث في سوريا على وضعيته الداخلية.
فتسليم "الثنائي الشيعي" بالأمر الواقع في لبنان من شأنه أن يسرّع عملية التوافق الداخلي على اسم الرئيس العتيد، الذي لا تزال ملامحه غير واضحة حتى الآن.
 
 
المصدر: خاص لبنان24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas