Advertisement

لبنان

عون في خطاب القسم: اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وهذا عهدي للبنانيين

Lebanon 24
09-01-2025 | 07:59
A-
A+
Doc-P-1303671-638720328035767606.jpg
Doc-P-1303671-638720328035767606.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تسلّم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلطاته الدستورية بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا بعدما اقسم اليمين الدستورية في مجلس النواب وألقى خطاب القسم.
وعند وصول الرئيس عون الى مدخل القصر، آتياً من مجلس النواب في موكب رسمي، عزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني اللبناني، وحيّا العلم اللبناني. في هذا الوقت، رفع العلم على السارية الرئيسية لمدخل القصر وفوق منزل الرئيس. بعدها استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بالرئيس، بينما اطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفّاراتها للمناسبة.
Advertisement
بعد ذلك، صافح الرئيس عون المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعميد مجلس الاوسمة علي حمد والمدراء العامّين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري ورئيس مكتب الاعلام. ثم انتقل الى صالون السفراء وسط صفيّن من رمّاحة الحرس الجمهوري، حيث التقطت له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة لينتقل بعدها الى مكتبه حيث تسلّم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الاكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الارز الوطني، وتلا عميد مجلس الاوسمة تعريفاً بالوسامين وقال:
"السيد رئيس الجمهورية، بموجب المادة 26 من المرسوم الاشتراعي رقم 122، الصادر بتاريخ 12 حزيران سنة 1959 ، يعتبر رئيس الجمهورية بحكم مهامه، حاملاً الرتبة الاستثنائية ورئيساً أعلى لحملة وسام الاستحقاق اللبناني، ويحتفظ بهذه الرتبة بعد انتهاء ولايته.
كذلك، وبموجب المادة 35 من المرسوم الاشتراعي، رقم 122 الصادر بتاريخ 12 حزيران سنة 1959، يعتبر رئيس الجمهورية بحكم مهامه، حاملاً القلادة الكبرى، ورئيساً أعلى لحملة وسام الارز الوطني، ويحتفظ بالقلادة الكبرى بعد انتهاء ولايته."
والتقطت للرئيس عنه بعد ذلك الصور مرتديا الوشاح ومتقلّدا القلادة.
ثم التقى الرئيس عون بعد ذلك اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون وافراد العائلة حيث التقطت الصور التذكارية.
 ومن المقرر أن يبدأ رئيس الجمهورية لقاءاته الرسمية غداً.

خطاب القسم
وفي ما يأتي النص الكامل لخطاب القسم الذي القاه الرئيس عون في مجلس النواب بعد قسم اليمين الدستورية:
دولة رئيس مجلس النواب
دولة رئيس مجلس الوزراء
السادة النواب والوزراء
السادة رؤساء واعضاء السلك الدبلوماسي
أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،
ايها الحضور الكريم، 
لقد شرّفني السادة النواب بانتخابي رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهو أعظم الأوسمة التي أحملها وأكبر المسؤوليات، فأصبحت الرئيس الأول بعد المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير، في وسط زلزال شرق أوسطي تصدّعت فيه تحالفات وسقطت أنظمة وقد تتغيّر حدود!
ولكن لبنان بقي هو هو، على الرغم من الحروب والتفجيرات والتدخلات والعدوان والأطماع وسوء إدارة أزماتنا، لأن لبنان هو من عمر التاريخ، ولأن الأديان فيه متكاملة، ولأن الشعب واحد، ولأن هويتنا على تنوّع فئاتنا وطوائفنا هي لبنانية، نحب الإبداع كمتنفس أساسي للحياة ونتعلّق بأرضنا كمساحة أساسية للحرية، صفتنا الشجاعة، قوّتنا التأقلم، نصنع الأحلام ونعيشها، ومهما اختلفنا، عند الشدّة نحضن بعضنا لأنه إذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً.
ايها الشعب الحبيب،
لقد وصلنا الى ساعة الحقيقة. 
نحن في أزمة حكم يفترض فيها تغيير الأداء السياسي في رؤيتنا لحفظ أمننا وحدودنا، وفي سياساتنا الاقتصادية، وفي تخطيطنا لرعاية شؤوننا الاجتماعية، وفي مفهوم الديمقراطية وفي حكم الاكثرية وحقوق الأقليات، وفي صورة لبنان في الخارج وعلاقاتنا بالاغتراب، وفي فلسفة المحاسبة والرقابة وفي مركزية الدولة والانماء غير المتوازن وفي محاربة البطالة وفي مكافحة الفقر والتصحّر البشري والبيئي.
هي أزمة حكم وحكّام وعدم تطبيق الأنظمة أو سوء تطبيقها وتفسيرها وصياغتها!

لذا عهدي الى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كلّه،
اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، أقسمت فيها امام مجلسكم الكريم وامام الشعب اللبناني يمين الاخلاص للامة اللبنانية وأن أكون الخادم الاول في الحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني والتزامي بتطبيقها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا وان امارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات هدفه حماية قدسيّة الحريّات الفردية والجماعية التي هي جوهر الكيان اللبناني.
هذه الحريات التي يجب ان تستند الى حكم القانون والى حوكمة تحفظ الحقوق وتضمن المحاسبة وتساوي بين جميع المواطنين، لأنه إذا أردنا أن نبني وطناً علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون وتحت سقف القضاء حيث لا صيف ولا شتاء على سطح واحد بعد الآن، ولا مافيات أو بؤر أمنية ولا تهريب أو تبييض أموال أو تجارة مخدرات ولا تدخل في القضاء ولا تدخل في المخافر ولا حمايات أو محسوبيات ولا حصانات لمجرم أو فاسد أو مرتكب. العدل هو الفاصل وهو الحصانة الوحيدة بيد كل مواطن وهذا عهدي!
عهدي أن أعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء 
بشقه العدلي والاداري والمالي وتطوير عمل النيابات العامة وإجراء التشكيلات القضائية على أساس معايير النزاهة والكفاءة وتفعيل هيئة التفتيش القضائي وتبسيط أصول المحاكمات وإصلاح السجون وتسريع البت بالاحكام بما يضمن الحريات والحقوق ويشجع الاستثمارات ويكافح الفساد.
وعهدي أن أطعن بدستورية أي قانون يخالف أحكام الدستور وأن أحترم فصل السلطات فأمارس دوري الرقابي عليها بأمانة وموضوعية ومن خلال حقي في رد القوانين والمراسيم التي لا تخدم المصلحة العامة تاركاً لمجلس النواب أو لمجلس الوزراء أن يعيد النظر بها.
وعهدي أن أدعو الى استشارات نيابية سريعة لتكليف رئيس حكومة هو شريك في المسؤولية لا خصم، نمارس صلاحياتنا بروح إيجابية تهدف الى استمرارية المرفق العام وتفضيل الكفاءة على الزبائنية والوطنية على الفئوية والفاعلية على البيروقراطية والحزم على الهروب من المسؤولية والشفافية على الصفقات ومعاصرة التطور العالمي على التمترس خلف صراعات الماضي.
عهدي مع المجلس النيابي ومجلس الوزراء أن نعيد هيكلة الادارة العامة وأن نقوم بالمداورة في وظائف الفئة الأولى في الادارات والمؤسسات العامة، وان يتم تعيين الهيئات الناظمة، بما يعيد للدولة وللموظفين هيبتهم ويحفظ كرامتهم ويستقطب النخب لتأسيس ادارة حديثة الكترونية رشيقة فعّالة حيادية لاحصرية ولامركزية، تحسن إدارة أصولها، لا عقدة لديها من القطاع الخاص، تمنع الاحتكار ولا خوف لديها من فتح دفاترها لصاحب حق أو رقيب، وتعزز المنافسة وتحمي المستهلك وتمنع الهدر وتفعّل أجهزة الرقابة وتحسن التخطيط وإعداد الموازنة وإدارة الدين العام، لأن لا قيمة لإدارة عامة لا تقدّم خدمات نوعية للمواطنين بأفضل الأسعار كشرط أساسي للحفاظ على كرامة اللبناني وإنعاش الاقتصاد وخلق فرص عمل.
عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلّحة وكرئيس للمجلس الأعلى للدفاع بحيث اعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح. دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية ويطبق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور.
عهدي ان اسهر على تفعيل عمل أجهزة القوى الأمنية على اختلاف مهامها كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. 
عهدي أن أدعو الى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي  ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية. 
عهدي أن نعيد إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية، وبإيمان أن شهداءنا هم روح عزيمتنا، وأن اسرانا هم امانة في اعناقنا،  فلا نفرّط بسيادة واستقلال لبنان، وبأن وحدتنا هي ضمانة مناعتنا وبأن تنوّعنا هو غنى تجربتنا وبأنه آن الأوان لنراهن على لبنان في استثمارنا لعلاقاتنا الخارجية، لا ان نراهن على الخارج في الإستقواء على بعضنا البعض.
وعهدي بأن نتمسّك جميعاً بمبدأ رفض توطين الاخوة الفلسطينيين حفاظاً على حق العودة وتثبيتاً لحل الدولتين الذي أقر في "قمة بيروت" وفقاً لمبادرة السلام العربية وأن نتمسّك أيضاً بحق الدولة اللبنانية في ممارسة سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية ومن ضمنها مخيّمات لجوء الاخوة الفلسطينيين والحفاظ على كرامتهم الانسانية. 
عهدي أن أقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقاً من أن لبنان عربي الانتماء والهوية، وأن نبني الشراكات الاستراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي وشمال إفريقيا وان نمنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها وأن نمارس سياسة الحياد الإيجابي وأن لا نصدّر لها سوى افضل ما لدينا من منتوجات وصناعات وان نستقطب السواح والتلامذة والمستثمرين العرب لنواكب تطورهم ونغنيهم بطاقاتنا البشرية ونبني اقتصادات متكاملة ومتعاونة.
وانطلاقاً من المتغيّرات الإقليمية المتسارعة، لدينا فرصة تاريخية لبدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية بهدف معالجة كافة المسائل العالقة بيننا، لا سيما مسألة احترام سيادة واستقلال كل من البلدين وضبط الحدود في الاتجاهين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منهما، وملف المفقودين وحل مسألة النازحين السوريين لما لها من تداعيات وجودية على الكيان اللبناني والتعاون مع الأخوة السوريين والمجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة، بعيداً عن الطروحات العنصرية أو المقاربات السلبية، والسعي مع الحكومة المقبلة والمجلس النيابي الكريم الى وضع آلية واضحة قابلة للتنفيذ الفوري تعيدهم الى وطنهم.
عهدي أن ننفتح على الشرق والغرب وان نقيم التحالفات وان نفعّل علاقة لبنان الخارجية مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي وذلك بناء على قاعدة الإحترام المتبادل بما يحفظ سيادة لبنان وحرية قراره.
عهدي أن يفتخر كل مغترب بلبناننا كما يفتخر لبنان بمغتربيه، فحقهم في التصويت هو حق مقدّس يحوّل غربتهم الى انتماء جديد لكل قرية ومدينة من لبنان فيعود منهم من يرغب ومن يقدر وتتحوّل الهجرة الدائمة الى فكرة عابرة لا حاجة لها.
عهدي أن أدفع مع الحكومات المقبلة باتجاه تطوير قوانين الانتخابات بما يعزز فرص تداول السلطة والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وان اعمل على إقرار مشروع  قانون اللامركزية الإدارية الموسعة بما يخفف من معاناة المواطنين ويعزز الانماء المستدام والشامل.
عهدي أن أتمسّك بالحفاظ على الاقتصاد الحر والملكية الفردية، اقتصاد تنتظم فيه المصارف تحت سقف الحوكمة والشفافية، مصارف لا حاكم عليها سوى القانون ولا اسرار فيها غير السر المهني ، وعهدي ان لا اتهاون في حماية أموال المودعين.
عهدي أن اسعى الى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي لا سيما الضمان الاجتماعي والخدمات الصحية وان اجهد للحفاظ على البيئة وأن أحترم حريّة الاعلام وحريّة التعبير ضمن الأطر الدستورية والقانونية.
عهدي أن نستثمر في العلم ثم العلم ثم العلم، وفي المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية وفي الحفاظ على التعليم الخاص وحريته. 
عهدي هو عهدكم أيها النواب الكرام وعهد كل لبناني يريد أن يبني دولة قوية واقتصادا منتجا وامنا متماسكاً ومستقبلا واعدا.
لا مجال لإضاعة الوقت بعد الآن أو لإضاعة الفرص. أدعوكم الى أن لا تفكّروا بالانتخابات المقبلة، بل فكّروا بما سيؤول اليه مستقبل أولادكم وكرامة شيوخكم. واجبنا ان نكون نساء ورجال دولة ، نفكّر بمستقبل أجيالنا لا بمصالحنا الذاتية، وأن نعتبر أنفسنا ملك لبنان وليس لبنان ملكاً لنا.
الى رفاق السلاح، في هذه اللحظة اخلع عني البذّة المرقّطة، وألبس اللباس المدني، ولكني ابقى منكم ولكم أفتخر بانتمائي لمدرستكم الوطنية، مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، وأحفظ في قلبي وعقلي ووجداني تضحياتكم وبطولاتكم، أنتم المؤسسة التي يبنى على اكتافها الوطن، وتحمي وحدته، لم تخذلوا الشعب يوماً وأنا بدوري لن أخذلكم.
والى أحبائي اللبنانيين أقول:عهدي هو عهدكم، ورش العمل كثيرة ولا قدرة لي عليها لوحدي، إنها مسؤوليات السادة النواب والوزراء والقضاء والأحزاب والمجتمع المدني. وعهدي أن أعمل مع هؤلاء جميعاً للدفاع عن المصلحة العامة وعن حقوق اللبنانيين أفراداً وجماعات، وأن نثبت للعالم أنه لا وجود لكلمة فشل في القاموس اللبناني. هذا زمن إبداعكم وزمن أن تجعلوا العالم ينحني احتراماً لروح العزيمة فيكم وزمن السلم والوعي والعمل والتضامن بينكم، لا فضل لطائفة على أخرى ولا ميزة لمواطن على آخر. هذا عهد احترام الدستور وبناء الدولة وتطبيق القوانين، هذا عهد لبنان!
عشتم وعاش لبنان
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك