حصل القاضي نواف سلام على 84 صوتاً، بعد انتهاء الإستشارات النيابيّة المُلزمة في قصر بعبدا، بينما لم يُسمِّ 35 نائباً أيّ أحد.
وأعلن المدير العام لرئاسة الجمهوريّة أنطوان شقير، أنّ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابيّة ونتيجة لها استدعى القاضي نواف سلام بهدف تشكيل الحكومة وهو خارج لبنان ومن المقرّر أن يعود غدًا.
وكان الرئيس عون استهل الجولة الثانية من الإستشارات النيابيّة باستقباله النائب ياسين ياسين،الذي قال بعد لقائه الرئيس عون انه استهل كلامه مع الرئيس عون بتقديم تهنئة أهل البقاع الغربي وراشيا له، وهم يعتبرون ان الانتظار طال لوصول رئيس من الطراز الأول "بالمواصفات السيادية التي ذكرناها قبيل الانتخابات. الرئيس الذي كان امينا ومؤتمنا على المؤسسة العسكرية، والذي حافظ عليها من دون مصلحة خاصة. الرئيس الإصلاحي الذي كان اميناً على المال العام في هذه المؤسسة، وزرع الثقة بالمجتمع الدولي، وأعاد لبنان الى الخريطة السياسية الدولية، وزرع الامل في قلوب اللبنانيين، الرئيس الإصلاحي والسيادي والانقاذي".
وأضاف: "ما سمعناه في خطاب القسم في ما يتعلق بالإصلاحات، بدءاً من الإصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي والمالي والخدماتي، والتسلسل الزمني في الإصلاح السياسي والإصلاح القضائي، هو الأساس في بناء الدولة. يمكننا بناء الاقتصاد ولكن اذا لم تكن هناك سياسة داخل المؤسسات واستقلالية قضاء فنحن نبني هباء منثورا. لذلك لا يتكامل مع خطاب النصر، وهو كذلك وليس فقط خطاب القسم، الا رئيس حكومة قادر على هذه المرحلة بنفس المواصفات، وبامكانه اصلاح القضاء، ووضع يده مع كامل مؤسسات الدولة لاصلاح السياسة، وتفسير الدستور، وإقرار قانون انتخابات عادل".
وختم النائب ياسين بالقول:" لذلك القاضي والسفير نواف سلام هو صوتي والرئيس الذي أتمنى ان يتولى رئاسة الحكومة. اهل البقاع الغربي وراشيا وكل اللبنانيين وراء شاشات التلفزة، يحبسون دموعهم في عيونهم وينتظرون اللحظة الحاسمة، لأنهم قرروا بناء دولة قوية وقادرة وعادلة، بناء الدولة اللبنانية في المئوية الثانية لدولة لبنان الكبير. لذلك أتمنى من زملائي النواب أن يتنازلوا عن مصالحهم الخاصة، وليس عيبا ان تكون لديهم مصلحة خاصة فهذا حقهم، من اجل المصلحة الوطنية التي هي للجميع. وأقول ان التغيير قد بدأ، وهو لن يتأخر، ومناح التغيير قد بدأ في المنطقة".
بوشكيان
ثم التقى الرئيس عون النائب جورج بوشكيان الذي قال:" اقولها من باب القصر وبوابة العهد، تشرفت بلقاء فخامة الرئيس العماد جوزف عون وابلغته تأكيد ثقتي بدولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي اعرف ما قدمه وما تحمّله في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من تاريخ الوطن، وما يمكن ان يقدمه للبنان من عطاءات وخبرة وتضحيات في هذه المرحلة الجديدة من عمر بلدنا الحبيب لبنان."
المرّ
والتقى رئيس الجمهورية النائب ميشال المر الذي اعلن انه "نسبة الى الظرف الذي مرّ به لبنان في الفترة الاخيرة والأداء الذي ساد في إدارة البلد والدولة، ونظراً للفترة الانتقالية التي نتجه نحوها، فقد سمّيت نجيب ميقاتي".
ورداً على سؤال، أجاب: "يعلم فخامة الرئيس ان منزلنا لطالما كان مع الجيش ولا عادة لدينا في تغيير هذا الموقف. وقد صوّت في الدورة الأولى والثانية لفخامة الرئيس، وهذا موقفنا ولا نغيّره".
النائب كميل شمعون
وبعد ان التقى رئيس الجمهورية كتلة الجمهورية القوية، قال النائب كميل شمعون:
"نفتخر اليوم ان قصر الشعب عاد الى الشعب ليمثله وأعاد الى الشعب مصلحته التي كان يفتقدها منذ سنوات. نحن بحاجة الى بعضنا كمواطنين لاعادة بناء لبنان، وقد علمنا أسباب الدمار وثمنه، ويهمنا إيجاد السبل للتكاتف مجدداً كشعب لبناني لاعادة بناء الوطن. نحن اليوم في ظرف نادر، بسبب هذا الدعم الدولي الذي يدعو الى التفاؤل بمستقبل لبنان، ونرى انه لا يجب علينا تفويت هذه الفرصة للسير مجدداً كما يجب، من خلال رئيس قوي للجمهورية، ورئيس حكومة مجرّد من كل فساد، لأننا سنحارب الفساد كي يعيش أولادنا في البلد برأس مرفوع.
لذلك، كرئيس لحزب الاحرار الذي دافع عن المصالح الوطنية، وضعنا يدنا في يد رئيس الجمهورية، ويجب علينا السير نحو الامام لاعادة لبنان الى امجاده."
الجمهوريّة القويّة
ثم استقبل الرئيس عون كتلة الجمهورية القوية، التي تحدث باسمها بعد اللقاء النائب جورج عدوان، فقال:
"اعتقد ان كل اللبنانيين لدى سماعهم خطاب الرئيس المنتخب، عاد الامل الذي غاب عنهم خلال سنوات طويلة، لينتعش في نفوسهم، لأن الرئيس عون طوى صفحة قديمة بكل مآسيها ومشاكلها، بدءا من مشاكلها الأمنية، والمشاكل مع العدو، ومشاكلها الاقتصادية، والانهيار المالي، وسرقة أموال المودعين، ووضع اليد على القضاء، وكل المشاكل التي عاشها اللبنانييون، وتحملوها طوال سنوات طويلة. لا أقول هذا الكلام لنكأ الجراح، ولا لنغرق بأحقادنا، بل أقوله لأؤكد انه لا يحق لنا الاستمرار كما كنا نتصرف في المرحلة الماضية، ويجب ان نواكب انتخاب الرئيس بخيارات جديدة، تختلف كليا عن ممارسات الماضي. لا يمكننا ان نقول للذين مارسوا عدم محاربة الفساد، وسوء إدارة الازمة الاقتصادية والتسبب بها والتدخل بالقضاء ومحاولات شطب أموال المودعين، احسنتم، جربوا مرة جديدة. لا لن نقول لهم ذلك. من هذا المنطلق، نحن كقوات لبنانية، وتكتل الجمهورية القوية، سمينا نواف سلام بنظرة واضحة بأن المطلوب منه اولاً تنفيذ خطاب القسم الذي سنصر ان يكون هو البيان الوزاري للحكومة، بوضوحه: لا سلاح الا مع الدولة، لا للفساد، القضاء يجب ان يستقل، محاكمة القضاة الفاسدين، المودعون يجب ان يستعيدوا ودائعهم، كل هذا المناخ من الفساد والفوضى والسلاح المتفلت، انتهت أيامه. هذا الخطاب يشكل نقلة. يد تكتل الجمهورية القوية في يد الرئيس لتنفيذ الخطاب، وهذا ما ذكرناه لدى لقائنا به، وهذا ما سنفعله. يدنا بيد نواف سلام لتنفيذ هذا الخطاب. نقول للبنانيين، حافظوا على ثقتكم الكبيرة، اليوم نفتح صفحة جديدة، لا نريد من خلالها نكأ الجراح او نشير الى من خسر، او من تصرف بشكل خاطئ. نفتح صفحة جديدة انطلاقا من خطاب القسم. لن نقبل بالعودة الى الوراء في أي من مضامينه، لا السلاح، ولا القضاء، ولا الودائع، ولا الاقتصاد، ولا الممارسات السابقة. موقفنا واضح، سنمارسه داخل الحكومة وفي مجلس النواب، نحن مطمئنون الى وجود فخامة الرئيس، وحين سمعنا خطابه، كبرت قلوبنا كما قلوب سائر اللبنانيين".
سئل: ما رأيك بطلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل موعدها الى الغد؟ وهل هناك سابقة في هذا الخصوص؟
أجاب: لا اعتقد ان ذلك حصل سابقاً، رئيس الجمهورية هو الذي يحدد مواعيد الاستشارات، وعلى الكتل ان تلتزم بهذه المواعيد. عليهم ان يعتادوا على الوطن الجديد، والرئيس الجديد، والصفحة الجديدة. اذا تأخر ذلك يوم واحد فلا بأس، ولكن يجب الا يأخذوا كثيرا من الوقت ليعتادوا على ذلك، فالقطار انطلق.
وردا على سؤال، أجاب: " أنا تبنيت خطاب فخامة الرئيس، وكل كلمة انتقادية توجه لي حول تبني خطاب الرئيس، تكون موجهة الى الرئيس نفسه. انا لم اخرج ولو بفاصلة واحدة عن خطاب الرئيس".
سئل: كيف ترون مشاركتكم في الحكومة المقبلة في حال عزوف الطائفة الشيعية عن المشاركة؟
أجاب: هناك اجماع في لبنان اليوم، وكل الدول مجمعة على مساعدة لبنان، ليسير في مسار مختلف عن الماضي. أنا اعتقد ان الرئيس بري بما لديه من خبرة، يعرف ان الأمور لا تسير بهذه الطريقة في ما خص موعد مع رئيس الجمهورية، آمل من حزب الله ان يضم صوته ووضعه الى بقية اللبنانيين، لدينا فرصة كبيرة جدا لاستنهاض الوطن، وللقاء تحت سقف القانون والدستور، علينا الا نفوتها، وليس لدينا أي استعداد للدخول في حساسيات وقصص صغيرة. الوقت اليوم للعمل ولدعم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف للنهوض بالوطن. لا يجب ان يضع احد نفسه في موقع مواجهة مع كل اللبنانيين.
سئل: هل صحيح ان ما يحكى هو بداية انقلاب؟
أجاب: انقلاب على من وعلى أي شيء؟ هناك رئيس للجمهورية القى خطاب القسم، وهناك استشارات نيابية ديمقراطية تُربح بالاصوات، الا اذا كنتم قد استبقتم النتيجة ونحن لم نعلم بذلك.
سئل: في حال نيل نواف سلام الأصوات الكافية لتسميته، هل سيتم تكليفه اليوم حتى دون مشاركة كتلة التنيمة والتحرير؟
أجاب: لم تعلن كتلة التنمية عن عدم حضورها. يعود لرئيس الجمهورية اعلان التكليف او عدم إعلانه، ولا اسمح لنفسي ان اتعدى على صلاحياته. انا ادعو حزب الله الى الانخراط في العمل السياسي، السلاح ذهب الى غير رجعة، ولا يمكننا بعد كل ما حصل، ان نسمع احدهم يقول سنكمل ونحن أقوياء. هذا يعيش في عالم آخر. زمن السلاح ولى، فليعملوا ما يشاؤون بالسياسة، نحن نمد يدنا لهم بالسياسة، فلديهم نواب وتمثيل شعبي، فليتفضلوا لنتعاون في بناء الوطن.
سئل: في حال امتناع الطائفة الشيعية عن التسمية والمشاركة في الاستشارات، هل يمكن للرئيس المكلف ان يأتي بدون هذه الطائفة؟
أجاب: اذا لا سمح الله تصرفوا بهذه الطريقة، تكون كل عبر الماضي والسنوات الأخيرة التي مررنا بها كأنها لم تكن، وهم يحبون تكرارها وعدم الانتقال الى زمن نتعاون فيه جميعا كلبنانيين، عندها نرى ما الذي سيحصل، لن استبق الأمور.
لبنان القويّ
واستقبل الرئيس عون تكتل لبنان القوي الذي تحدث باسمه النائب جبران باسيل فقال:
"التسمية الطبيعية لكتلتنا هي للسفير نواف سلام، لأننا نرى فيه اولاً وجهاً اصلاحياً من خلال معرفتنا الشخصية المباشرة به وقد عملت معه كوزير حين كان سفيراً في الأمم المتحدة، وتابعت عن قرب مواقفه بالنسبة الى لبنان والقضية الفلسطينية والقرار 1701، وقناعته الكبيرة في حماية لبنان من إسرائيل. كما تعاطينا معه بملفات إصلاحية أخرى منها قانون الانتخاب وغيره. وكما سميناه في السابق في ظل ظروف لم تكن جاهزة لنجاحه، اكتملت هذه الظروف هذه المرة ان شاء الله، وهو خيار طبيعي لنا.
الامر الثاني اننا فور صدور نتيجة الانتخابات، قدمنا التهنئة لفخامة الرئيس في مجلس النواب، وتحدثنا علناً بعدها، وابلغنا فخامته اليوم ان موقعنا الطبيعي هو الى جانب العهد، داعمين لرئيس الجمهورية وهذا موقفنا التقليدي والبديهي كتيار وطني حر. ولاننا سمعنا في خطاب القسم ما يشبهنا وما نرغب في تطبيقه، اخترنا السفير نواف سلام لأننا نرى فيه استكمالاً للتعاون مع رئيس الجمهورية لهذا الامر، ولم نعلن عن القرار قبل وصولنا، الا اننا رغبنا في التشاور مع فخامته والتعبير له عن السياق الذي أدى الى خيارنا المتخذ سلفاً، ولان اللبنانيين رأوا في رئيس الجمهورية ملامح امل لمستقبل افضل، وكل ما يعيدنا الى الوراء والماضي سيشكل نكسة كبيرة للعهد لا تساعد في انطلاقته ومسيرته في المرحلة المقبلة.
السبب الثالث للتسمية، هو انه بعد تفكير مطوّل ومشاورات مع كافة الكتل- مع اخذ البعض خياره المسبق نتيجة خيارات لا نؤيدها ولا نشارك فيها- وجدنا قبولاً وتوجهاً للوصول الى خيار يمكن ان يتحقق ويجري التغييرات اللازمة، وبهذا التقدير لا نتخذ خياراً يشكل تحدياً لاحد، بل خيار يفترض ان يكون مقبولاً من الجميع، وفي كل الأحوال سيكون هناك رابح وخاسر، وهذا ما شهدناه بالأمس في مجلس النواب، ونحن لم نكتف بتقبّل هذا الخيار بل خطونا خطوات إيجابية الى الامام، ومن المفترض ان نتطلع جميعاً الى هذه التسمية على انها امل لجمع اللبنانيين.
هذا خيار تفاهمي وليس صدامياً، من اجل تغيير الأوضاع في لبنان، ونحن لا نقبل ان نكون في موقع التحدي او كسر أي فريق او مكوّن لبناني، هذه عملية تصويت وبنتيجتها سنحاول من خلال ادائنا التعاون مع الجميع لما فيه مصلحة ونجاح البلد."
ورداً على سؤال، أجاب: "علينا اليوم الاعتياد على ان التيار الوطني الحر بات في موضع مستقل، وهو لا يملك حلفاء ولا أعداء، بل سنحاول التوافق لما فيه الخير".
ورداً على سؤال آخر عما اذا كان التصويت لنواف سلام رداً على تصويت الثنائي الشيعي للعماد جوزف عون في الانتخابات الرئاسية، اجاب: "للأسف السياسة في لبنان تقوم في معظمها على النكد، ونحن لا نفكر بهذه الطريقة، وأول عمل قمنا به ترونه اليوم من خلال الايجابية التي نتعاطى فيها، ولا يجب في هذه المرحلة الجديدة ان نخلق سوابق في الدستور او في ممارستنا الديمقراطية لخلق مشاكل لسنا في حاجة لها. نحن نعتبر انفسنا ضمانة كي لا يكون هناك تحد او اعتداء او كسر لاحد، وهو ما سنؤكده بالممارسة."
وسئل عما اذا كان هناك من ضغوط على التكتل لتسمية نواف سلام، فقال: "لا اعتقد ان احداً يجرب ان يضغط علينا لانه من الواضح اننا لا نرضخ للضغوط، وليس هناك من يجرب هذا الامر، ولا يجب ادخال البلد في مشكل نحن بغنى عنه فيما يمكن ان نكون ضمانة للجميع، فهذه الطريقة لا توصل الى مكان".
وعما اذا كان التكتل سيكون في صفوف المعارضة في الفترة المقبلة، قال: "لنتعاط مع كل مرحلة على حدى، قمنا بأمر إيجابي تفاهمنا عليه مع شريحة واسعة، ونأمل ان يأخذنا الى المرحلة الثانية التي ستنتهي بسرعة وتبدأ بعدها مرحلة التأليف، ولكن نحن ايجابيون واذا ظهر امر سلبي سنتعاطى معه في حينه".
وعن وجود صفحة جديدة مع رئيس الجمهورية، أجاب: "طوينا الصفحة الماضية يوم الخميس في 9 كانون الثاني عندما اصبح رئيساً للجمهورية." وأضاف: "ستسمعون الكثير من الروايات وليلنا كان طويلاً، ولكن كل كلام عن مقايضات وحصص لتسمية سلام، هو كلام في غير محله، وهي مرحلة ثانية سيأتي وقتها".
وعن كون التكتل "بيضة القبان"، أجاب: "اذكّر الجميع اننا لو اردنا في رئاسة الجمهورية كسر طرف او الفوز عليه بالنقاط، لكنا في مشهد آخر اليوم، اكان من جهة المعارضة او الممانعة. اليوم حاولنا معرفة الشخص الأكثر املاً بالتغيير والإصلاح الذي نرغب فيه، وتحشد له الأصوات، وعلى هذا الأساس قمنا بمشاوراتنا، وان شاء الله تتكلل الأمور بالنجاح".
اللقاء الديمقراطيّ
والتقى رئيس الجمهورية بعدها كتلة اللقاء الديمقراطي، التي صرح باسمها النائب تيمور جنبلاط، بالتالي:
"زيارتنا لفخامة الرئيس اليوم ككتلة اللقاء الديمقراطي لتهنئته اولاً ، ولنتمنى له كل النجاح والتوفيق في مهمته الصعبة. نحن معه والى جانبه ووراءه كحزب في أي خطوة يتخذها لصالح لبنان واللبنانيين.
في موضوع رئاسة الحكومة، نسمي، باسمي وباسم الكتلة، نواف سلام ونتمنى له كل النجاح والتوفيق لتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، خاصة في هذه الظروف الصعبة".
الإعتدال الوطني
واستقبل رئيس الجمهورية تكتل الاعتدال الوطني وتحدث باسمهم النائب وليد البعريني الذي قال:
"تماشيا مع الظروف الراهنة، قررنا كتكتل ومع الاخ إيهاب مطر، تسمية نواف سلام، وهذا الموضوع الذي اردنا إبلاغه الى الرأي العام ليرتاح ويطمئن اننا نسير وفق ما يريده الناس للنجاح بانقاذ البلد.
وقال رداً على سؤال: انا اتواصل مع المملكة العربية السعودية منذ العام 2018 بشكل يومي تقريباً، وهذا النفس العربي الذي نعتمده ونسير به. والتسمية أتت انسجاماً مع الموقف اللبناني".
اللقاء التشاوري المستقل
والتقى الرئيس عون نواب اللقاء التشاوري المستقبل الذي تحدث باسمهم النائب ابراهيم كنعان فقال:
"تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس، ولا لزوم لتكرار موقفنا الداعم له ولعهده وخطاب القسم الذي يأمل به اللبنانيون كافة. ان ترجمة موقفنا في الأساس مع خيار الرئيس عون يحملنا لقرار التسمية، وقررنا بعد المشاورات ومع زميلنا النائب الياس بو صعب الذي كان قال من على هذا المنبر انه سيسمي بعد الظهر، تسمية السفير نواف سلام. من هذا المنطلق، نتمنى ان يشمل هذا التوافق الجميع، ولا يبقى احد خارجه، وان نقف جميعاً الى جانب العهد والرئيس وعدم القيام بانطلاقة ناقصة، لان نجاح العهد ينعكس على لبنان وكل الشعب اللبناني.
ان ترجمة كل ما ورد في خطاب القسم تكون في البيان الوزاري، والجميع مهتم بهوية رئيس الحكومة المكلف، ولكن الأهم من خلال تجربتنا، ليس فقط البيان الوزاري بل خارطة الطريق لتنفيذ البيان من دون تعطيل او العودة الى الوراء من خلال الممارسات التي كانت تحصل سابقاً، وهذا يتطلب وضع كل الحسابات السياسية جانباً وان ندخل جميعاً كيد واحدة لانجاح الرئيس. ليس لدينا انفصام بالشخصية، فنحن الى جانب الرئيس عون ونكمل بالمنحى نفسه للتنفيذ، هذا الموضوع يحتاج الى متابعة وصدق وعدم المحاصصة والقناعة بالوطن.
ان شاء الله من خلال هذه الخطوة وما ورد في خطاب القسم من مكافحة للفساد الى حفظ أموال المودعين الى تعزيز قدرات الجيش وسيادته على الأرض كاملة، وكل الأمور التي وردت في الخطاب وتعهد بها رئيس الجمهورية، فهذا ليس تعهداً لشخص الرئيس بل للدولة اللبنانية ولكل مؤسساتها التي حان الوقت لبرهان صدق نوايانا من خلال التنفيذ المطلوب منا. اتفهم وجود أراء مختلفة، ولكن ما يهم هو اللقاء مجدداً كما التقينا على الرئيس عون، ان نلتقي على رئيس الحكومة المكلف.
الكتائب
ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب الكتائب، وبعد اللقاء توجه النائب سامي الجميل الى الصحافيين بالقول:
"اود ان اشكر كل من بذل جهداً لنصل الى النتيجة التي وصلنا اليها اليوم، وخصوصاً صديقينا في المعارضة، فؤاد مخزومي واللواء اشرف ريفي، اللذين اخذا قرارا بتسهيل عملية الاتفاق والالتفاف حول مرشح واحد، حفاظا على وحدة الصف. نحن نسمي القاضي نواف سلام للمرة الثالثة. في المرة الأولى حصل على 19 صوتاً، وفي المرة الثانية اكثر من ذلك بقليل، وفي المرة الثالثة كتلتنا هي التي رفعت عدد الأصوات فوق ال 64 صوتاً، والآن اصبح عدد الأصوات 68. لست انا من سيعلن النتيجة، فهذا ما سيقوم به فخامة الرئيس، ولكن اود ان أقول الى اننا جميعا الى جانب فخامة الرئيس، وفخورون جدا بأن يكون لدينا شخص نظيف وشفاف ووطني، يستطيع ان يقول الكلام الذي قاله في خطاب القسم للمرة الأولى. حزب الكتائب منذ تأسيسه كان دائما الى جانب الرئاسة. انقطعنا عنها فترة طويلة لأنها أصبحت تحت الوصاية، كما كل لبنان. واليوم تعود الرئاسة رمزاً لسيادة لبنان واستقلاله، وبالتالي الكتائب ستكون حتما الى جانب رئيس الجمهورية حفاظا على سيادة لبنان واستقلاله. في هذه المناسبة أتوجه الى كل اللبنانيين، وخصوصاً من هم في المقلب الآخر من السياسة، لأقول لهم اننا سنبني معا هذا البلد، وقد قلت هذا الكلام في مجلس النواب واعيده الآن. الاقصاء ممنوع، كل اللبنانيين يجب ان يكونوا شركاء في بناء لبنان الجديد، الذي لن نقبل ان يكون مبنيا على قهر أي احد او اقصاء أي احد، نحن ضمن ال 10452 كلمترا، علينا ان نكون جميعا يدا واحدة لنبني لبنان تحت سقف القانون والمساواة، فلا يعود هناك سلاح الا سلاح الجيش اللبناني على ارض الوطن، لنضع معا الكفاءة في المقدمة ونبني افضل بلد في العالم. ويمكن للبنان ان ينهض بسرعة كبيرة اذا تعاونا جميعا. أتمنى الا يأتي احد بأجواء سلبية، نريد ان تكون الإيجابية أولوية عند الجميع لنتمكن معا من النهوض بلبنان الجديد.
وردا على سؤال حول ميثاقية تسمية الرئيس المكلف أجاب:
هناك مسؤولية على الجميع، مسؤولية على حزب الله وحركة امل، وكل بقية الأطراف من جهة أخرى. مسؤوليتنا ان نؤكد بأننا سنبني البلد معا، وانه لن يكون هناك اقصاء لأحد، ومسؤولية الفريق الآخر ان يقبل بالديمقراطية والشراكة مع الآخرين على أسس المساواة. لفترة طويلة لم يعتادوا على المساواة والشراكة، بل اعتادوا على اتخاذ القرار منفردين ويتم بعدها تنفيذ الأمور. لا نريد ان نقلب الآية ونتصرف نحن كما كانوا هم يتصرفون، بالعكس الوقت الآن، هو لأن نكون جميعا واعين بأننا سنبني البلد بالشراكة وليس بالاقصاء، لا نريد ان يدور الدولاب ويصبح من كان فوق في الأسفل، علينا ان نهدم هذا الدولاب، ونبني البلد معا بالشراكة والمساواة.
سئل: لماذا تصورون بأن هناك من يريد الدولة ومن لا يريدها؟
أجاب: انا أتكلم عكس ذلك، انا ادعو الى الشراكة. سقط شهداء لحزب الله، وسقط لنا شهداء اكثر مما سقط لحزب الله، واليوم هو الوقت ليعترف حزب الله بتضحياتنا ونحن نعترف به، لنتمكن من بناء البلد معاً مع كل أبناء الوطن. هذا هو الكلام الذي أتمنى ان يتلقفه الجميع. اذا اردنا مساعدة فخامة الرئيس، علينا الا نكمل بالاصطفافات المدمرة. الاصطفاف الوحيد الذي نريده، هو اصطفاف الجميع تحت سقف الدستور والقانون وخطاب القسم. نريد لجميع اللبنانيين ان يكونوا صفا واحدا في هذه المرحلة.
سئل: كيف تقيمون موقف النائب جبران باسيل اليوم ؟
أجاب: بذلت جهود من قبل الجميع، من قبل نواب المعارضة والنواب التغييريين، عمل الكثير من سعاة الخير والتواصل كان مفتوحا بين الجميع، ان كان مع النائب جبران باسيل او مع غيره من اجل توحيد الصفوف، ونجح هذا الامر. لا احد له الفضل وحيدا بذلك، الفضل هو للوعي الذي ظهر عند كل الافرقاء السياسيين في هذه المرحلة، وأؤكد انه في خلال هذه العملية لم يكن هناك أي دور لاي دولة في العالم. النتيجة التي نراها اليوم هي نتيجة عمل اللبنانيين مع بعضهم. وهذا دليل انه عندما ترفع الوصاية ويصبح هناك قدرة لدى اللبنانيين فإن بإمكانهم التفاهم مع بعضهم، شرط ان نزيل عن اكتافنا الفوقية ومحاولة الاقصاء والالغاء والفرض
الوطني المستقل
واستقبل الرئيس عون التكتل الوطني المستقل الذي تحدث باسمه النائب ملحم طوق فقال:
"هنأنا فخامة الرئيس على انتخابه وعلى خطاب القسم الذي نتبناه كتكل، ونعتبره خارطة طريق للمرحلة الآتية لإنقاذ البلد وإعادة بناء المؤسسات. تشاورنا مع فخامته بالنسبة الى التسمية بعد ان أصبحت شبه محسومة، ونتمنى على القاضي نواف سلام الانفتاح على الأطراف اللبنانية كافة، ونحن نعلم طريقته الإصلاحية وتاريخه وموقعه ونتمنى ان تكون تسميته خيراً للبلد، وان تبقى الأمور متجهة الى الوجهة الصحيحة.
ورداً على سؤال عن خروج النائب المر من التكتل، أجاب: "لم يتخذ النائب المر مثل هذا القرار بعد، ولكنه رغب في التوجه الى الاستشارات بمفرده لاسباب خاصة، ولكن ليس هناك من قرار بعد في هذا الشأن."
ورداً على سؤال آخر قال: "لا تسمية، ونحن نحاول حفظ الأمور، ومنع البلد من الذهاب الى انقسام".
ثم تحدث النائب فريد الخازن فقال: "رغبنا في ترك الاسم عند فخامة الرئيس، لان توجه العهد كان تقطيع هذه الفترة بالإصلاحات بالتفاهم مع المجتمع الدولي الى حين موعد الاسحقاق الانتخابي النيابي وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه، وإذ كانت المفاجأة حصول تغييرات. نحن الى جانب الرئيس والعهد لذلك لم نسم، بما ان الأمور باتت محسومة للقاضي نواف سلام الذي نكن له كل احترام، ونأمل ان يتواصل مع كل الأطراف وان يشكل حكومة بأسرع وقت ممكن لان الأمور لا تبدو بهذه السهولة." واستطرد قائلاً: هكذا فهمنا من كلام فخامة الرئيس من ان هناك تخوف من ازمة حكومية.
ثم تحدث النائب طوني فرنجيه فقال:
"كان هناك انطلاقة جديدة بعد خطاب القسم، ونأمل ان يضع هذا الخطاب وهذا العهد الأمور على السكة الصحيحة وان تنطلق عجلة العمل الحكومي والنيابي والرئاسي ليبدأ العهد بالزخم المطلوب الى جانب هذا الخطاب، بعيداً عن المناكفات السياسية التي كنا نفضل الابتعاد عنها. واليوم بعد تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، نتمنى عليه التشكيل بأسرع وقت ممكن وامتصاص الصدامات، والتعاطي بإيجابية مع كل المكونات لنطوي صفحة ونفتح صفحة جديدة من تاريخ هذا البلد.
اما نحن كتكل، فلم يتم التواصل معنا من قبل القاضي سلام، وكل ما نعرفه انه اسم يرمز الى فترة انتقالية وصفحة جديدة، ويتمتع بقبول من الرأي العام اللبناني."
ورد النائب الخازن على سؤال آخر فقال: نتمنى انطلاقة قوية لهذا العهد وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن. هناك تخوف من انقسامات حادة بالبلد نتمنى الا تحصل، وعدم تسميتنا للرئيس سلام، مرده لأنه لم يتواصل معنا ،فيما تواصل مع الباقين، ونحن نتمتع بالكرامة، ولكننا سنكون الى جانبه وندعم المشروع الإصلاحي الذي معه، وسنتشاور معه حول مشاركتنا في الحكومة، وسنكون مسهلين لانطلاقة العهد."
التوافق الوطني
والتقى الرئيس عون كتلة "التوافق الوطني". وقال النائب فيصل كرامي باسم الكتلة: "سميّنا القاضي نواف سلام على أن يحافظ الرئيس ورئيس الحكومة على الدستور وتأليف حكومة لا تستثني أحدًا . باركنا للرئيس جوزف عون بعودة الحياة السياسيّة وتمنّينا له النجاح في هذه المهمة الصعبة وهناك موجة كبيرة تريد وجوهًا جديدة لإدارة البلد. ان رئيس الجمهورية هو الخيمة والأب والراعي ولا بدّ أن تُمثّل كلّ المكوّنات وهناك عودة عربية ودولية إلى لبنان وعلينا حماية البلد وأن نكون يدًا واحدة لتطبيق القرارات الدولية.
القاضي نواف سلام مقبول من قبل جمهورنا والقاعدة الشعبيّة تطالب بدم جديد ونحن نستمع إلى رأي الناس ونشكر ميقاتي على كلّ جهوده".
الوفاء للمقاومة
والتقى الرئيس عون نواب كتلة الوفاء للمقاومة الذي تحدث باسمهم النائب محمد رعد وقال:
"لقاؤنا مع فخامة الرئيس كان للاعراب عن اسفنا بسبب من يريد ان يخدش اطلالة العهد التوافقية. مرة جديدة يكمن البعض من اجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والالغاء والاقصاء، تعنتاً وكيدية وتربصاً. نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، وكنا نأمل ان نلاقي اليد التي طالما تغنت بأنها ممدودة، فإذا بها تقطع والآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب، من حقهم ان يعيشوا تجربتهم ومن حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية، لان أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الاطلاق. وبكل الاحوال سنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصا ًعلى المصلحة الوطنية، وسنرى افعالهم من اجل اخراج المحتل من ارضنا ومن كل حبة تراب فيها، وجهودهم لاستعادة الاسرى، وجهودهم لاعادة الاعمار، وكل الجهود للتنفيذ الصحيح للقرار 1701 بما يحفز الوحدة الوطنية والتوافق الوطني، وما لا يهدد العيش المشترك في هذا البلد".
واستقبل بعدها الرئيس عون كتلة تحالف التغيير التي تحدث باسمها النائب وضاح صادق فقال:
" اليوم نخوض مع عدد من النواب وكتلهم، معركة حقيقية لتكريس خطاب القسم الذي لاقى مطالب الشعب اللبناني في 17 تشرين الذي تلاه فخامة رئيس الجمهورية جوزف عون بعد انتخابه، خطاب وضع خارطة طريق تناقض مصالح الطبقة السياسية الفاسدة والطائفية، التي حشدت كل طاقاتها لجمع كل الاضداد في اليومين الماضيين لضمان بقائها في السلطة.
نحن لسنا امام مرحلة حكومة انتقالية كما يقول البعض، فبالرغم من قصر عمرها، ولكنها قد تكون اهم سنة ونصف في تاريخ البلد، كونها ستشهد محطات مفصلية أهمها إعادة تكوين السلطة والدولة ومؤسساتها، تؤدي الى اطلاق ورشة التغيير التي ناضلنا من اجلها منذ 17 تشرين وحتى اليوم، وتأسيس دولة المؤسسات والقانون، تقوم بتعيينات بعيدة عن المحاصصة، وتعيد أموال المودعين، وتحرر التحقيق في جريمة 4 اب وتجري التشكيلات القضائية والدبلوماسية والعسكرية وفق معيار الكفاءة أولا.
من اجل شاباتنا وشبابنا، وتكريسا للتفاؤل الذي عاشه اللبنانييون في الداخل والاغتراب عند انتخاب الرئيس جوزف عون وسماع خطابه الإصلاحي التاريخي، ومن اجل طي صفحة طبقة سياسية، رسمت ابشع صور الفساد والاجرام، ومع كل تقديرنا لمبادرة زميلنا في المعارضة النائب فؤاد مخزومي الذي تصرف بأعلى قدر من المسؤولية الوطنية، واضعا ترشيحه بتصرف مستقبل لبنان، وانسجاما مع قناعاتنا بامكانيات وقدرات ونزاهة ووطنية القاضي نواف سلام، قررنا تسميته لموقع رئاسة الحكومة اللبنانية،
اليوم مجددا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في خيار زملائنا النواب، شاكرين كل من تعاون معنا من قبل نواب المعارضة، ونواب التغيير والكتل الأخرى والمستقلين في سبيل توحيد الإرادة اللبنانية المستقلة في تقرير مصير رئاسة الحكومة،
غدا نكمل مسيرة استعادة الدولة التي طالبنا بها جميعا من 14 اذار الى 17 تشرين.
وسئل عن موقفه من كلام النائب محمد رعد، فأجاب النائب مارك ضو: "الميثاقية ليست سبباً لايقاف الدولة والدستور واضح. الحكومة ستشكّل مع الاخذ بالاعتبار كل المكونات اللبنانية، وانما هذا لا يعني اخذ كل القوى السياسية بالاعتبار ولا ان أي تمثيل سياسي في مجلس النواب يحتكر تمثيل طوائف بأكملها، اليوم اصبحنا في صفحة جديدة، وهناك من هو ممثل في البرلمان ومن هو غير ممثل، وعلى الحكومة ان تجمع اللبنانيين كما رئاسة الجمهورية بـ100 صوت. اليوم نشهد الامر عينه، فالميثاقية موجودة بإجماع اللبنانيين وليس بتمثيل الأحزاب، ونحن واثقون ان فخامة الرئيس والرئيس سلام سينجحان بذلك. واذا ما نالت الحكومة 65 صوتاً في مجلس النواب، فستنال الثقة.
ثم أجاب النائب ميشال الدويهي على سؤال حول قول النائب رعد ان اليد الممدودة قطعت، فقال:"دعوتي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيلتقي فخامة الرئيس، التلاقي حول هذا التكليف كما التقينا حول انتخاب فخامة الرئيس. والدعوة للرئيس بري رغم الاختلاف الكبير معه، ان نبقى جميعا خلف هذا الترشيح لان هذا البلد والعيش معاً هما هدف ومسؤولية لكل الأوقات والازمان. ان مسؤوليتنا السياسية اليوم هي الترفع عن السياسة منذ هذه اللحظة، فلبنان بحاجة الى ان ننشله من الحفرة التي يقبع فيها وضبط حدوده وتقوية مؤسساته، وهذا البلد من دوننا جميعاً يفقد اسمه: لبنان.
لذلك ندعو الى الترفع عن السياسة، وسنتنافس بكل شفافية وديمقراطية في كل لبنان عام 2026، ولكن في هذه اللحظة الوطنية، على الجميع ان يعتبر نفسه معنياً بالعهد وبخطاب القسم والدعم للقاضي نواف سلام."
كتلة نواب الأرمن
ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب الأرمن، وتحدث باسمهم بعد اللقاء النائب اغوب بقرادونيان، فقال:
"انطلاقا من مبدأ التوافق وايمانا منا بقدرات فخامة الرئيس والثقة الشعبية والدولية بشخصه، كان لنا شرف انتخابه. اكدنا له موقفنا الداعم له في مسيرة تحقيق خطاب القسم وإنقاذ لبنان. وانطلاقا من نفس مبدأ التوافق، ونحن اليوم امام مشهد توافقي، نحن في حزب الطاشناق وكتلة نواب الأرمن جزء منه، ابلغنا فخامة الرئيس بتسمية السفير القاضي نواف سلام. نتمنى على دولة الرئيس العمل الدؤوب والتكاتف مع فخامته لتأليف حكومة جامعة بعيدا عن الاقصاء او العزل. ونحن اكيدون ان دولته بعيد عن هذه الأفكار. املنا ان هذا التضامن بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء سيشكل الدعامة الأساسية للبنان الغد وطموحات الشعب اللبناني والشباب اللبناني".
كتلة التجدد
واستقبل الرئيس عون بعد ذلك كتلة التجدد، وبعد اللقاء تحدث النائب فؤاد مخزومي باسم الكتلة الى الصحافيين قائلا:
"اشتقنا واشتاق اللبنانيون الى قصر بعبدا والعودة الى المؤسسات والعمل الديمقراطي بعد 26 شهراً من الفراغ والتعطيل. في لقائنا مع فخامة الرئيس اكدنا ككتلة تجدد ان انتخابه يجب ان يشكل حدا فاصلاً بين مرحلة ومرحلة. يجب ان يطوي انتخابه صفحة الحرب والدمار والانقسام العمودي بين اللبنانيين وانتهاك السيادة والسلاح خارج الدولة والحدود المتفلتة. يجب ان يطوي صفحة التعطيل والفراغ وانحلال الدولة ومؤسساتها، والانهيار المالي وسرقة أموال المودعين، وتبعات تفجير المرفأ وتغييب العدالة والفقر والذل. نعم يجب ان نطوي معا صفحات الألم، ونفتح صفحة جديدة مشرقة من السيادة والمصالحة والسلام والاستقرار والنمو والازدهار والامل. هذا المسار الذي بدأ بانتخاب الرئيس جوزف عون حيث يشكل خطاب القسم خارطة الطريق، يجب ان يواكبه تشكيل حكومة الإنقاذ والإصلاح ، حكومة التغيير الجذري مع النهج القائم كي لا يعطله نهج الارتهان والزبائنية والفساد. انطلاقا من هذه القناعة وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي نلته من قوى المعارضة وعدد من النواب المستقلين وذلك بعد ان ضحى زميلي في التجدد اللواء اشرف ريفي بترشيحي لصالح وحدة المعارضة، سحبت ترشيحي الى رئاسة الحكومة كي نعطي فرصة نجاح للقاضي نواف سلام الذي سميناه طبعا ككتلة تجدد على ان يشكل حكومة يكون بيانها الوزاري ومشروعها تنفيذا كاملا لخطاب القسم بكل ابعاده السيادية والاصلاحية".
سئل عما قاله النائب محمد رعد، فأجاب: "المعارضة بشكل عام والتجدد بشكل خاص، كنا ضد الحرب ولكن عندما انتهت واقر وقف اطلاق النار والقرار 1701، وشكلت لجنة للاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار، اول موقف لنا كان اننا خسرنا جميعا، وعلينا ان نبني لبنان للجميع، ونمد أيدينا لبعض ابتداء من اعمار الجنوب وامتدادا لكل لبنان. نحن لن نأخذ موقفا الا ضمن الدستور. في انتخاب رئيس الجمهورية كان يجب ان يحصل على 86 صوتا مما يعني ان جميع المكونات موجودة، ولكن في تسمية رئيس للحكومة، الدستور واضح، من يجمع اكبر عدد من التسميات، هو الذي يشكل الحكومة. اعتقد ان الرئيس المكلف سيحاول ان يجد طريقة للم شمل جميع اللبنانيين لتشكيل حكومة وحدة ندعمها جميعا للسير في العهد الجديد"
سئل: هل طلبت منك جهة خارجية الانسحاب لصالح نواف سلام؟
أجاب: "التواصل الذي حصل هو تواصل داخلي بين اللواء ريفي والنائب ميشال معوض، لم يحصل هناك أي تواصل مع الخارج. ثم ان المعارضة عندما كانت تعمل من اجل انتخاب الرئيس عون، كنا نجتمع علنا. انا سميت نواف سلام في الماضي، فنحن نعرف تاريخه، نحن نتكلم في موضوع بناء دولة، وليس في الأمور والمعرفة الشخصية وعلينا ان نبني ما هو لمصلحة لبنان".
كتلة مشروع وطن الانسان
والتقى رئيس الجمهورية بعدها وفد كتلة مشروع وطن الانسان برفقة النائب نبيل بدر، وتحدث النائب نعمة افرام فقال:
"لقد سمينا القاضي نواف سلام، وفي الوقت نفسه تحدثنا مع فخامته حول أهمية التشكيل السريع للحكومة من نفس ورحم خطاب القسم الجامع لكل اللبنانيين، فليس هناك من خاسر ورابح، فلبنان هو الرابح. هذا ما اتفق عليه الجميع، والا لا قيمة للعيش معاً في لبنان، ولا يمكن في كل فترة ان يعتقد فريق انه رابح، وبعد خطاب القسم ليس هناك من موالاة ومعارضة، بل نحن أبناء مشروع لبنان الجديد الذي هو خارطتنا نحو غد جديد. ان آمال اللبنانيين ووجعهم مسؤولية في يدنا، وعلينا ان ننتهي بسرعة كبيرة من المشاكل، كي تتحول الهدنة الى وقف مستدام لاطلاق النار، ويبدأ البناء المترافق مع السيادة. المطلوب منا، لحظة حقيقة وقرار اننا طوينا صفحة ودخلنا في صفحة جديدة."
سئل عن ميثاقية الحكومة من دون الثنائي الشيعي، فأجاب: "هذا امر مقلق للغاية، ولكن علينا اتخاذ قرار معاً: هل نرغب في دخول فجر جديد ام لا؟ لا احد يجب ان يظن انه خاسر، بل كلنا رابحون، وآمل الا نصل الى مشكلة ميثاقية لان كل الافرقاء والثنائي الشيعي منهم يجب ان يتمثلوا في هذه الحكومة، والا فإن إعادة البناء واستدامة وقف اطلاق النار بخطر."
وسئل النائب نبيل بدر عن تسمية القاضي سلام، فقال: "لم يكن هناك أي تشرذم في الموقف، ونحن تواصلنا مع باقي القوى السياسية للوصول الى خارطة انتخابية لمعرفة صاحب الحظ الأفضل لان احداً في لبنان لا يحب الخسارة. وكنا نحاول ايضاً متابعة حظوظ المرشح فؤاد المخزومي، وان نتفق جميعا على توجه واحد، وهو ما لم يحصل امس. لذلك لا اعلم ما حصل اليوم للوصول الى التوافق على نواف سلام، وكنت غائباً عن السمع خلال الساعتين الاخيرتين.
اليوم، الثنائي الشيعي يشكل الميثاقية الشيعية لدولة لبنان، اكان في رئاسة الحكومة او في المجلس النيابي، لا غنى لنا عن هذه الطائفة على ان تقف الى جانبنا. ونتمنى على الرئيس بري وعلى الحاج محمد رعد ان يتداولا مع بعضهما في سبيل إعطاء هذه الحكومة الجرعة المطلوبة من الطائفة الشيعية لاكمال مسارها نحو الطريق الصحيح، ولا يجوز تشكيل حكومة من دون الشيعة لاكمال مسيرة هذا البلد، والرئيس بري لا يترك شيئاً للمجهول.
الجماعة الإسلامية
ثم استقبل الرئيس عون النائب عماد الحوت عن الجماعة الإسلامية، الذي تحدث بعد اللقاء فقال:
"عندما ترشحت الى الانتخابات النيابية عام 2022 كجماعة إسلامية، ترشحت تحت برنامج عنوانه "رؤية وطن" ، لأننا مؤمنون بأن هذا الوطن وطننا، ويجب ان نعمل على بناء مؤسساته على أسس صحيحة وسليمة. عندما استمعت الى خطاب القسم يوم الخميس الماضي، بعد انتخاب فخامة الرئيس، استمعت الى نسخة مطورة من "رؤية وطن". أقول هذا الكلام لأشير الى التماهي بين طروحات فخامة الرئيس وطروحاتنا. ولأن الناس ملت من طريقة إدارة تقليدية للسياسة ولتشكيل الحكومات قائمة على محاصصات وتوزيع حقائب على قوى سياسية وليس بناء على برنامج او مشروع، كان قرارنا ان نساعد فخامة الرئيس على تحقيق خطاب القسم او ما امكن منه خلال السنوات الست القادمة، وبالتالي نساعد على تشكيل فريق بعقلية جديدة وديناميكية جديدة، بعيدا عن محاصصات الأحزاب والسياسيين. لذلك خرجنا عن الخيار التقليدي، وفضلنا الاتيان بشخص جديد، ولهذا سميت اليوم باسم الجماعة الإسلامية القاضي نواف سلام كرئيس للحكومة القادمة".
كتلة التنمية والتحرير
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري يرافقه أعضاء كتلة التنمية والتحرير. وبعد الاجتماع، خرج نواب الكتلة، فيما عقدت خلوة بين الرئيسين عون وبري. بعدها، تحدث النائب أيوب حميد باسم نواب الكتلة فقال:
"هنأنا بداية فخامة الرئيس على الثقة العارمة التي منحها له مجلس النواب، آملين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعاً وان تكون هناك بداية إيجابية لمصلحة الوطن وخلاص لبنان من الازمات المتعددة وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي المتمادي والذي لم يتوقف طيلة هذه المرحلة من وقف اطلاق النار.
الكتلة لم تسم اياً من الأسماء المطروحة في التداول، انطلاقاً من مبدأ انه لا يجوز ان يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي".
وخلال الخلوة بين الرئيسين، اطلع الرئيس عون رئيس المجلس على نتائج الاستشارات النيابية، والتي أعطت القاضي نواف سلام 84 صوتاً.
ولدى مغادرة الرئيس بري القصر الجمهوري، قال:" سأحضر ظهر غد الى القصر الجمهوري للمشاركة في اجتماع سيضمني مع الرئيس عون والرئيس المكلف".
بيان التكليف
وبعد انتهاء الاستشارات النيابية، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير بيان التكليف، وجاء فيه:
عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، اجرى السيد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الاثنين الواقع فيه 13 كانون الثاني 2025، وبعد ان تشاور مع السيد رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى السيد رئيس الجمهورية القاضي نواف سلام لتكليفه تشكيل الحكومة، علماً انه موجود حاليا خارج البلاد ومن المقرر ان يعود غداً.
وجاءت نتائج الاستشارات كالتالي:
القاضي نواف سلام 84 صوتاً.
الرئيس نجيب ميقاتي 9 أصوات.
عدم تسمية 35 صوتاً."
الرئيس عون
وفي ختام النهار الطويل، خرج الرئيس عون الى البهو الخارجي للقصر الجمهوري، وتوجه الى الصحافيين لتحيتهم وشكرهم على الجهد الذي بذلوه خلال هذا النهار الطويل. وفي دردشة معهم، اعتبر ان التكليف هو قرار النواب، وانه يحترم هذا القرار. وقال: انتهينا من الخطوة الأولى، والخطوة الثانية هي التأليف وان شاء الله ان يكون سلساً وفي اسرع وقت، لأننا نملك فرصاً كبيرة جداً من خلال مساعدة الخارج لنا، وقد انتهيت للتو من محادثة مع رئيس الوزراء الايطالي الذي ابلغني انهم ينتظروننا، ولكن يجب ان نذهب وقد شكلنا حكومة.
ورداً على سؤال، اعرب رئيس الجمهورية عن امله في ان يكون التشكيل سريعاً، طالباً ترك الحديث عن عقبات وغيرها الى حينه.