Advertisement

لبنان

بين مخلّفات الحرب وانحباس المطر... نهر الليطاني خطر على صحّة المواطنين؟

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
16-01-2025 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1306924-638726177035631662.jpg
Doc-P-1306924-638726177035631662.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 
بدءاً من الهرمل وصولاً إلى مصبّه عند الساحل الجنوبي، يُعتبر نهر الليطاني المصدر الرئيسي للمياه في لبنان إذ يُستخدم لريّ الأراضي الزراعية، وتوليد الطاقة الكهربائية من خلال السدود، وكذلك يعدّ مصدراً رئيسياً للمياه الصالحة للشرب في بعض المناطق. هذه الوظائف كانت سارية بشكل طبيعي قبل بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، إلا أن هذا الأخير ليس التهديد الوحيد الذي واجهه نهر الليطاني هذا العام.
Advertisement

فقد أتى انحباس المطر مؤلماً هذا العام على طبيعة لبنان، والليطاني، أطول أنهاره وأكثرها غزارة، من أكثر المتضررين. إذ أن قلّة الأمطار التي أصابت شتاء لبنان لهذا العام أدّت إلى تراجع مستويات المياه في الأنهار، وانخفاض مخزون المياه في البحيرات الطبيعية والاصطناعية، فضلاً عن الآبار الجوفية العامة والخاصة.

لا تنعكس هذه الأزمة حصراً على مصادر المياه، إنّما تهدّد بشكل كبير ومباشر المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، وحياة المزارعين الذين يعيشون من المواسم الزراعية، فضلاً عن تأثيرها على إنتاج الطاقة الكهربائية والمشاريع الزراعية التي تعتمد على مياه النهر.

وبين الزراعة والإقتصاد، يأتي الهمّ الصحي ليزيد الطين بلّة. فبسبب شحّ الأمطار، زاد تلوث المياه في الليطاني في ظلّ تراكم النفايات الصلبة في النهر، وتدفق مياه الصرف الصحي من بعض القرى والمخيمات، وتراكم المواد السامة من المصانع ومحطات المحروقات.

وعلى مقلب الحرب التي طالت بأذرعها لبنان بكل قطاعاته، كانت الفرق الفنية التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني قد جمعت عينات من الحوض الأدنى للنهر في 30 كانون الأول 2024، بعد توقف قسري نتيجة الأوضاع الناجمة عن الحرب.

وبعدما تم جمع أربع عينات من مواقع متعددة وإرسالها إلى المختبر لإجراء التحاليل المعتادة، تبيّن ارتفاع  كبير  في مستويات الفوسفور والفوسفات، حيث تجاوزت هذه المستويات 20 ضعفاً عن المعدلات المعتادة في السنوات الخمس الأخيرة.

يُعزى هذا الارتفاع إلى تأثيرات الحرب، إذ تعتبر المصلحة أنه من المحتمل أن القصف والتفجيرات أسهما في تسرب هذه المواد إلى النهر إما بشكل مباشر أو عبر التربة الملوثة، ما يشكل تهديداً بيئياً جديداً يتمحور حول التلوث الجرثومي، أي تلوث المياه بالبكتيريا والكائنات الدقيقة نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية والزراعية في النهر.

ونتيجة لتجاوز مستويات الفوسفات الحدود المسموح بها، أصبحت مياه النهر غير صالحة للاستخدام حالياً، مما يشكل خطراً كبيراً على صحة المواطنين.
مع كلّ هذه التهديدات التي يواجهها نهر الليطاني، باتت جودة المياه وصحة البيئة والإنسان على المحكّ، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لوضع استراتيجيات فعالة لحماية النهر والحفاظ على استدامته.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam