إنتقل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مكتبه الخاص أمس، حيث باشر متابعة تصريف الاعمال وعقد لقاءاته واجتماعاته، في اشارة واضحة الى مرحلة جديدة من عمله السياسي.
وستكون لرئيس الحكومة اليوم سلسلة لقاءات واجتماعات.
في المقابل، واصل الرئيس المكلف نواف سلام مشاوراته واتصالاته لتأليف الحكومة في ظل جملة عقد لا تزال تقف عائقاً أمام ولادة الحكومة، أهمها الضغط الداخلي عليه من الكتل والنواب للمطالبة بحصص وزارية.
وشدد سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا أمس، على انه لن يتراجع عن أي معيار من المعايير التي حددها منذ اليوم الأول لتكليفه بهذه المهمة، وهي:
أولاً: حكومة تقوم على مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة.
ثانياً: حكومة تقوم على الكفاءات الوطنية العالية.
ثالثاً: حكومة لا مرشحين فيها للانتخابات البلدية أو النيابية.
رابعاً: حكومة لا تمثيل فيها للأحزاب.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة ان المشاورات بين الرئيس المكلّف والكتل النيابية مستمرة على وقع المعايير الأربعة التي حدّدها سلام، وان التشكيلة الوزارية لم يكتمل عقدها بعد وسط تنافس عدد من الكتل على بعض الحقائب .
وأوضحت المصادر انّ جانباً من الأسماء والحقائب حُسم من حيث المبدأ، لكن هناك جزءاً آخر منها لا يزال موضع تجاذب. وكشفت انّ اسم وزير المالية لم يُبت على نحو نهائي بعد، لافتة إلى انّ الرئيس نبيه بري يقارب هذا الأمر من زاوية التسهيل لا التعقيد.
ووفق مسؤول في المعارضة، فانّ المطلوب من الحكومة ان تكون أداة تنفيذية وأداة فاعلة وليس ان يكون داخل هذه الحكومة أدوات سابقة معطّلة لعملها او أي فريق قادر على تعطيل عملها حفاظاً على مسارها واستمرارها.
في الملف الجنوبي، بقي الوضع الأمني في واجهة المشهد الداخلي في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بالاعتداء على أهالي القرى الحدودية وصولاً الى استهداف مدينة النبطية وجوارها بغارات، بعد يوم واحد فقط على قرار تمديد قرار وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من الشهر المقبل، ما يحمل علامات استفهام عدة ما يبيّته الاحتلال الإسرائيلي .
ووفق خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، فإن الجيش الإسرائيلي يُصرّ على البقاء في نقاط تشكل التلال الحاكمة في القطاع الشرقي لا سيما تلة العويضة التي تعتبر تلة استراتيجية نظراً لارتفاعها وإشرافها على عشرات القرى اللبنانية وصولاً الى مزارع شبعا وكفرشوبا، إضافة الى أن هذه التلال الحاكمة تشكل امتداداً للجولان وقمة جبل الشيخ في سورية التي تحتلها إسرائيل وذلك لضمان الأمن الإسرائيلي من جبهتي لبنان وسورية، إضافة الى أن قرى القطاع الشرقي هي الأقرب جغرافياً للمستوطنات الإسرائيلية.
وتفيد المعلومات "ان الجيش الإسرائيلي في اعتداءاته تمادى أمس، وبادر الى استدراج أهالي القرى الحدودية الأمامية وإطلاق النار عليهم، وتقدّم الى أماكن كان قد انسحب منها. وحاول ليل أول من أمس التقدّم نحو وادي السلوقي متخطّياً النقاط التي كان الجيش اللبناني قد تسلّمها.
ولفتت مصادر متابعة إلى أن "الفترة المقبلة التي ستسبق انتهاء المهلة الممدّدة حتى 18 شباط المقبل، ستشهد انكشافاً لمخططات إسرائيلية جديدة قد تصل إلى تمديد إضافي للاحتلال".