Advertisement

لبنان

سلام...يسارية ممزوجة بإرث "الناصرية"

Lebanon 24
03-02-2025 | 22:50
A-
A+
Doc-P-1315426-638742451825277294.jpeg
Doc-P-1315426-638742451825277294.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب سامر زريق في" نداء الوطن":السواد الأعظم من اللبنانيين استبشروا خيراً بتكليف نواف سلام، لحسبه العلمي والقانوني الرفيع، ولنسبه العائلي الوطني، ولا سيما عمه الرئيس صائب سلام، السياسي المحنك، الذي برع في تجسيد التوازن الهوياتي الدقيق بين سنيته ووطنيته وعروبته، ودخل في مواجهة مع النفوذ الناصري حيناً، والمكتب الثاني في عز سطوته أحياناً، وكان حريصاً على مقام رئاسة الحكومة ودورها، ولم يتردد في تطليقها، كما كان يقول، لرفضه الخضوع لإملاءات القوى المحلية أو الخارجية، دون أن يجد غضاضة في الاعتراف بخطأ بعض مواقفه.
Advertisement

بيد أن الصورة السوريالية التي رسمها اللبنانيون في أذهانهم عن نواف سلام، المعززة بزخم عربي ودولي صاحب تكليفه، راحت تتحول إلى شكل سرابي مع توالي حلقات المشاورات والتسريبات. فبينما كانوا يتوسمون فيه إقصاء الذهنية الميليشيوية من الحكومة مع تورياتها اللغوية، صدموا بمبالغته في استرضاء "الثنائي الشيعي" على حساب الجميع. وبقي من الحسب العلمي صور زائريه تحت ظلال مكتبته العامرة.

يفسر مرجع سياسي نهج الرئيس المكلف بأنه نابع من يساريته الممزوجة بإرث "الناصرية"، المهيمن على منهجية تفكير جلّ ساسة السنة الذين تشكل وعيهم السياسي آنذاك، ورفضه أن يكون رأس حربة في مواجهة ما يعرف بـ "قوى المقاومة"، بما يدفعه نحو المبالغة في احتوائها في لحظة مفصلية. فضلاً عن مقاربته لقوة إسناد حكومته المنتظرة، القائمة على 4 عناصر: المجتمع الدولي، الدعم العربي، الثنائي لعدم عرقلة مشاريعه في البرلمان وقوى التغيير.
لذلك، فهو لا يرغب في مشاركة باقي القوى السياسية، وخصوصاً المسيحية، إلا بطريقة منزوعة الدسم السياسي، و"يتوكّأ" على قوة وهج رئاسة الجمهورية، فيما يظهر تعالياً على السنة، اشتكى منه كل ساستهم الذين التقوه، ينطلق من تأثير مفهوم "الحاكمية" في المخيال الإسلامي، ويمتزج بخفة ممثلي السنة بالمقارنة مع رصيده السياسي والمعرفي، ليلتقي بالرغبة الدولية المدعومة عربياً بتقديم وجوه سنية ذات عقلية غربية تظهر بجلاء لدى النواب التغييريين، وخصوصاً إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور.
ويختم المرجع السياسي بأن صدور مراسيم الحكومة على الشكل المتداول كفيل بأن يفتح على رئيسها أبواباً نحو جحيم سني هائل، إذ لا يعقل أن يتوزع تمثيلهم الوزاري بين الثنائي و"كلنا إرادة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك