Advertisement

لبنان

تقرير بريطانيّ يتحدث.. ما هو مصير سلاح "حزب الله"؟

Lebanon 24
08-02-2025 | 12:00
A-
A+
Doc-P-1317480-638746132483111520.jpg
Doc-P-1317480-638746132483111520.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً جديداً تحدثت فيه عن مصير أسلحة "حزب الله" لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.


ويقول التقرير إنه في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي، حاول آلاف النازحين اللبنانيين، الذين كانوا يعيشون في جميع أنحاء البلاد، العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان، وأضاف: "النازحون ساروا في قوافل، وأنشدوا الأغاني الثورية، ولوّحوا بفخر برايات حزب الله الصفراء، وتبيّن للكثير منهم أنه وبعد أكثر من عام من الحرب، لم يعد هناك منازل ليعودوا إليها. حزنوا على ما فقدوه، وبين أنقاض المباني المدمرة، وضعوا ملصقات تذكارية لأمين عام الحزب الراحل الشهيد السيد حسن نصر الله".
Advertisement


وأكمل: "مثّل ذلك التاريخ نهاية المهلة لانسحاب القوات الإسرائيلية، وكان ذلك جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية وفرنسية، وقد تطلّب ذلك سحب حزب الله لأسلحته ومقاتليه من جنوب لبنان".


وأضاف: "لقد تضمن الاتفاق كذلك نشر الآلاف من الجنود اللبنانيين في المنطقة، لكن إسرائيل قالت إن لبنان لم يطبّق الاتفاق بشكل كامل، وكنتيجة لذلك، لم تنسحب جميع القوات الإسرائيلية. في المقابل اتهم لبنان إسرائيل بالمماطلة".


وقال: "لم يكن من المفاجئ ألّا يخلو الأمر من أعمال العنف. ففي بعض المناطق، فتح الجنود الإسرائيليون نيرانهم، واستشهد 24 لبنانياً بينهم جندي. لكن، بالنسبة لحزب الله، كانت تلك المناسبة بمثابة الفرصة لإظهار القوة، بعد تلقيه ضربات قوية خلال الصراع مع إسرائيل.. لكن، هل يمكن للحزب النجاة من موجة التغييرات في لبنان وإعادة تشكيل القوى في الشرق الأوسط؟".
 

يشير التقرير إلى أنه "على مدار سنوات، عزز حزب الله موقعه كأقوى حزب في لبنان، وبنى، مدعوماً من إيران، قوة عسكرية أكبر من الجيش اللبناني"، موضحاً أنه لدى الحزب كتلة نيابية في البرلمان كما لديه ممثلون في الحكومات.


وبدأ الصراع الأخير في تشرين الأول 2023، حين فتح حزب الله جبهة ثانية ضد إسرائيل، عندما شنّت الأخيرة حرباً في غزة ردّاً على هجوم حماس.


تصاعدت الأعمال العدائية بشكل كبير في أيلول الماضي، حين اخترقت إسرائيل الحزب بطرق لا يمكن تخيلها. في البداية، انفجرت أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاؤه، ثم انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي.


وأسفرت حملة جوية لا هوادة فيها وغزو لاحق لجنوب لبنان، عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم العديد من المدنيين، وتركت المناطق ذات الوجود الكبير للمسلمين الشيعة – الذين يشكلون الكتلة الداعمة لحزب الله – في حالة خراب، وألحقت أضراراً جسيمة بترسانة الحزب، كما يقول التقرير.


العديد من قادة الحزب تم اغتيالهم، وأبرزهم نصر الله، الذي كان وجه الحزب لأكثر من ثلاثة عقود. من جهته، اعترف خلفه الشيخ نعيم قاسم، الرجل الثاني السابق في الحزب، أن الأخير تكبد خسارات مؤلمة.


وهنا، يضيف التقرير: "في ظل الواقع الجديد، انتخب مجلس النواب اللبناني أخيراً في الشهر الماضي رئيساً جديداً للبلاد، قائد الجيش السابق جوزيف عون، الذي كان المفضل لدى الأمريكيين، بعد أكثر من عامين من الجمود الذي نسبه النقّاد لحزب الله. وبعد أن ضعف الحزب، لم يتمكن من عرقلة العملية كما فعل في الماضي".


وفي مؤشر آخر على تراجع مكانة الحزب، اختار النواب نواف سلام رئيساً للوزراء، الذي كان يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية، وهو شخص غير متحالف مع "حزب الله"، كما يقول التقرير.


ويبدو أن حزب الله الآن يركز على أولويات أخرى، قاعدته، وفق التقرير الذي أضاف: "فقد أخبر الحزب أتباعه أن الخسارة في الحرب انتصار، لكن العديدين يعرفون أن الحقيقة غير ذلك. مجتمعاتهم دُمّرت، وتُقدّر قيمة الأضرار في المباني بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، وفقاً للبنك الدولي.


وفي بلد باقتصاد منهار، لا أحد يعرف من سيساعد – إذا كان هناك من سيساعد، فالدعم الدولي رُبط باتخاذ الحكومة إجراءات تحد من سلطة حزب الله.


ودفع الحزب تعويضات لبعض العائلات، مثلما فعل بعد حرب عام 2006، لكن هناك بالفعل مؤشرات على السخط، وفق التقرير.


يقول نيكولاس بلانفورد، وهو زميل كبير غير مقيم في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، ويسكن في بيروت، ومؤلف كتاب "محاربو الله: داخل كفاح حزب الله الذي دام ثلاثين عاماً ضد إسرائيل"، "إذا كان الناس لا يزالون يسكنون داخل الخيام بعد مرور ستة أشهر، أو فوق ركام منازلهم، فقد يبدأون في توجيه اللوم لحزب الله بدلاً من الحكومة أو إسرائيل، لذلك السبب، يبذلون قصارى وسعهم الآن لمحاولة منع ذلك بشكل مسبق".


ويضيف: "في السياق الحالي، يمكنك صد حزب الله قليلاً".


إلى ذلك، قال التقرير: "وسط كل ما جرى، فُتح فصل جديد في لبنان، البلد المنهك من الفساد. وفي خطاب القسم أمام مجلس النواب اللبناني، وعد الرئيس الجديد جوزيف عون بإصلاحات طموحة وطويلة الأمد مع العلم أنه بدون تغييرات جذرية، لا يمكن إنقاذ لبنان. لقد تعهد بإعادة بناء المؤسسات العامة، وإنعاش الاقتصاد، والأهم من ذلك، جعل الجيش اللبناني الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح في البلاد. لم يذكر عون حزب الله بالاسم، لكن هذا ما كان يقصده. صفق المجلس له بحماس، بينما راقب نواب حزب الله بصمت".


قضية إقليمية


مع هذا، يقول التقرير إنّ "القرار بشأن وجود حزب الله كقوة عسكرية سيُتخذ على الأرجح بعيداً عن لبنان - في إيران"، وأردف: "على مدى عقود، استثمرت طهران، من خلال الأسلحة والأموال، في تحالف إقليمي تسمّيه محور المقاومة، الذي شكل حلقة نار حول إسرائيل".


وأضاف: "كان حزب الله هو اللاعب الرئيسي فيه. ومع آلاف المقاتلين المدربين جيداً والمحنكين في المعارك، وترسانة ضخمة تشمل صواريخ موجهة بعيدة المدى على أعتاب إسرائيل، عملت المجموعة كوسيلة ردع ضد أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. في الوقت الراهن زال الردع، وفي حال رغبت إيران في إعادة بنائه، فلن يكون ذلك سهلاً".


واعتبر التقرير أن "سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا في كانون الأول الماضي - جزئياً بسبب نكسات حزب الله - قد قطع الممر البري الذي كانت تستخدمه طهران لتسليح وتمويل الحزب. هنا، تقول إسرائيل، التي جمعت معلومات استخباراتية واسعة عن حزب الله، إنها ستواصل شن هجمات عليه لمنع محاولاته لإعادة التسلح".


وقال لي بلانفورد إن "إيران وحدها يمكنها حقاً الإجابة على الأسئلة الأساسية" حول حزب الله، وأضاف: "هناك احتمال أن تقرر إيران أو حزب الله التفكير بشكل مختلف، مثل التخلي عن السلاح أو أن يصبح حزب الله حزباً سياسياً فقط وحركة اجتماعية".


مع هذا، يرى بلانفورد أن "هذا قرار إيران، وليس بيد حزب الله".


إلى ذلك، تم سؤال مصدر مطلع على الشؤون الداخلية لحزب الله عمّا إذا كان من الواقعي الحديث عن نزع سلاحه، فقال: "القضية يمكن أن تكون جزءاً من مفاوضات إقليمية أكبر"، في تلميح إلى مؤشرات على استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي.


وأضاف المصدر: "هناك فرق بين التخلي عن الأسلحة تماماً أو العمل في إطار مع الدولة بشأن استخدامها، وهو احتمال آخر".


في المقابل، يقول التقرير إن "قادة لبنان الجدد لضغط للتحرك بسرعة، إذ يرى الحلفاء الأجانب أن توازن القوى المُعاد تشكيله في الشرق الأوسط يمثل فرصة لإضعاف نفوذ إيران بشكل أكبر، بينما يتوق اللبنانيون إلى بعض الاستقرار والشعور بأن القوانين تنطبق على الجميع".
وبعد كل هذه المعاناة، قد يتساءل حتى مؤيدو حزب الله عن الدور الذي يجب أن يلعبه الحزب، وفق ما يقول تقرير "BBC" الذي ختم قائلاً: "من غير المرجح أن يعود حزب الله إلى ما كان عليه قبل الحرب، وقد يصبح نزع سلاحه أمراً وارداً، وليس كما كان في السابق". (BBC)
 
 
 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك