Advertisement

لبنان

باسيل إلى صفوف المعارضة.. بين الانتكاسة والفرصة!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
11-02-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1318803-638748674306923742.jpg
Doc-P-1318803-638748674306923742.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
قسرًا لا طوعًا، ينتقل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل إلى صفوف المعارضة، ليس لأنها "الموقع الأحبّ على قلبه" كما يحلو له القول بين الفينة والأخرى، ولكن لأنه أخرِج عنوةً من الحكومة، على الرغم من تمسّكه بما يعتبره "حقّه في التمثيل"، الأمر الذي دفعه لحفظ "شعرة معاوية" مع رئيس الحكومة الذي سمّاه، حتى اللحظة الأخيرة ما قبل ولادة حكومته، متأمّلاً ربما بأن يعيد الأخير "تصويب" الأمور.
Advertisement
 
لكن، مع ولادة الحكومة، تيقّن باسيل من الواقع "المُرّ"، وأدرك أنّه "الخاسر الأكبر"، فهو أصبح خارج الحكم للمرّة الأولى منذ العام 2008، بعدما حجز لنفسه موقعًا ثابتًا في الحكومات المتعاقبة، وهو "امتياز" يبدو أنه خسره مع "العهد الجديد"، على الرغم من محاولات تعويض تخلّفه عن الالتحاق بـ"التسوية الرئاسية"، عبر طيّ صفحة الخلاف مع الرئيس جوزاف نفسه، وتكريس نفسه "بيضة القبان" في استشارات تسمية رئيس الحكومة.
 
بهذا المعنى، يصف كثيرون خروج باسيل، أو إخراجه من الحكومة، بـ"الانتكاسة الحقيقية"، ولا سيما أنها تنطوي على تراجع كبير في دوره، لم يبدأ عمليًا حين خسر موقعه حتى كـ"ناخب أول" في الاستحقاق الرئاسي، ولكن قبل ذلك، حين "فرّط" بتحالفه مع "حزب الله" مثلاً، معتقدًا أنّه لم يعد ينفعه، وحين تعامل مع معارضيه داخل "التيار" وكأنّهم خصوم، فشرّع عمليات الطرد والفصل، التي شملت نوابًا، ما منح "القوات اللبنانية" التفوّق العددي...
 
انتكاسة ومراجعة
 
صحيح أنّ المحسوبين على "التيار الوطني الحر" يرفضون الحديث عن "تراجع"، بدليل السجال الناري مع "القوات اللبنانية"، بعيد تشكيل الحكومة، التي حصلت فيها "القوات" على أكثر بكثير ممّا كان باسيل يطمح إليه، إلا أنّ هذا السجال يشكّل بحسب العارفين، "خير دليل" على "الانتكاسة" التي مني بها "العونيّون"، الذين شعروا بأنّ هناك من يريد "تهميشهم"، والقفز فوق الحيثية التي يفترض أنهم لا يزالون يمثّلونها، بنتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة.
 
أكثر من ذلك، ثمّة في الأجواء الصديقة لـ"التيار" من يعتبر أنّ سبب "الانتكاسة" قد لا يكون الخروج من الحكومة للمرة الأولى من العام 2008، على أهميته، وإن قلّل البعض من شأنها بربطها بالضغوط لعدم حصول "حزب الله" مع أيّ طرف آخر على الثلث المعطّل، وإنما "الإفراط" في تطييب خواطر "القوات" على حسابه، حتى إنّ هناك من يعتقد أنّ "القوات" هي التي اشترطت عدم تمثيل "التيار"، حتى تقبل الانضمام إلى الحكومة.
 
وبالحديث عن "الانتكاسة"، يقول العارفون إنّ مجرّد التعامل مع "التيار الوطني الحر"، من قبل "العهد"، ممثلاً برئيسي الجمهورية والحكومة، وكأنّه مجرّد "كتلة عددية" مثلها مثل كتل أخرى، بما في ذلك تيار "المردة"، يشكّل تراجعًا كبيرًا بالنسبة لـ"التيار"، وإن حمّل مسؤولية ذلك لما يصفها بالمعايير المزدوجة التي اعتمدها رئيس الحكومة في التأليف، علمًا أنّ بعض ما أحاط بالتأليف استفزّ "التيار"، خصوصًا لجهة حديث البعض عن "تحرير" حقيبة الطاقة مثلاً.
 
هل يحوّلها إلى "فرصة"؟!
 
بحسب العارفين، فإنّ الاعتراف بالتراجع من جانب "التيار الوطني الحر"، ولو بشكل غير علني، يجب أن يستتبع "مراجعة" من قبل القيادة للأداء السابق، لتقييم التجربة وثغراتها، علمًا أنّ هناك داخل "التيار" من يرى أنّ "إعادة التموضع" التي قام بها "التيار"، منذ فكّ ارتباطه مع "حزب الله"، لم تؤتِ أكلها، بدليل أنّ الأخير لم يجد حَرَجًا في التخلّي عنه في المعركة الحكوميّة، كما ما كان ليفعل، لو أنّ "تفاهم مار مخايل" لا يزال ساري المفعول.
 
وفي حين يشدّد العارفون على أنّ هذه "المراجعة" يجب أن تشمل الأداء الحزبيّ الداخليّ، خصوصًا أنّ تراجع "التيار" على مستوى الدولة، سبقه تراجع لا يمكن نكرانه حتى على المستوى الحزبي، مع عمليات الطرد التي أفرغت "التيار" من مضمونه، يرون أنّ ما جرى اليوم قد يشكّل "فرصة" لباسيل لاستعادة زمام المبادرة في مكانٍ ما، وإعادة تصويب الأمور، خصوصًا أنّه سيكون قادرًا على "التفرّغ" لورشة داخلية يعتقد كثيرون أنّه لا بدّ منها.
 
وبالتوازي مع هذه "الورشة"، يرى العارفون أنّ "التيار" قادر على تحويل وجوده في المعارضة في المرحلة المقبلة إلى "فرصة"، من أجل استعادة شيء من القاعدة الشعبية التي فقدها على امتداد المرحلة الماضية، ليس فقط لأنّ خطاب المعارضة يستميل الناس في العادة، ولكن أيضًا لأنّه سيكون قادرًا على "مراقبة" الحكومة وأدائها، وربما تسجيل النقاط على من كان يقول إنّه لو استلم حقيبة الطاقة، لاستطاع تأمين التيار الكهربائي في غضون أشهر وجيزة.
 
في النتيجة، لا شكّ أنّ "التيار" خسر كثيرًا بخروجه من الحكومة، ليس وفق منطق "المحاصصة" بالضرورة، على أهمية حضوره في الوزارات، ولكن وفق منطق فقدانه لامتيازات لطالما تمتّع بها، ما يجعله خارج كلّ التسويات. لكنّ هذه الخسارة يمكن أن تتحوّل إلى "فرصة" إذا عرف كيف يتلقّفها، بالذهاب إلى معارضة بنّاءة، لا انفعالية ولا عاطفية، وكذلك بإجراء مراجعة نقدية حقيقية لكلّ أداء السنوات الفائتة!
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa