كتب رضوان الذيب في" الديار": ٣ محطات مفصلية في تاريخ لبنان خلال ١٠ ايام من شهر شباط اولها الاحتفال بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في١٤ شباط، وصولا الى ٢٣ شباط موعد تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وما بينهما الانسحاب الاسرائيلي الشامل من لبنان في ١٨ شباط.
لكن محطة ١٨ شباط تبقى الأبرز، كونها ترسم معالم المرحلة المقبلة لكل اللبنانيين من كل الجهات، وعلى ضوء القرار «الاسرائيلي» بالانسحاب الشامل من لبنان او البقاء في ٥ نقاط، يحدد مستقبل البلد برمته، نحو الاستقرار والهدوء وانطلاق عجلة الدولة مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، او استمرار الستاتيكو الحالي «لامعلق ولامطلق»... «يوم ابيض يوم أسود».
وتؤكد مصادر متابعة لمسار الاتصالات حول الانسحاب «الاسرائيلي»، ان بوابة الجنوب تبقى مفتاح السلم والحرب في لبنان والمنطقة، وهذه المعادلة لم تتغير بنتائج الحرب «الاسرائيلية» الاخيرة وما اصاب حزب الله كما يحاول ان يعمم البعض، وطالما «اسرائيل» موجودة في جنوب لبنان حتى لو في متر واحد، فالمقاومة باقية بكل اوجهها الشعبية والعسكرية ولو بعد حين، وتملك شرعية لعملها طالما الاحتلال لم ينسحب من جنوب لبنان.
اما الذين ينظرون للمرحلة الجديدة ونهاية حزب الله وبدء مرحلة جديدة في الجنوب، فهؤلاء لا يعرفون الوقائع على الارض التي تدركها «اسرائيل» فقط، وتعرف ان حزب الله استوعب الضربة ورمم أوضاعه جيدا، ويراقب كل التحركات جنوبا، وهو المسيطر على الأرض من خلال وجوده المدني، وهو الذي عاد إلى الجنوب، ومشهد العائدين الى قراهم في ٢٧ كانون الثاني اكبر دليل على ذلك، كما ان «إسرائيل» تعرف ايضا ان شباب حزب الله هم من أوقف رجال الجولاني على الحدود الشرقية ومنع تقدمهم، وقام الطيران «الاسرائيلي» بقصف بعض المواقع من اجل فك الحصارعن مسلحي الهيئة.
وفي المعلومات، ان الرؤساء الثلاثة وكل اللبنانيين تقريبا، انظارهم نحو الجنوب ويوم ١٨ شباط، في ظل قلق جدي يعيشونه، لان المندوبة الاميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس لم تبلغ المسؤولين اي قرار رسمي «اسرائيلي» بالانسحاب، ولم تعط تعهدا بالانسحاب الشامل من جنوب لبنان في الموعد المحدد، واكتفت بالقول ان بلادها تدعو «اسرائيل» للانسحاب في ١٨ شباط، وهناك اتصالات اميركية – «اسرائيلية» في هذا الشان.
وحسب المعلومات المؤكدة، ان «اسرائيل» تحاول انتزاع قرار دولي بالبقاء في مرتفعات البياضة الحيوية والاستراتتيجية في القطاع الغربي، والإشراف على منطقة الناقورة والطريق الى صور وآبار النفط على المتوسط.