Advertisement

لبنان

"استحقاق" تشييع السيد نصر الله.. "حزب الله" يتأهّب لـ"الأحد الكبير"!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
19-02-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1322626-638755528392265237.png
Doc-P-1322626-638755528392265237.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أما وقد مرّ "استحقاق" التمديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، بانسحاب "منقوص" لقوات الاحتلال، مع "تمسّكها" بالبقاء في خمسة مواقع وُصِفت بـ"الاستراتيجية"، وإن شكّك كثيرون بأهمّيتها العسكريّة، تتّجه كلّ الأنظار إلى "استحقاق" لا يقلّ شأنًا، بالنسبة لـ"حزب الله"، ولكن أيضًا إسرائيل، وهو تشييع الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله، وكذلك "خليفته" السيد هاشم صفي الدين، المرتقب يوم الأحد المقبل.
Advertisement
 
ليس خافيًا على أحد أنّ "حزب الله" الذي يتأهّب بانتظار ما يصحّ وصفه بـ"الأحد الكبير"، يتعامل مع هذا الاستحقاق بوصفه "تاريخيًا واستثنائيًا"، ليس فقط لأنه يشمل تشييع أمينين عامين للحزب دفعة واحدة، ولكن لما ينطوي عليه من "رمزية"، تتقاطع مع "الرمزية" التي لطالما حملها السيد حسن نصر الله، وهو لذلك يريد أن يكون تشييعه مناسبة لتجديد "البيعة" إن صحّ التعبير، وللتأكيد على مواصلة الدرب، وهو ما يُفهَم أساسًا من شعار المناسبة: "إنّا على العهد".
 
وإذا كان الحزب يتحضّر لهذا الاستحقاق بكلّ عدّته وعديده، وقد تجنّد للإعداد له على مدى الأيام الماضية، فإنّ هناك من يخشى من عملية "تخريب" إسرائيلية قد تسبقه أو تعقبه، أو ربما تتزامن معه، علمًا أنّ المحسوبين على الحزب يتحدثون عن "تشويش" بدأ منذ الأسبوع الماضي، مع خرق جدار الصوت فوق بيروت، وصولاً إلى أزمة الطائرة الإيرانية، في مسعى غير بريء لإخافة الناس، فهل يمرّ التشييع بسلام، وأيّ رسائل يمكن أن تمرّ من خلاله؟!
 
استنفار "حزب الله"
 
من أكثر من زاوية، وبأكثر من بُعْد، يمكن فهم "الاستنفار" الذي يمارسه "حزب الله" استعدادًا لتشييع أمينيه العامين السابقين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، على المستوى المعنويّ خصوصًا، وبما يتعلق بالسيد نصر الله تحديدًا، ليس فقط لكونه تولى الأمانة العام للحزب لأكثر من ثلاثين عامًا، ولكن أيضًا للعلاقة "البنيوية" التي استطاع أن يرسيها مع جمهور المقاومة، فتخطّت أهمية شخصه أهمية الحزب إلى حدّ بعيد.
 
وإلى جانب الأهمية "المعنوية" للمناسبة، التي يريد الحزب من خلالها التأكيد على "استثنائية" قائده الشهيد، الذي يتجاوز بشخصه حدود الوطن وحتى الإقليم، تبرز أهمية "سياسية" للتشيع الذي يريده الحزب مهيبًا، بما يشكّل ردًا "ضمنيًا" على كلّ البروباغندا غير البريئة، بل "الخبيثة" التي تحيط بالمناسبة، خصوصًا من خصوم المقاومة، ممّن يروّجون إلى أنّ تشييع السيدين نصر الله وصفي الدين، هو في الواقع "تشييع للحزب" الذي انتهى معهما.
 
بهذا المعنى، يريد "حزب الله" تحويل التشييع إلى "استفتاء" للجمهور، وهو يعتبر أنّ الحشود الكبيرة وربما التاريخية التي ستحضر، حتى لو اختلفت "دوافعها"، بين من سيشارك "حبًا بالسيد" من دون غايات أخرى، ومن سيحضر "إيمانًا بالخط" المستمرّ بعد استشهاده، ستحمل بين طيّاته، رسائل محورية للقاصي والداني، قوامها أنّ كلّ الرهانات على سقوط الحزب خابت، بدليل الحيثية التي لا يزال يمتلكها، والتي لا تضاهيه فيها أيّ قوة في الداخل.
 
رسالة وفاء.. وتحدٍ!
 
بالنسبة لكثيرين، يفترض أن يشكّل "الأحد الكبير" رسالة سياسيّة من الطراز الرفيع، بل ربما تشكّل "نقطة فاصلة" يستعيد معها "حزب الله" بعضًا من "الهيبة" التي افتقدها منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بل ربما منذ اغتيال السيد نصر الله، والتي توّجت في الأيام الأخيرة فقط ببيان وزاري خلا من ذكر كلمة "المقاومة"، وبأزمة الطائرة الإيرانية التي بدا الحزب "عاجزًا" إزاءها، وقبلهما بخطاب "الركون للدولة" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
 
لكن، أبعد من السياسة، يقول العارفون بأدبيّات "حزب الله"، إنّ الرسالة الأهمّ تبقى رسالة "الوفاء" لرجلٍ تاريخيّ واستثنائيّ، كان من الطبيعي أن يترك غيابه "صدمة" ترجمت بكلّ ما سبق من وقائع أظهرت أنّ خللاً ما وقع في بنية الحزب وفي حضوره، إلا أنّ هذه الرسالة لا تكتمل من دون رسالة "تحدٍّ" لمن اعتقد أنه باغتيال السيد حسن نصر الله، يستطيع أن يمحو أثره، وبالتالي ينهي الحزب الذي أسّسه على مبادئ وثوابت واضحة لا تحتمل اللبس.
 
ولعلّ رسالة "التحدّي" هذه تتجلّى أيضًا في تأكيد جمهور "حزب الله" قبل قيادته، تصميمه على المضيّ في التشييع مهما حصل، ولا سيما بعدما تأخّر لأشهر بفعل الظروف الأمنيّة التي ترتّبت على الحرب الإسرائيلية وما أعقبها، بل في الإصرار على أنّ أيّ محاولات إسرائيلية وغير إسرائيلية للتشويش على الحدث لن تنجح ولن تنفع، رغم التداول ببعض السيناريوهات غير الواضحة، من نوع إقدام العدو على خرق جدار الصوت قبل وأثناء وبعد التشييع.
 
قد لا يكون "حزب الله" اليوم في أحسن حالاته، ولو أنّ هناك من يعتبر أنّها "أفضل الممكن"، باعتبار أنّ أيّ تنظيمٍ يمرّ بما مرّ به، بدءًا من مجزرة البيجر، إلى اغتيال معظم قياداته، بما في ذلك قائده الأول، يستحيل أن "يصمد" كما فعل. لكنّ الأكيد أنّ الحزب يتعاطى مع "استحقاق" التشييع بوصفه استثنائيًا، وربما من أهم الاستحقاقات في مسيرته، حيث تجتمع معانى الوفاء والتحدي.. وأيضًا تجديد البيعة!
 
المصدر: خاص لبنان24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa