ألقى الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة خلال مراسم تشييع الأمينَينِ العامَّينِ ل"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله وخليفته الشهيد الهاشميِّ السيد هاشم صفي الدين قال فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم أيها الحشد الكريم المهيب، السلام عليكم أيها المجتمعون في هذه المناسبة العظيمة لِتشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) وصفيه السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، السلام عليكم أيها الوفود من كل أقطار العالم، السلام عليكم أيها الشعب اللبناني الأبي بِكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه وقواه، السلام على ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري بالأصالة والوكالة، والسلام على ممثل رئيس الحكومة اللبنانية السيد نواف سلام الدكتور محمد حيدر" .
أضاف: "أيها الشعب الأبي، أُخاطبكم بإسم أخي وحبيبي ومقتداي السيد حسن نصر الله، السلام عليكم يا أشرف الناس، السلام عليكم يا أوفى الناس، السلام عليكم يا أكرم الناس، يا من رفعتم رؤوسنا عالياً ولِتسمع السماوات السبع والأرض ومن فيهن أنكم على العهد وأنكم مع نصر الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
"مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
وتابع: "نُودع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً، نودع اليوم قائداً وطنياً، عربياً اسلامياً، وهو يُمثل قبلة الأحرار في العالم، نُودع اليوم سيدنا وحبيبنا، حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب الفقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين على الأرض، حبيب الفلسطينيين، نُودع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله(رضوان الله تعالى عليه).
هذا السيد الذي بدأ تدينه منذ نعومة أظفاره وهو قد وُلد في سنة 1960 وذهب إلى النجف الأشرف لِيدرس في حوزتها بمباركة واشراف الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه)، في سن ال16 من عمره برعاية سماحة السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، بقي سنتان ثم جاء إلى بعلبك بسبب الظروف الموجودة في العراق في سنة 1978 مع أستاذه السيد عباس، وهناك درس في حوزتها وعمل تحت لواء الإمام موسى الصدر، الامام المُغيب أعاده الله ورفيقيه سالماً، وعمل في كل الحقول الثقافية والاجتماعية إلى سنة 1982 حيث تأسس حزب الله. من البدايات هو شخص اساسيٌ عاملٌ في هذا الحزب، إلى أن تولى بعد ذلك موقع رئيس المجلس التنفيذي في أول شورى كان فيها سنة 1989، وبعدها تسلم الأمانة العامة بعد شهادة السيد عباس في 16 شباط 1992، واستمر إلى يوم شهادته في 27 أيلول سنة 2024، هذا السيد العزيز قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة، فأصبحنا لا نميز بين مقاومةٍ وامة، كلهم قلبٌ واحد معه، يقاتلون، يسمعون، يُحاولون العمل بما ينصح به وبما يعمل به، هذا الرجل العظيم ذاب في الاسلام، ذاب بمحمدٍ وآل محمد، ذاب في الولاية، هو صادقٌ، وفيٌ، حنونٌ، كريمٌ، متواضعٌ، صلبٌ، شجاعٌ، حكيمٌ، استراتيجي، هو حبيب المقاومين يثق بالناس ويؤمن بهم، أحب الناس وأحبه الناس، هو قائد العقول والقلوب دائماً وجهته فلسطين والقدس، وهو الذي ساهم مساهمةً عظيمة في احياء هذه القضية، لقد اصر على بقائه في غرفة عمليات المقاومة لِيتابع من خلالها مع المجاهدين واستشهد وهو في الموقع المتقدم" .
وتوجه قاسم الى نصر الله قائلا: "افتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المُحبين، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك، انت حيٌ فينا، " وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ "، سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط، سنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس ووصية السيد هاشم، أنت القائل في 18 شباط بعد شهادة السيد عباس (رضوان الله تعالى عليه) بِيومين: هذا الطريق سنكمله لو قُتلنا جميعاً، لو دُمرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلى عن خيار المقاومة.
يا سيدي من احببت وذبت في الولاية طاعةً له الامام الخامنئي (دائم ظله)، قال لنا: فقد حزب الله في لبنان قائدا قلّ نظيره، لكن بركات تدبيره وجهاده على مر عشرات الأعوام لن تنتهي أبدا. هنا في هذا المحفل أُريد أن أُبايع على هذا الخط ويُريد جمهورك وشعبك أن يُبايع على هذا الخط.. فكرت هل نقول قسماً أم أنه يكفي أن نُعلن العهد والبيعة، فتبين اننا إذا أعلنا العهد والاستمرار عليه نستطيع ان نصل إلى مبتغانا، سأقول لكم عبارةً نُكررها ثلاث مرات بِقبضات مرفوعة "إنا على العهد يا نصر الله".
وقال: "في هذا اليوم نُشيع الأمين العام السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، كان صفياً وحبيباً وصاحباً ومؤزراً وعضد، نفتقدك يا سيد علماً لِمسيرتنا، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وعطاءاتك.
واكب التأسيس سنة 1982 وهو من مواليد سنة 1962، ولكنه في ذاك العام ذهب إلى قم المقدسة لِتحصيل العلوم الدينية، وكان يأتي في كل فترةٍ إلى لبنان ويُشارك مع المجاهدين، إلى ان تولى قيادة منطقة الجنوب سنة 1991، ثم دخل إلى الشورى سنة 1994 وكان رئيساً للمجلس التنفيذي، إلى أن استشهد أميناً عاماً بعد ستة أيام من توليه هذا المنصب خلفاً لِحبيبه السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه).
اهتم بالمؤسسات التربوية والثقافية والإجتماعية، وعمل في مختلف الحقول التي تخدم الناس، واكب المجاهدين في متطلباتهم وجهوزيتهم، وكان عضد الأمين العام السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في مواكبتهم.
نفتقدك يا سيد كما نفتقد أميننا العام السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه). وهنا ومن باب الوفاء، لا بد ان أذكر بعض الإخوة من المسؤولين الذين استشهدوا في المقرين مقر سماحة السيد ومقر سماحة السيد، من استشهد في مقر سماحة السيد حسن نصر الله سيد شهداء الأمة الحاج عباس، العميد عباس نيلفروشان، عميد في الحرس وهو إيراني، والتحمت دماؤه مع دماء شهداء المقاومة على طريق فلسطين.
الحاج أبو الفضل علي عبد المنعم كركي، الحاج ابو حسن عمار علي نايف ايوب، الحاج امين عبد الأمير محمد سبليني، الحاج نبيل ابراهيم حسين جزيني، الحاج جهاد سمير توفيق ديب، الدكتور غريب حسن محمد امين سلمان، الحاج حسن محمد حبيب خير الدين.
وممن استشهد مع السيد هاشم (رضوان الله تعالى عليه من المسؤولين) الحاج مرتضى حسين علي هزيمة، الحاج عادل علي محمد بحسون، الأخ ماهر محمود محمد شاهين.
كل التعزية والتبريك لعوائل الشهداء، لعوائل السيدين الجليلين ولكل الشهداء على طريق القدس ولكل شهداء المقاومة، كل التبريك للمحبين، للمنتمين، للذين ينظرون إلى فلسطين قبلةً لهم، هذه المسيرة هي مسيرة كل الشهداء، هذه المسيرة هي قوة وحياة، " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ".
وحيا الشيخ قاسم "الجرحى، الذين هم شهداء أحياء، والأسرى ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة، ويجب أن يُفرج عنكم، وسنقوم بكل الإجراءات والضغوطات المناسبة لهذا الإفراج.
أما أنتم أيها الحشد الجماهيري الكبير، أنا أعلم أن سماحة السيد في قلوبكم وعقولكم، وكذلك كل الملايين المجتمعين في العالم والذين يشهدون هذا اللقاء، والذين يتمنون ان يكونوا هنا إلى جانبكم، هذا الحشد الكبير الذي قلّ نظيره، بل اعتقد انه لم يوجد مثله في لبنان على مر التاريخ، هو تعبيرٌ عن الوفاء، أنتم الشعب الوفي، أنتم الشعب المعطاء، أنتم الشعب الذي يستمر".
وقال: "في هذا اليوم سوف أتحدث في أربع نقاط. أولا، ماذا واجهنا؟ لقد واجهنا معركة الاسناد. اسناد غزة هو جزءٌ من ايماننا بتحرير فلسطين، وخطط الاسرائيلي لِيخوض حرباً على لبنان بعد أربعة أيام في 11 تشرين الأول، وهو حتى لو لم يخض هذه الحرب لاحقاً، كان له نية أن يخوض حرباً على لبنان في يومٍ من الأيام، لأنه لا يتحمل هذه المقاومة العظيمة، واجهنا الكيان الاسرائيلي ومن وراءه الطاغوت الأكبر أميركا، التي حشدت كل امكاناتها من أجل أن تُواجه غزة وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران أي محور المقاومة، الذي إلتف حول غزة وحول فلسطين، حجم الإجرام غير مسبوق وكل الهدف انهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن أيضاً حجم التضحيات غير مسبوق انسجاماً مع هذا الضغط. في المقابل حجم الصمود والاستمرارية غير مسبوق، وهذا انجازٌ كبير، نحن اعدنا تنظيمنا وصمد مقاومونا الأبطال على الحدود، 75000 جندي إسرائيلي لم يتمكنوا من التقدم في مواجهة المقاومة، كُنا نسمع عويلهم عندما يقولون أن حدثاً أمنياً حصل في منطقة الشمال، هذا بسبب صمود المقاومين وعطاءات المقاومين، لقد ضحى رجالنا وشبابنا وشعبنا وضحت النساء والأطفال والجميع، أنتم يا شعب المقاومة تراب الأرض الراسخة ومطر السماء يمنح الحياة وعزيمة الحسين في ابقاء الراية خفاقة وموقف زينب يهز أركان الطغاة والظلمة. أنتم شعب لا يهزم، سنكون معاً، سنقاوم معاً، سنبايع معاً: إنا على العهد يا نصر الله. جمهور المقاومة والشعب اللبناني تكاتفوا جميعاً وكانوا نموذجاً، الحمد لله هذا الحشد هو تعبيرٌ عن الوحدة الوطنية والوحدة القومية والوحدة الإسلامية والوحدة الإنسانية حول فلسطين وحول الحق".
ثانياً: أين أصبحنا؟ وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار، لأن لا مصلحة للمقاومة ولبنان باستمرار القتال غير التناسبي وتحقيق الأضرار من دون أُفق سياسي ولا ميداني، يعني خلص صار كل أمر سيحصل هو عبارة عن قتل وقتال من دون لا تقدم ميداني ولا تقدم سياسي. نقطة قوة أن نُوافق على وقف إطلاق النار في هذه اللحظة المناسبة، التي لو لم تكن لطالت لشهر او شهرين لن تختلف في نتائجها. نحن الآن أصبحنا في مرحلة جديدة، هذه المرحلة الجديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا انجزنا القسم الأول ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، إلتزمنا ولم تلتزم إسرائيل ولن تلتزم إسرائيل، صبرنا لإعطاء الفرصة لإنسحاب اسرائيل بالإتفاق والدبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم، اليوم بعد انتهاء مهلة الإتفاق في الإنسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام إحتلال وعدوان، اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبناني مهما كانت المبررات اسمه عدوان، لا تستطيع إسرائيل ان تستمر بإحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً وشعباً، ونحن نُؤمن أن النصر النهائي حتميٌ كنصرٍ مطلق، يتأخر لأن القلة هي التي تُواجه ولو واجه الجميع لتغيرت المعادلة. استيقظوا أيها النائمون، لقد أعطتكم المقاومة تجربة فريدة، واستطعنا ان نُعطي نموذجاً عظيماً في الوقوف بِوجه الكيان الإسرائيلي وتحقيق الصمود. على كل حال الآية الكريمة تُبين السنة الإهية، إسرائيل تظلم، أميركا تظلم، يُغالون في ظلمهم، يقول تعالى: تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا.
ثالثاً: ماذا عن مستقبل المقاومة؟ الظاهر يوجد أُناس كثر "محتارين فينا ومربكين فينا"، ساعة يُحللون أنه خلص خلصنا، المقاومة انتهت، لا يا حبيبي، المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان، ولا يُمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، كيف ونحن نُؤمن أن المقاومة إيمانٌ وواجب، ليست حقاً فقط. المقاومة حياة الشعوب الحرة للتحرير، المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، وتثبت بالتضحية، ولا يُثنيها من يُعارضها، وتقتلع المُحتل ولو بعد حين، ولا تَهاب طواغيت العالم، وترسم مستقبل الأحرار، مُتخطيةً نقيق الضفادع. المقاومة إيمانٌ أرسخ من الجحافل، وعشقٌ يتغلغل في المحافل، وعزٌ يهزم كل سافل، ونصرٌ يُخلد كل مقاتل، موتوا بِغيضكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة. سنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار المقاومة أنه في كل يوم سوف نرد وأنه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكم أميركا الطاغية بِبلدنا، ماذا قالت أميركا لِإسرائيل؟ قالت لها: لنتوقف طالما لا تستطيعون أن تتقدموا مترين إلى الأمام، ونحن إن شاء الله بالسياسة نستطيع أن نُؤثر على الداخل اللبناني، ونأخذ لكم بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، "فشر" لن تأخذوا بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، واعلموا أنتم أيها الأميركيون إذا كنا ساكتين الآن، وإذا كنتم تتحركون بِحرية بِطريقة سيئة، وتُحاولون الضغط على المسؤولين وعلى لبنان، لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، ويعرفون حقوق الشعب، ويعرفون أن هذه القوى المختلفة هي ممثلة لِهذا الشعب، لذلك أنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات. لا تفكروا أن صبرنا وحكمتنا بالأولويات قد ضعفت، فالمسار طويل ونحن لها، لن نخضع، ولن نقبل بإستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدم ما لدينا من قوة لِيتحكم بِنا العدو".
أضاف: "أنتم تعرفون نحن أبناء هيهات منا الذلة، يا دعاة السيادة استيقظوا، ماذا فعلتم في فرصة الاتفاق؟ ماذا تفعلون الآن؟ لا نسمع منكم كلمة ضد إسرائيل، لا نسمع منكم كلمة ضد أميركا، كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال المستمر؟ ومع هذا التدخل الأميركي؟ والله لو اجتمع طواغيت العالم بأسرهم لِقتلنا أو إذلالنا سوف نُواجهم حتى النصر أو الشهادة. ألم يُبهركم أيها الناظرون إلينا، ألم يُبهركم أننا خرجنا من تحت الأنقاض في معركة "أولي البأس"، واستعدنا المبادرة، واضطرينا إسرائيل أن تطلب وقف النار؟ ألم يصدمكم مشهد الناس يذهبون إلى الجنوب بِصدورهم من دون سلاح ويتحدون الدبابات الإسرائيلية ويُحررون أجزاءً من الأرض؟ ألم يُفاجئكم انجاز الوفاق بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وإسقاط دعاة الإقصاء، فَكنا جزءاً لا يتجزأ نحن وحركة أمل في متن تركيبة البلد لِقيادة البلد؟ ألم يُحيركم كيف تعاونا لِتسهيل ولادة الحكومة؟ يا شعبنا، نحن أبناء الولاية، أبناء الإمام الخامنئي وأبناء الإمام الخميني، نحن أبناء الإمام موسى الصدر، أبناء السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أبناء الحاج قاسم سليماني والحاج عماد مغنية، كل هذه السلسلة تعود إلى الأصل، إلى محمد وعلي والحسين، وتُهيىء الراية إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهيهات منا الذلة".
رابعاً: ما هي ثوابتنا في المرحلة الجديدة؟ نحن في مرحلة جديدة، ما هي الثوابت؟ نحن قلنا: إنا على العهد. يعني يا سيدنا إطمئن، القيادات موجودة والمقاومون موجودون، والمقاومات موجودات، والأبطال المقاومون موجودون، والشعب من كل الطوائف موجود، والأمة موجودة.
أولاً: المقاومة أساس، وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما دام الاحتلال موجوداً وما دام خطره موجوداً. نُمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة وبحسب الظروف، وسنتابع تحرك الدولة لِطرد الاحتلال ديبلوماسياً، ونَبني بعد ذلك على النتائج. ونُناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الإستراتيجية الدفاعية.
ثانياً: فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها وسنواصل مشروع ترامب التهجيري مع كل القوى الحيّة في المنطقة، الشهداء الكثر والجرحى، 160 ألف شهيد وجريح في غزة وجريحة وشهيدة، هؤلاء هم الثمن الحقيقي لإستمرار العزة ومن أجل أن نُكمل الراية ونستمر على العهد.
ثالثاً: سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسية:
أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى
ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كإلتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها
ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والإجتماعية بأسرع وقت
رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه" .
وتابع: "هنا سوف أُركز على نقطة مهمة، نحن متحالفون مع حركة أمل، هذا التحالف تَعمد بالدم والتضحية والعطاءات والمقاومة والمواجهة، لا تُفكروا أن تلعبوا بيننا، فإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات وواحدٌ في السياسة، وسنبقى معاً إن شاء الله لِعزتنا وعزة لبنان وعزة الأمة إن شاء الله تعالى. نُؤمن بِدور الجيش الكبير للدفاع عن السيادة والأمن. وللرؤوس الحامية أقول لهم: في الداخل اللبناني لا يوجد رابح ولا يوجد خاسر، لأن النتائج كلها مرتبطة بإسرائيل، فَلتنافس لِخير البلد والناس، هذا أفضل لنا جميعاً".
وختم قاسم: "أشكركم جميعاً، أشكر الشعب اللبناني، أشكر كل الوفود التي حضرت من الداخل والخارج، أشكر الإمام الخامنئي (دام ظله) على لفتته الكريمة وكلمته والوفد الذي أرسله إلى هذا الحشد المُبارك، أشكر الجميع من دون استثناء، لا أستطيع الآن أن أعد، لكن في الحقيقة كلكم أحباؤنا، وكلكم من الشرف والكرامة في هذا الحضور المهيب العظيم. في أمان الله يا سيد حسن، في جوار الله مع صفيك والأنبياء والأئمة والشهداء، وإن شاء الله هذا اليوم التاريخي سيجل، هذا يومٌ من أيام الله، هذا يومٌ من أيام الحسين يا حفيدي الحسين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".