Advertisement

لبنان

هل الساحة اللبنانية منيعة؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
11-03-2025 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1331755-638772834132584494.jpg
Doc-P-1331755-638772834132584494.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تبرز تساؤلات حول احتمال انتقال الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق الساحل السوري إلى الأراضي اللبنانية، خاصةً في ظل وجود تداخلات جيوسياسية وأمنية معقَّدة بين البلدين. لكن قراءة الواقع الحالي تُشير إلى صعوبة حصول هذا الانتقال، وذلك لاعتبارات تتعلق بالسياقات الداخلية لكل من سوريا ولبنان، بالإضافة إلى العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة.
Advertisement

أولاً، يسعى النظام السوري الجديد، بعد سنوات من الحرب الأهلية، إلى إثبات شرعيته كدولة قادرة على فرض سيطرتها وحماية حدودها، وهو ما يدفعه إلى تجنُّب أي تصعيد خارجي قد يشوه صورته أمام المجتمع الدولي. فالدولة السورية اليوم، رغم هشاشة أوضاعها الداخلية، تُدرك أن التطاول على دولة مجاورة مثل لبنان سيُعيق مساعيها لإعادة الإعمار واستعادة العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً مع وجود ضغوط دولية لاحتواء النزاع ضمن حدود سوريا. هذا الواقع يجعل من احتمال انطلاق عمليات عسكرية من الأراضي السورية نحو لبنان أمراً غير مرجح، في ظل تركيز دمشق على تعزيز الاستقرار النسبي.

ثانياً، يتمتع لبنان بحماية غير مباشرة ناتجة عن زيادة النفوذ الأميركي المباشر فيه، والذي بات أحد أبرز العوامل الرادعة لأي محاولات اختراق لامنه. فالولايات المتحدة، التي تعتبر لبنان جزءاً من استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الإيراني، لن تسمح بتكرار سيناريوهات الفوضى التي عاشها البلد خلال الحرب الأهلية أو التمدد التكفيري الذي شهده العقد الماضي. يُضاف إلى ذلك أن الدعم الغربي للحكومة اللبنانية، رغم محدوديته اقتصادياً، يُترجم أمنياً عبر تنسيق متنامٍ مع الجيش اللبناني، مما يُصعّد من كلفة أي عمل مسلح داخلي أو خارجي يستهدف زعزعة الاستقرار.

ثالثاً، يظلّ حزب الله لاعباً أساسياً في المعادلة الأمنية اللبنانية، حيث يتمتع بقدرات عسكرية وتنظيمية تُمكِّنه من إدارة حرب مدن طويلة في حال تعرَّض لبنان لتهديد. ورغم الانكشاف النسبي للحزب بسبب التحديات العسكرية والسياسية الداخلية، إلا أن خبرته الميدانية المتراكمة من الحرب السورية، وامتلاكه شبكة أسلحة تتنوّع بين التقليدية والمتوسطة المدى، تجعل المواجهة معه مُكلفة لأي طرف يفكر بالانزلاق نحو العنف. هذه الحسابات تُؤكد أن أي محاولة لاستنساخ سيناريو الساحل السوري في لبنان ستواجه رادعاً قوياً، حتى من دون اللجوء إلى الأسلحة الاستراتيجية التي خسرها الحزب.

لا يمكن فصل احتمالات انتقال العنف إلى لبنان عن التوازنات الإقليمية والدولية التي تحكم المنطقة. فالعوامل المذكورة – سعي النظام السوري لتثبيت شرعيته، والوجود الاميركي الفاعل، وقوة حزب الله العسكرية تشكل جداراً يصعب اختراقه في المدى المنظور، مما يجعل تكلفة الفوضى في لبنان أعلى من أي مكاسب مُحتملة لأطراف محلية أو خارجية.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash