يناقش مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية في السرايا اليوم ملف التعيينات وآلية التعيينات المدنية في الإدارة، وسط ما يشبه الإجماع على ضرورة أن تكون هذه الآلية موحّدة لكل المرافق، على أن يتأجل موضوع تعيين حاكم مصرف لبنان إلى الأسبوع المقبل.
وكتبت" الاخبار": تقول مصادر وزارية إن «جلسة اليوم لن تشهد تعيينات قبلَ
الاتفاق على الآلية التي يُفترض أن يقدّم الوزير فادي مكي طرحه بشأنها». ولمّا كانَ الاتجاه هو في تبنّي آلية الوزير السابق محمد فنيش، تقول المصادر إن «الحكومة تتجه إلى إقرار آلية جديدة لتنظيم التعيينات الإدارية بحيث يكون لمجلس الخدمة المدنية ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية دور أساسي في إنجازها»
اضافت: تواصلت الرئاسة الفرنسية مع الرئيس سلام، وكرّرت ترشيحها لرجل الأعمال والمصرفي سمير عساف لحاكمية مصرف لبنان، ويبدو أنه بينما تحرص باريس وجهات لبنانية على إبعاد اسم عساف عن دائرة التداول الإعلامي، فإن الأوساط المقرّبة من الحكم أشارت إلى أن رئيس الحكومة «يريد مراضاة فرنسا في هذا الجانب، وهو يرى في عساف المواصفات التي تساعد على لعب دور في العالم».
وقالت المصادر إن سلام الذي لم يبلّغ قراره النهائي إلى أي جهة، بما في ذلك الرئيس عون، مهتم بالعلاقة مع فرنسا، سيما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعده بلعب دور كبير في المرحلة المقبلة لدعم لبنان.
وعلم أن الرئيس سلام، «اقترح المدير الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي في مجموعة البنك الدولي عصام أبو سليمان للحاكمية، متراجعاً عن دعمه لكريم سعيد المدعوم من رئيس الجمهورية، خاصة بعدَ الحملة التي شُنّت ضده، خصوصاً أنه شريك لمستشار رئيس الجمهورية فاروج نارغيزيان في إدارة مؤسسة تُعنى بإدارة المحافظ المالية. كما تراجعت حظوظ فراس أبي ناصيف وكميل أبو سليمان اللذين غادرا لبنان أخيراً.
وافادت معلومات لـ»نداء الوطن» إن ارتفاع التداول باسم جهاد أزعور لمنصب حاكمية مصرف لبنان، بدا نابعاً من رغبة لدى كثر في لبنان والخارج في الإفادة من مؤهلاته وخبرته الواسعة ومن موقعه الرفيع في صندوق النقد الدولي وشبكة علاقاته العربية والدولية، ومن الاقتناع بقدرته على تولّي هذا المنصب البالغ الأهمية في المرحلة الإنقاذية المقبلة، لكنه غير مستند إلى معطيات عملية.
فالرجل، بحسب ما أفاد عارفوه والمتواصلون معه خلال هذه المرحلة، رغم رغبته الدائمة في خدمة لبنان من أي موقع كان، أعاد منذ انتهاء انتخابات رئاسة الجمهورية تركيز جهوده على مهمته في صندوق النقد الدولي نظراً إلى أهمية الملفات التي تقع في نطاق مسؤوليته الإقليمية ويُفترَض به معالجتها، في ظل التغيرات المتسارعة في المنطقة، وما لها من ارتدادات اقتصادية.
وأضاف هؤلاء أن أزعور لم يطرح نفسه يوماً مرشحاً لحاكمية مصرف لبنان التي عرضت عليه في السابق مرتين، وليس معنياً بالتالي بكل الأخبار والتحليلات التي تضعه في منافسة مع آخرين.
وكتبت" الديار": بعد اقرار التعيينات العسكرية والامنية الاسبوع الماضي، يُرتقب ان تبت في الجلسة الاستثنائية التي يعقدها مجلس الوزراء اليوم، آلية لاقرار التعيينات الادارية وعلى رأسها تعيين حاكم لمصرف لبنان، بعدما وُضعت هذه العملية على نار داخلية ودولية حامية.
وتشير مصادر مواكبة للملف الى ان «هناك ضغوط خارجية كبيرة لتعيين حاكم بأسرع وقت ممكن، لينطلق العمل الجدي على خطة للنهوض المالي والاقتصادي». وتلفت المصادر الى انه «وبعدما كان هناك نوع من المنافسة على هذا الموقع بين فراس بو ناصيف وجهاد أزعور وكميل أبو سليمان وكريم سعيد، يبدو ان الامور حُسمت لمصلحة الاخير باعتبار ان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يُفضّله على باقي الاسماء، كما انه يحظى برضى الادارة الاميركية. لكن وفي ظل اشتراط رئيس الحكومة نواف سلام مرور كل التعيينات عبر الآلية التي سوف يتم اعتمادها، قد يتم تأخير تعيين سعيد بعض الوقت، بانتظار انجازه شكليا». وسعيد هو شقيق النائب السابق فارس سعيد، وله مسيرة طويلة بالعمل المصرفي في مؤسسات مصرفية دولية وعربية.
ومع تعيين حاكم للمركزي، يُفترض ان تكر سبحة التعيينات الإدارية والقضائية كما الديبلوماسية، التي تقول المصادر ان عون وسلام يصران على اتمامها بأسرع وقت ممكن.