كتبت ابتسام شديد في" الديار": التعيينات على أهميتها لم تعجب جميع الافرقاء، وسجل إعتراض على الطريقة التقليدية بالتعيين وتقاسم المواقع الأمنية بين الرؤساء الثلاثة، واكثر المعترضين "التيار الوطني الحر" الذي ذهب لانتقاد الحكومة لأنها لم تلتزم
البيان الوزاري ولا خطاب القسم، بمعزل عن كفاءة القيادات الامنية والعسكرية.
فواقع الحال ان ما جرى في التعيينات احرج التيار وأخرجه مرة جديدة من السلطة، بعد ان تم اقصاؤه عن الحكومة، اذ صار خارج التعيينات الأمنية التي كان له الحصة الكبرى فيها في العهد الماضي، وهذا الأمر يطرح تساؤلات عن المسار المقبل، والعلاقة بين التيار والرئيسان عون وسلام اذا استمر تطويق التيار. ومن هنا يقول المقربون من باسيل ان الذهاب الى المعارضة فرض على التيار، وبات من الصعب ترميم العلاقة التي تدهورت مع الرئاستين .
ما جرى في التعيينات لم يكن مفاجئا، المشهد في جلسة الثقة بين باسيل وسلام أعطى
صورة واضحة وانطباعا سلبيا عما ستكون عليه العلاقة بينهما في المرحلة المقبلة، مأخذ باسيل ان سلام لم يراع حجمه النيابي والتمثيلي، ولم يطبق المعايير
نفسها على الجميع عند تأليف الحكومة وتم تثبيت الاختلاف في جلسة الثقة، بعدما أومأ رئيس الحكومة رافضا عرض تجديد الثقة، عندما أومأ بيده رافضا طرح باسيل للثقة، فكان ما كان بين الطرفين.
من وجهة نظر التيار انه تعرض للغدر السياسي من قبل رئيس الحكومة الذي تجاهل التيار، ووضع "فيتو" على توزيره، في حين سمى حزب "القوات اللبنانية"
و "التقدمي الاشتراكي" و "الثنائي الشيعي".
هذا الأمر وغيره من العوامل، أعطت دفعا إضافيا للتيار للذهاب الى المعارضة، التي يجزم المقربون من باسيل انها ستكون إيجابية وبناءة لا تعرقل عمل الحكومة، إلا عندما ترتكب الأخطاء، "فما يريده التيار اليوم أداء حكومي يعالج الملفات الملحة، بدءا من النزوح السوري والمخيمات الفلسطينية واللامركزية المالية والإدارية، مع الالتزام بتطبيق خطاب القسم".
في عشاء التيار الأخير، ثبت باسيل معارضة التيار راسما إطارها "معارضة مختلفة وايجابية وبناءة"، وهذه المعارضة ستكون محور متابعة لأن التيار هو الفريق السياسي الوحيد تقريبا الذي بقي خارج السلطة بعد ان كان رأس السلطة الماضية .
المرحلة الانتقالية للتيار من الحكم الى المعارضة ستكون تحت المجهر السياسي، فهو كان من أبرز القوى المؤثرة في المشهد اللبناني من العام ٢٠١٦، لكنه اليوم يمر بفترة استثثنائية، فهناك علاقة سيئة مع الجميع بعد ان راكم الأخطاء مع الحلفاء والأخصام بمن فيهم أقرب المقربين اي حزب الله، وقد تظهر ذلك في الانتقادات التي يتعرض لها رئيس التيار من بيئة الحزب. كما يعاني التيار من خسارة الحلفاء، وترنح وضعه الداخلي نتيجة الانشقاقات، إضافة الى تراجعه في انتخابات ٢٠٢٢ على الساحة المسيحية، كما يمر بعزلة خارجية بسبب العقوبات الاميركية التي ضيقت على باسيل الأفق الدولي، وهذا الوضع كما تقول المعلومات يخضع اليوم لتقييم من اجل ترتيب البيت