موسم الانفلونزا جاء ثقيلاً هذا العام على اللبنانيين. إذ تمتلئ منازل المواطنين حالياً بمريض واحد على الأقل يعاني من أعراض فيروسات مختلفة، أبرزها الـH1N1، ومن بين هذه الأعراض ما قد يتفاقم ويستدعي اللجوء إلى المستشفى. فكيف يمكن تفادي الإصابة بهذا
الفيروس الذي بات منتشراً بكثرة؟
من حيث التعريف،
فيروس H1N1 هو نوع من أنواع
فيروس الإنفلونزا A، ويعتبر من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. يُعرف أيضًا باسم "إنفلونزا الخنازير" لأنه اكتشف لأول مرة في الخنازير قبل أن ينتقل إلى البشر. في عام 2009، انتشر هذا
الفيروس بشكل كبير في كل أنحاء العالم وتسبب في ما عُرف بالوباء العالمي لإنفلونزا H1N1.
د. جورج جوفلكيان، أستاذ مشارك بقسم الأمراض الصدرية
في الجامعة الأميركية في بيروت أوضح أن الـH1N1 ليس في طور الإنتشار المتسارع حالياً لأن موسم هذا
الفيروس موجود دائماً ويبقى حتى آخر شهر أيار، إنّما المستغرب هو أن الموجة القوية ضربت في كانون الثاني وشباط وفي آذار، وليس في تشرين وكانون الأول، معتبراً أن هذا الأمر يتعلّق بموجة البرد القاسية التي حلّت على
لبنان.
وفي حديث لـ"لبنان 24"، أوضح جوفلكيان أن ضبط البيوت والاكتظاظ بسبب موجة البرد هذه فاقم من انتشار
الفيروس بين الناس بشكل متزايد، خاصة أن الإجراءات الوقائية التي اعتمدها المواطنون في فترة
فيروس كوفيد لم تعد سارية اليوم.
وأشار إلى أن خطورة
فيروس الـH1N1 تعود إلى العام 2009 حين انتشر بشكل كبير في كل أنحاء العالم وتسبب في ما عُرف بالوباء العالمي لإنفلونزا H1N1، وبالتالي اعتبر جائحة.
ولفت إلى أن التلقيح ضد هذا
الفيروس ممكن من خلال لقاحين متوفرين في السوق اللبناني ضد الإنفلونزا هما Vacci grippe وInfluvac، فضلاً عن العلاج باستخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل "أوسيلتاميفير" Oseltamivir التي يجب تناولها في غضون 24 ساعة من الإصابة أو عند بدء الشعور بالأعراض، مع الإشارة إلى أن
الفيروس ينتقل بالرذاذ إلى مسافة كبيرة نظراً لصغر
الفيروس.
وعن الأعراض، قال جوفلكيان إنها تشمل الحمى، السعال، احتقان في الحلق، آلام في العضلات، تعب وإرهاق وصداع، كما أنه في بعض الحالات، قد تكون هناك صعوبة في التنفس أو مضاعفات أخرى مثل التهاب الرئة حيث قد تحصل مضاعفات أكبر خاصة على مستوى القلب والالتهابات الميكروبية.
وحذّر جوفليكان من أنه فيما لو أصاب الـ H1n1 الرئتين، فلا يمكن أن تشفيا أبداً وبالتالي فالضرر اللاحق بهما نتيجة هذا
الفيروس لا عودة عنه.
وفي هذا السياق، دعا جوفليكان كل من لم يأخذ اللقاح للإقدام على الخطوة الأساسية لعدم التقاط
الفيروس، لأن اللقاح يدوم أشهراً عدّة خاصة للمرضى وكبار السن ومن يعانون من الأمراض المناعية.
وأكد أن هناك عدداً من حالات الـH1N1 في المستشفيات وهي من حالات خطرة، وبعضهم توفّى مثلاً أحد المرضى كان يعاني من سرطان الرئة وبالتالي كان
الفيروس قاسياً ولم يتحمّل المريض، وبالتالي نعم هناك مشاكل حتى ولو كان مسيطراً عليها، خاصة وأن أسرّة المستشفى امتلأت بحالات الـH1N1 على غرار
مستشفى الجامعة الأميركية.
وفي الختام، وتماماً كما في كل عام، تتجدد الدعوات لاتخاذ إجراءات الوقاية لعدم التقاط الانفلونزا الموسمية، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بفيروس مهدد للحياة كالـH1N1؟