Advertisement

لبنان

هل تتوسع الحرب لتطال لبنان؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
19-03-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1335396-638779721431712836.jpg
Doc-P-1335396-638779721431712836.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ استئناف الحرب في غزة قبل يومين، تتزايد التساؤلات بشأن احتمال انتقال التصعيد إلى الجبهة اللبنانية. حكومة بنيامين نتنياهو لا يمكن استبعاد أي خيار منها، والاحتمال يبقى قائما في ظل التوتر القائم، لكن السياق اللبناني يختلف عن غزة في عدة أوجه تجعل سيناريو الحرب أقل ترجيحا.
Advertisement

يصعب مقارنة الوضع بين غزة ولبنان، إذ أن غزة تقع داخل الجغرافيا المباشرة لإسرائيل وفق اعتقاد الاحتلال، مما يمنح نتنياهو هامشا أوسع للتحرك بدعم أميركي واضح. في المقابل، الوضع في لبنان أكثر تعقيدا، حيث تتعامل واشنطن بحذر شديد مع أي تصعيد هناك، نظرا لتداعياته المحتملة على المنطقة. هذا الفارق الجغرافي والسياسي يجعل من الصعب على إسرائيل اتخاذ خطوة كبيرة شمالا بنفس السهولة التي اتخذتها في غزة.

أحد العوامل التي دفعت إسرائيل لاستئناف الحرب في غزة هو عودة إيتمار بن غافير إلى الحكومة، مما زاد من الضغوط السياسية على نتنياهو للقيام بتحرك عسكري جديد. هذا العامل غير موجود في لبنان، حيث لا يوجد سبب داخلي إسرائيلي ضاغط يدفع نحو توسيع رقعة الحرب. على العكس، فإن أي تصعيد شمالي قد يخلق أزمة سياسية وأمنية داخلية في إسرائيل أكثر مما قد يحقق مكاسب لها.

في الجانب العسكري، لا تزال قدرة حزب الله على تهديد العمق الإسرائيلي قائمة، وهي قدرة تفوق ما تمتلكه الفصائل في غزة من حيث الدقة والتأثير. هذا يشكل رادعا يجعل الاحتلال أكثر ترددا في فتح جبهة واسعة مع لبنان، خاصة أن أي مواجهة هناك لن تكون محدودة أو قصيرة الأمد كما يخطط لها الاحتلال في غزة.

كما أن الحرب في غزة تأتي ضمن مشروع تهجير واضح للقطاع، وهو أمر غير مطروح حاليا بالنسبة لجنوب لبنان. الاحتلال يسعى إلى تغيير ديموغرافي في غزة عبر الضغط العسكري، في حين أن السيناريو اللبناني لا يحتوي على مثل هذا الهدف، مما يقلل من الدوافع المباشرة للحرب هناك.

ملف الأسرى يشكل ضغطا هائلا على حكومة الاحتلال ويعتبر أحد المحركات الرئيسية لاستئناف الحرب في غزة، بينما لا يوجد أي ملف مماثل في لبنان يمكن أن يشكل عاملا مماثلا للضغط الشعبي والسياسي على حكومة نتنياهو.

إضافة إلى كل ذلك، فإن لبنان تحول إلى ما يشبه محمية سياسية أميركية، حيث تسعى واشنطن للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار فيه. أي حرب واسعة في لبنان قد تؤدي إلى انهيار شامل، وهو أمر لا ترغب به الإدارة الأميركية في الوقت الحالي، مما يجعل احتمالات الحرب أقل ترجيحا من الناحية السياسية والاستراتيجية.
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash