Advertisement

لبنان

بعد قطاع غزة.. هل تفعلها إسرائيل وتجدّد حربها على لبنان؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
20-03-2025 | 12:30
A-
A+
Doc-P-1335884-638780598735282940.jpeg
Doc-P-1335884-638780598735282940.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 
إلى نقطة الصفر، عادت الأمور في غزة، وكأنّ لا هدنة حصلت، ولا اتفاق وُقّع لوقف إطلاق النار، بمراحل متعدّدة، كان يفترض أن تفضي إلى نهاية كاملة للأعمال العسكرية، فما يجري في القطاع منذ يومين، يبدو وكأنّه "استكمال" للحرب من حيث انتهت، حتى إنّ الجيش الإسرائيلي لم يكتفِ بالغارات الجوية المكثّفة، التي قيل إنّ هدفها "الضغط" على حركة حماس للقبول بشروط تل أبيب للمفاوضات، بل أعلن بدء عملية برّية، ولو وُصِفت بـ"المحدودة".
Advertisement
 
هكذا، بدا أنّ شهري الهدنة السالفين، كانا مجرّد "استراحة" بين جولتين من الجنون الإسرائيلي الذي يبدو بلا أفق، علمًا أنّ العودة إلى الحرب جاءت برعاية أميركية، بل بغطاء من إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعدما كان الوسطاء الذين توصلوا إلى الاتفاق سابقًا، يتحدّثون عن "ضمانات أميركية" بعدم العودة إلى القتال مجدّدًا، حتى لو لم ينصّ الاتفاق صراحةً على وقف كامل للأعمال العسكرية، بعد انقضاء المرحلة الأولى منه.
 
ولأنّ لبنان نال "نصيبه" من الحرب الإسرائيلية على غزة في جولتها الأولى، بعيد عملية طوفان الأقصى، فإنّ تساؤلات كثيرة طُرِحت في الساعات الماضية، حول تبعات الجولة الثانية من الحرب عليه، فهل يبقى "محيَّدًا" عن الحرب هذه المرّة، أم يكون جزءًا من المخطّط الإسرائيلي، ولا سيما في ظلّ انطباع موجود بأنّ ما يسري على غزة قد يسري على لبنان، خصوصًا لجهة "المبدأ" القائل بعدم تحقّق الأهداف المرسومة على الحرب بعد، في لبنان كما في غزة؟!
 
لا "جبهة إسناد" لبنانية!
 
في المبدأ، يقول العارفون إنّ الفارق الجوهري الأول في هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية على غزة، هو أنّ "لا جبهة إسناد لبنانية" على خطّها، إذ كلّ التوقعات تشير إلى أنّ "حزب الله" سيكتفي بـ"الإسناد المعنوي" إن صحّ التعبير، من حيث البيانات، وربما التحركات الشعبية، وهو ما بدأه مع إعلان إسرائيل استئناف العدوان على غزة، إذ أصدر بيانًا يدين فيه الخطوة، وهو ما لم يفعله في الجولة السابقة، حين لجأ إلى الإسناد العمليّ، عبر فتح الجبهة فورًا.
 
وتستند هذه التعليقات إلى قناعة راسخة لدى الجميع، بأنّ "حزب الله" في آذار 2025، ليس نفسه "حزب الله" في تشرين الأول 2023، فيومها كان الحزب في أوج قوته، حين كان قادرًا على فتح الجبهة، وفي الوقت نفسه "ردع" الإسرائيلي، لمنع توسّعها إلى حرب مدمّرة، في حين أنّه اليوم لا يزال في مرحلة "المراجعة والتقييم" لما جرى معه، في حربٍ تُعَدّ الأقسى في التاريخ عليه، وذلك من أجل استيعاب الدروس والعِبَر، وإعادة النهوض من جديد.
 
ويقول العارفون إنّ الحزب الذي ينأى بنفسه عن الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة والفاضحة لاتفاق وقف إطلاق النار، وللسيادة اللبنانية، وللاغتيالات المستمرّة لعناصره وكوادره، بعدما اعتمد تكتيك "الصبر" في المرحلة الحالية، لن يتردّد في النأي بنفسه أيضًا عن إسناد غزة، علمًا أنّ العارفين بأدبيّاته لا يعتبرون أنّ الحزب "مقصّر" في هذا الجانب، فهو فعل كلّ ما في وسعه وأكثر، حين تقاعس الجميع، وهي معركة كلّفته أكثر ممّا كان يمكن تصوّره.
 
هل تفعلها إسرائيل؟
 
هكذا، فإنّ كلّ المعطيات تشير إلى أنّ "حزب الله" لن يكون "المبادر" هذه المرّة لفتح "جبهة الإسناد"، حتى على طريقة "رفع العتب" التي اعتمدها سابقًا، حتى لا يعطي إسرائيل أيّ حُجّة أو ذريعة لنسف اتفاق وقف إطلاق النار والعودة الحرب مجدّدًا، إلا أنّ السؤال الذي يُطرَح هو: هل تحتاج إسرائيل أصلاً إلى هذه الحُجّة والذريعة، وهي التي نسفت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مثلاً، في ذروة المفاوضات مع حركة حماس، ومن دون أيّ تمهيد؟!
 
الأكيد وفق العارفين أنّ إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، بدليل ما حصل سابقًا خلال "حرب الإسناد" حيث ظلّت تستدرج "حزب الله" إلى توسيع المعركة تدريجيًا، وعندما بقي ملتزمًا بقواعد الاشتباك التي رسمها لنفسه حتى في ردوده على الاغتيالات التي طالت قادة الصف الأول فيها، عمدت إلى تغيير المعادلات، بدءًا من "مجزرة البيجر" الشهيرة، التي لم يستوعبها الحزب، إلى أن جاءت الضربة القاصمة باغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله.
 
وإذا كان تكرار السيناريو واردًا بطبيعة الحال، بفعل التجربة التي أثبتت أنّ كلّ شيء ممكن مع العدو الإسرائيلي، إلا أنّ العارفين يشيرون إلى أنّه يبقى مُستبعَدًا في الظروف الحالية، فإذا كان "حزب الله" غير متحمّس للعودة للحرب، وعلى الأرجح غير جاهز لها أيضًا، فإنّ الأكيد أنّ إسرائيل لا مصلحة لها بها، طالما أنّها تحقّق في زمن "وقف إطلاق النار" أكثر بكثير ممّا تحقّقه في زمن "الحرب"، بموجب ما تسمّيه "حرية حركة" كرّستها بحكم الأمر الواقع.
 
تدفع كلّ المؤشّرات إلى الاعتقاد بأنّ سيناريو الحرب على غزة، لا يمكن إسقاطه واقعيًا على لبنان، فالظروف مختلفة بين الجبهتين، ولو تقاطعتا على حقيقة أنّ الأهداف الإسرائيلية لم تتحقّق كاملة، فـ"حزب الله" لا يزال موجودًا وفاعلاً، خلافًا للرغبة الإسرائيلية بـ"القضاء عليه"، ولو تراجع نفوذه ولم يعد بالقوة نفسها. مع ذلك، ثمّة من يدفع إلى "ترقّب" تطورات غزة، لأنّ الكثير سيُبنى عليها، ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة بأسرها!
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa