أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن الاغتراب يشكل رافعة للبنان، مشددًا على حق المغتربين في التمثيل النيابي بطريقة عادلة. وتساءل: "هل من الصعب على اللبناني الذي ساهم في بناء دول الاغتراب أن ينهض ببلده وفقًا لمصلحته العامة ومصلحة أبنائه؟".
جاء
كلام الرئيس عون خلال استقباله في قصر بعبدا وفد مجلس التنفيذيين اللبنانيين في المملكة
العربية السعودية، حيث تحدث باسم الوفد ربيع الأمين معبرًا عن سعادته بلقاء الرئيس، مشيرًا إلى أن الوفد يمثل مختلف العائلات
اللبنانية التي استقبلتها المملكة منذ عقود. ولفت إلى أن مطالب المغتربين سمعها من الرئيس في خطاب القسم وفي القمة
العربية، وأبرزها قضية المصارف وأموال المودعين، مؤكدًا ضرورة إيجاد حل سريع لهذه المسألة. كما شدد على أهمية تصويت المغتربين، معتبرًا أنه من غير العادل أن يقتصر تمثيلهم على ستة مقاعد فقط.
كما أشار الأمين إلى أن المجلس بصدد طرح مشروع الحكومة الرقمية، بالتعاون مع مجالس اغترابية من فرنسا، أبوظبي، أستراليا، دبي، والكويت، بهدف تقديم الدعم من خلال الخبرات وليس فقط التمويل، وذلك عبر مؤتمر سيعقد في حزيران المقبل لدعم هذا التوجه. وأكد أن المجلس على أتم الاستعداد لتقديم خبراته في مجالات متعددة كالسياحة، الأمن، والإعلام لإعادة الثقة بلبنان.
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، مشددًا على أن مسيرة العمل المشترك للنهوض بلبنان قد تكون متعبة لكنها ليست مستحيلة، مقدمًا الشكر للمملكة
العربية السعودية على دعمها للمغتربين اللبنانيين. وأكد ضرورة اتخاذ خطوات كبيرة لإعادة الثقة بلبنان على المستوى
العربي والدولي، مشيرًا إلى أن الإصلاحات بدأت لتحقيق هذا الهدف.
كما شدد الرئيس على أن المغتربين يمثلون ركيزة أساسية لصمود
لبنان، وأن تحميل المودعين نتائج سوء الإدارة المالية أمر غير مقبول، داعيًا إلى إيجاد حل سريع عبر التعاون بين الهيئات الاقتصادية والمصارف والمصرف المركزي والدولة. ورأى أن تحريك العجلة الاقتصادية والاستثمارات يتطلب قطاعًا مصرفيًا موثوقًا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان جزءًا أساسيًا من خطاب القسم والخطة الحكومية، داعيًا مجلس النواب إلى الإسراع في إصدار القوانين الضرورية.
واستقبل الرئيس عون صباحًا النائب عدنان طرابلسي والنائب طه ناجي، حيث تم البحث في الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة. وأوضح طرابلسي أن اللقاء تناول موضوع التعيينات في القوى العسكرية والأجهزة الأمنية، معتبرًا أنها تركت ارتياحًا لدى اللبنانيين كونها خطوة أولى في مسيرة الإصلاحات المستندة إلى خطاب القسم.
كما التقى الرئيس عون سفير باكستان سلمان أطهر، حيث تم التطرق إلى العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، مع تأكيد باكستان على استعدادها لتنظيم دورات تدريبية للقوى المسلحة
اللبنانية، بالإضافة إلى دعم مواقف
لبنان في القضايا المطروحة أمام الأمم المتحدة كونها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن.