Advertisement

لبنان

ما هو الشرق الأوسط الذي يعمل له نتنياهو؟

Lebanon 24
22-03-2025 | 00:10
A-
A+
Doc-P-1336811-638782207478719748.jpg
Doc-P-1336811-638782207478719748.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب طوني عيسى في" الجمهورية: في شباط 2004 ، أي في العام التالي لحرب العراق، أعلنت إدارة جورج بوش تبنّيها مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، وأساسُه إنشاء منظومة سلام بين دول الإقليم، تقوم على الليبرالية والديموقراطية ونبذ التطرّف والإرهاب. وفي حزيران من العام عينه، تبنّت الدول الصناعية الثماني هذا المشروع، وتعهّدت العمل دولياًعلى تحقيقه. ولا ينسى اللبنانيون قول وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس، غداة حرب تموز 2006 ، إنّ ما يجري هو "المخاض المؤلم". الذي سيؤدي إلى ولادة الشرق الأوسط الجديد.ولكن، في الواقع، يلفّ الغموض هذا المصطلح، بين "جديد" و"كبير". وعلى الأرجح هو يكشف عن رغبة الأميركيين والإسرائيليين في تغيير الواقع الجيوسياسي الحالي للإقليم، لكن أياً من الطرفين لم يحسم تماماً رؤيته الخاصة حول المضمون. والأمر يبقى موضع تجاذب ونقاش دائم بين الحكومات الإسرائيلية والإدارات الأميركية المتعاقبة لبلورة تقاطعات حوله. في ولايته السابقة، كلّف ترامب خمسة من كبار الباحثين، القريبين جداً من إسرائيل، وعلى رأسهم صهره جاريد كوشنير، إنتاج مشروع"صفقة القرن" الذي يقوم على ركيزتين أساسيتين:
Advertisement
حسم الملف الفلسطيني وفق رؤية إسرائيل، وتعميم التطبيع بينها وبين العرب. ولم يسمح الوقت لترامب باستكمال خطواته، لأنّه فشل في تجديد الولاية. لذلك، هو يبدو مستعجلاً جداً اليوم. يريد ترامب أن يحقق في كل شهر ما كان يستغرق تحقيقه عاماً كاملاً. وهذا يفسّر الإنذارات والمهل التي وجّهها إلى "حماس" و "حزب لله"والحوثيين وإيران في آن معاً. بل إنّه منح إسرائيل تغطية للتصرّف عسكرياً وفق ما تراه مناسباً، في غزة ولبنان، وطلب منها أن توفرعن نفسها عناء ضرب اليمن ولو تعرّضت للصواريخ البالستية، لأنّ القوات الأميركية ستأخذ هذا الأمر على عاتقها.
ويعتقد الخبراء أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل ستتقاربان فيالرؤية إلى ما يسمّى "الشرق الأوسط الجديد". وهذا التقارب سيقوم على اعتراف كل طرف بطموحات الآخر ومصالحه الحيوية.فواشنطن ستدعم أحلام إسرائيل في حسم الملف الفلسطيني لمصلحتها، وإزالة أي خطر قد تتعرّض له من جانب حلفاء إيران أوتركيا أو أي كان، وفي التأسيس لتطبيع سياسي واقتصادي معالعالم العربي بكامله. على أن تكون المنطقة كلها، بمواردها وأنظمتها، تحت رعاية الولايات المتحدة.
بعض الخبراء يتحدثون عن أهداف أخرى ربما تكون بعيدة المدى،وتتمثل بإعادة رسم الخرائط في المنطقة، أي إنهاء مرحلة سايكس بيكو والتأسيس لمرحلة جديدة على أنقاضها. يخشى البعض أنتكون سوريا في صدد التوزع طائفياً وعرقياً. وإذا حصل ذلك، فلاأحد يضمن عدم تعرّض العراق والأردن، وربما لبنان، لاهتزازاتلاحقاً.
هذا فحوى ما يريده الإسرائيليون للشرق الأوسط: دولة واحدة قوية، تحوطها دول طائفية وعرقية يخاف بعضُها بعضاً، وفي منأى عن أي طموحات إمبراطورية فارسية أو عثمانية.
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك