كتب صلاح سلام في" اللواء": آن الأوان أن يبادر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى ترجمة وعودهم التي أشاعت الإرتياح في صفوف اللبنانيين، إلى خطوات عملية، قبل أن تتبخر الأمال وتصبح سراباً. ولعل أولى الخطوات العملية في هذه اللحظة المصيرية تكون في التعامل مع مطلقي الصواريخ كخارجين عن
القانون، ويستحقون إحالتهم إلى محاكمة جريئة وعادلة، بغض النظر عن إنتمائهم الحزبي، لأن الهوية الحزبية لا توفر الحصانة لأحد في مثل هذه الأعمال الخارجة عن
القانون، والتي تُعرض أمن البلاد والعباد للخطر الداهم، وتوفر للعدو الذريعة التي ينتظرها بفارغ الصبر للعودة إلى الحرب في
لبنان، على غرار ما فعل نتنياهو في غزة.
والرئيسان جوزاف عون ونواف سلام يدركان أكثر من غيرهما أن مسألة السلاح وقرار الحرب والسلم لا تُحل في الخطابات والبيانات الحكومية، بقدر ما تتطلب تكليفاً للجيش بإتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الخطوة الأساسية في نجاح مسيرة العهد
الحالي، والتي ينتظرها الأشقاء والأصدقاء، للتعامل بجدّية وبثقة في موضوع المساعدات وتمويل إعادة الإعمار. وقيادة
الجيش قادرة على التوصل إلى «صيغ سلسة»، في حال تفهم
حزب الله والأطراف المسلحة الأخرى، المخاطر المحدقة بالبلد، والتي لا يستطيع أحد أن ينجو من تداعياتها الدرامية.
فهل ينجح الرئيسان في تجاوز هذا الإختبار الصعب وينقذان البلد والعهد؟