انطلاقاً من التزامها بضمان استدامة الموارد المائية وتحسين جودة الري في منطقة القاسمية–راس العين، أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني اليوم عن بدء عملية تعاونية استثنائية مع نقابة مزارعي الجنوب، وذلك لتسريع أعمال الصيانة الموسمية لقنوات الري وتنظيفها، تماشياً مع الظروف المناخية الاستثنائية لهذا العام، والتي تميزت بشح الأمطار وموجة الجفاف المبكر.
جاءت هذه الخطوة الاستباقية لضمان تدفق المياه بشكلٍ فعّالٍ قبل الموعد المعتاد، بهدف تخفيف
الآثار السلبية للطقس الجاف على المحاصيل الزراعية، وتعزيز جاهزية البنية التحتية للري. وقد تجسدت روح التعاون بين الجانبين من خلال مساهمة النقابة في توفير فرق عمل محلية للمشاركة في أعمال التنظيف، مما يعكس التكامل بين الجهود المؤسسية والمجتمعية لمواجهة التحديات البيئية.
وأكدت المصلحة أن هذه المبادرة تُدار وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير الدولية في إدارة الموارد المائية، لا سيما تلك المُوصى بها من قبل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي يركز على ضمان توافر المياه وإدارتها بشكل مستدام. كما تُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز المرونة المناخية في القطاع الزراعي.
وفي تعليقه على هذه الشراكة، صرح مدير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني:
"إن هذا التعاون يُمثل نموذجاً يُحتذى به للعمل المشترك بين المؤسسات والقطاعات المنتجة. فالتكيف مع التغيرات المناخية يتطلب جهوداً جماعية وابتكار حلول مستدامة ترتكز على الخبرات المحنية والمعايير العالمية".
من جهته، أشاد رئيس نقابة مزارعي الجنوب بالجهود المشتركة، قائلاً:
"مساهمة المزارعين في أعمال الصيانة ليست مجرد دعمٍ لوجستي، بل تأكيدٌ على وعينا بأهمية الشراكة في حماية مواردنا وضمان مستقبل الزراعة في المنطقة".
تتطلع المصلحة والمزارعون إلى تعميم هذا النموذج التعاوني في المشاريع المستقبلية، بما يضمن كفاءة استخدام المياه ويحقق التنمية الزراعية المستدامة، مع التركيز على دمج التكنولوجيا الحديثة والدراسات العلمية في خطط الإدارة المائية.