لا تزال الزيارة الأخيرة لنائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان محور متابعة، لتبيان المعطيات الدقيقة التي رافقتها واستشراف طبيعة المرحلة المقبلة لجهة حل القضايا المرتبطة باستمرار العدوان الاسرائيلي على
لبنان وخرق تفاهم وقف اطلاق النار، واحتلال خمسة تلال استراتيجية في الجنوب.
مجمل هذه المواضيع كانت امس مدار بحث بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووفق المعلومات فقد تركز البحث على كيفية التعامل مع الطروحات التي تحدثت عنها اورتاغوس في شتى المجالات، وتسريع الإصلاحات من خلال التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتنشيط مجلس النواب لإقرار مشاريع القوانين التي ستقرها الحكومة، وكذلك إقرار القوانين الإصلاحية العالقة منذ مدة.
ولخّصت السفارة الأميركية لدى لبنان مداولات أورتاغوس، خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، وكتبت على حسابها عبر منصّة "إكس": "أعربت أورتاغوس عن حماسها للعودة إلى لبنان للقاء الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجّي. وفي كل لقاءاتها، أبدت ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، وهو ما يعني نزع سلاح "
حزب الله" بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وتشكيل حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالثقة والإيمان بدولتهم".
ودعت أوساط سياسية بارزة إلى مراقبة ما سيحدث على الأرض خلال 10 أيام، لكي يتبيّن ما إذا كان المسؤولون قد تلقفوا رسالة واشنطن في أدق مرحلة يجتازها لبنان والمنطقة.
وقالت هذه الأوساط إن الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش تبلغوا أن
الولايات المتحدة متمسكة بضرورة نزع سلاح الميليشيات
اللبنانية وغير اللبنانية، وأن يمسك الجيش وحده بالحدود والسلاح في الداخل، فلا تكون هناك أية ازدواجية سلاح.
وقالت أورتاغوس لمحاوريها الرسميين: "إنكم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تتحملوا مسؤولياتكم في بسط سيادة الدولة، وإما بقاء لبنان ساحة ولن تجدوا الولايات المتحدة إلى جانبكم".
اوساط رسمية لفتت الى ان اورتاغوس لم تطرح ملف التطبيع ببن لبنان واسرائيل مع أي من المسؤولين اللبنانيين، وانها تجنّبت إثارة أي ملفات حساسة لإدراكها انّ الوضع اللبناني لا يحتملها في هذه المرحلة او حتى في مراحل
اخرى. كذلك فهي لم تقدّم أي التزام قاطع بممارسة أي ضغوط على إسرائيل سواء حول وقف الاعتداءات الاسرائيلية، او الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها، وهذا يعني انّ الوضع باقٍ على مراوحته السلبية في دائرة التوتر لمدى زمني مفتوح، علماً انّ جهوداً تُبذل على اكثر من خط خارجي لإعادة إحياء اجتماعات لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار".
حكوميا، كشف رئيس الحكومة نواف سلام انه سيزور دمشق "قريباً" على رأس وفد وزاري وأمني" للقاء الرئيس احمد الشرع والبحث معه في كل الملفات العالقة والمطروحة ومتابعة لقاء جدة بين وزيري الدفاع في
البلدين حيث تولي السعودية عناية خاصة لتطوير العلاقة بينهما".
اضاف انه "اتصل بالشرع خلال عطلة عيد الفطر وهنأه بتشكيل الحكومة الجديدة وكان الاتصال جيداً ويمكن البناء عليه وفتح صفحة جديدة مع دمشق".
ويعاود مجلس الوزراء اليوم استكمال مناقشة مشروع إصلاح المصارف وسط تقديرات بإقراره بعد إدخال بعض التعديلات على نصّه الأساسي.