Advertisement

لبنان

تجارب سابقة... نزع السلاح لن يكون نهاية "حزب الله"

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
10-04-2025 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1345293-638798718971948931.jpg
Doc-P-1345293-638798718971948931.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تُمارس الولايات المتّحدة الأميركيّة والحكومة الإسرائيليّة الضغوط على لبنان، من أجل نزع سلاح "حزب الله" في مقابل إنسحاب الجيش الإسرائيليّ من الجنوب بشكل كامل وترسيم الحدود البريّة. وقد اتُّخِذَ القرار في واشنطن بإنهاء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، عبر التخلّص من تهديد "الحزب" و"حماس" والحوثيين والفصائل العراقيّة المُوالية لطهران، إضافة إلى دفع النظام الإيرانيّ إلى توقيع إتّفاق نوويّ جديدٍ في مُهلة زمنيّة قصيرة، وسط التلويح بتوجيه ضربات غير مسبوقة ضدّ المنشآت الإيرانيّة.
Advertisement
 
وقد أعلن رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون أنّ موضوع السلاح سيتمّ حلّه بالحوار فقط وأنّ هذا الأمر شأن لبنانيّ، لتلافي الخيار العسكريّ الإسرائيليّ – الأميركيّ على البلاد، وكسب بعض الوقت. ولكن هناك خشية كبيرة في الشارع الشيعيّ وشعورٌ بالهزيمة والخوف، إنّ تمّ نزع سلاح "حزب الله"، فالأخطار والتهديدات الإسرائيليّة لا تزال قائمة، وليس هناك من ضمانات من أنّ تل أبيب ستحترم سيادة لبنان ولن تعتدي على مواطنيه وعلى القرى الجنوبيّة بشكلٍ خاص.
 
غير أنّ هناك تجربة لبنانيّة سابقة تتعلّق بالتخلّي عن السلاح، وتتمثّل بانتقال المسيحيين إلى الدولة مقابل إنهاء المليشيات المسلّحة المسيحيّة. وصحيحٌ أنّ الأحزاب المسيحيّة عانت في زمن الحكم السوريّ للبنان، لكنّها ناضلت سياسيّاً وصولاً إلى انسحاب الجيش السوريّ من البلاد. وإذا أُخِذَت "القوّات اللبنانيّة" أو "الكتائب اللبنانية" كمثال على فريقين انتقلا من المُقاومة إلى الدولة، فإنّ هذه التجربة تُعتبر جيّدة جدّاً وناجحة.
 
ومن الجدير بالذكر أنّ "حزب الله" بسلاحه أو من دونه يُشكّل قوّة سياسيّة مهمّة في مجلس النواب والحكومة، فاستطاع أنّ يفرض الكثير من المُعادلات في الحياة السياسيّة، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهوريّة وصولاً إلى تشكيل الحكومات. ويستعدّ "الحزب" لخوض الإنتخابات النيابيّة وسط الترجيحات بأنّ يُحافظ على عدد نواب كتلته، إنّ نجح بالتحالف مع أصدقائه السابقين.
 
وسيقوم جمهور "الحزب" بالتصويت لمرشّحيه انطلاقاً من التمسّك بمبدأ "المُقاومة"، أكانت عسكريّة أمّ سياسيّة، ما يعني أنّ "حزب الله" سيستمرّ عبر مشروعه السياسيّ، ولن يكون نزع سلاحه أبداً هزيمة أو نهاية له، وهذا ما بدا واضحاً جدّاً بعد "اتّفاق الطائف"، وتخلّي أكثر من فريقٍ عن سلاحه لدخول الحياة السياسيّة، فالمسيحيّون لا يزالون يُصوّتون لأحزابهم ليس فقط بسبب شعاراتهم أو طروحاتهم السياسيّة، وإنّما لإكمال النهج الذي بدأ في زمن المُقاومة ولا يزال مستمرّاً في وقت السلم عبر تشريع القوانين والمُشاركة في الحكومات.
 
وبحسب الكثيرين، يجب على "حزب الله" أنّ يتعلّم من التجارب السابقة التي مرّت بها بعض الأحزاب، والإتّكال على الدولة والجيش لحماية جميع اللبنانيين من أيّ مخاطر. فلبنان لا يستطيع تحمّل حربٍ جديدة إنّ تمسّك "الحزب" بسلاحه ورفض تسليمه للقوى العسكريّة الشرعيّة، فهناك مشروعٌ في المنطقة يتخطّى قدرة البلاد على الوقوف بوجهه، وخصوصاً وأنّ إيران اختارت التخلّي عن الحوثيين لحماية مصالحها وأمنها، وطلبت من الفصائل العراقيّة المُوالية لها ترك السلاح أيضاً.
 
ومع تبدلّ السياسة الإيرانيّة بسبب تهديدها بالخيار العسكريّ، قد لا يجدّ "حزب الله" خياراً أمامه سوى مُجاراة ما يحصل في المنطقة، إنّ تركته إيران وحيداً في مُواجهة المشروع الأميركيّ – الإسرائيليّ، وتوصّلت إلى اتّفاق نوويّ جديدٍ مع واشنطن ورُفِعَت العقوبات الغربيّة عنها.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Korban