نشر موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي تقريراً جديداً تحدّث فيه عن مسألة "نزع سلاح حزب الله" في لبنان وعمّا إذا كان هذا الأمر سهل التحقق أم لا.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه وسط ضغوط محلية وإقليمية على حزب الله، تتزايد التكهنات حول استعداد
الجماعة لنزع سلاحها، ويعكس هذا التحول في
جنوب لبنان قوى جيوسياسية أوسع نطاقاً مؤثرة.
وأضاف: "لعقود، ظل حزب الله أحد أقوى الجهات الفاعلة غير
الحكومية وأكثرها إثارة للجدل في
الشرق الأوسط. الجماعة المدعومة من
إيران جزء لا يتجزأ من النسيج السياسي اللبناني، ومسلحة بقدرات عسكرية تنافس بعض الجيوش الوطنية. بدت فكرة اختيار حزب الله نزع سلاحه مستحيلة في السابق، لكن التطورات الأخيرة أثارت تكهنات باقتراب هذه اللحظة".
وأكمل: "ثارت
وسائل الإعلام في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر بشائعات حول احتمال نزع سلاح حزب الله. ويوم الأربعاء، نقلت
وكالة رويترز عن مسؤول في حزب الله لم تكشف هويته قوله إن الحزب مستعد لمناقشة أسلحته مع الرئيس اللبناني
جوزاف عون إذا انسحبت
إسرائيل من لبنان. ويأتي هذا التقرير بعد أيام من تأكيد الرئيس اللبناني جوزيف عون دعوته لحزب الله إلى نزع سلاحه كجزء من عملية التواصل والحوار مع الجماعة. ورغم أن التأكيد الرسمي لنزع السلاح لا يزال بعيد المنال، فإن هذا الاقتراح وحده يشكل تحولاً تاريخياً".
مقابل كل ذلك، يرى خبراء أنَّ الحديث عن نزع سلاح "حزب الله" هو مُجرد دخان أكثر من أن يكون ناراً. وفي السياق، قال بواز شابيرا، الباحث في
معهد "ألما" للدراسات الاستراتيجية
في إسرائيل: "لا أعتقد أن أي طرف سينزع سلاحه. لن يتخلى حزب الله أو إيران عن أسلحة حزب الله بأي شكل من الأشكال... إنه جزء من لعبة الشطرنج
الإيرانية وتكتيكاتها التفاوضية - إيهام الناس بأنهم يريدون
السلام، ثم
القول لم نقصد ذلك حقاً".
وأعرب شابيرا عن شكوكه بشأن مزاعم
الجيش اللبناني بتدمير مخازن أسلحة لحزب الله. وقال: "لم تكن هناك صور. هل هي كذبة؟ هل يحاولون حفظ ماء
الوجه؟".
ويُسهم دور إيران في تسليح حزب الله بتعزيز تشكيك شابيرا في إمكانية نزع سلاحه، وقال: "هذا ليس تسليماً لسلاح حزب الله. إنه مشروعٌ إيرانيٌّ عمره 40 عاماً، وليس مشروعاً لبنانياً أو شيعياً فحسب. الإيرانيون لن يتخلوا عن مشروعهم طواعيةً، حتى مع الضغط الأميركي".
وبحسب شابيرا، فإنه "على الرغم من الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بحزب الله في الأشهر الأخيرة، لا يزالُ الأخير مسلحاً ونشطاً"، ويضيف: "يزعم الجيش
الإسرائيلي أنه دمر 80% من صواريخ وقذائف حزب الله، لكن هذا يعني بقاء عشرات الآلاف منها".
ويقولُ التقرير إنه "بغض النظر عن البنية التحتية
العسكرية والأسلحة التي لا تزال في أيدي حزب الله، يبدو أن الجماعة تفقد سيطرتها على جنوب لبنان"، وأردف: "جنوب لبنان منهك.. إيران منهكة، وحتى أكثر
أنصار حزب الله ولاءً بدأوا يتساءلون عن التكلفة".