طوني فرنجية: الإنتخابات البلدية فرصة لإعادة تكوين سلطة محلية فاعلة

أكّد النائب طوني فرنجيه أنّ "الفرصة اليوم مؤاتية للإنتقال إلى العمل الإنمائي" ، داعياً إلى "استعادة دور السلطات المحلية وإعادة تكوينها عبر إجراء الإنتخابات البلدية المقبلة".

وفي خلال ندوة حوارية أقامها "تيار المرده" تحت عنوان "كلنا للإنماء"، أشار فرنجيه إلى أن "الحرمان يطال جميع المناطق في ظل غياب الدولة وتفككها، فضلا عن الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي"، مشدداً على أن "العين يجب أن تكون على ما لم تقم به السلطات السابقة، وليس فقط على ما قامت به" .

وأشار فرنجيه إلى أنّ " تزامن هذه الندوة الحواريّة المخصصة للإنماء مع الذكرى الخمسين للحرب الأهلية يبدو لافتاً، لذلك نقول اليوم إن الفرصة سانحة للإنتقال من خطاب الحرب إلى خطاب البناء والعمل الإنمائي".

ودعا فرنجيه إلى "انتهاج مسار صحيح خلال العهد الجديد، وتنفيذ ما لم يُنفّذ، قائلاً: "مع اقتراب الانتخابات البلدية، علينا التفكير بحكمة، واستثمار الطاقات لبناء الداخل من خلال سلطات محلية فاعلة".

واسترجع النائب فرنجيه مقولة جده الشهيد طوني فرنجيه "الأشخاص زائلون أما لبنان فَباقٍ، قائلا: "علينا أن نفكّر في مناطقنا ومصالحنا وصفحة جديدة ستُفتح مع الانتخابات البلدية المقبلة، فلتكن رؤيتنا واضحة ولنبدأ من البلدية".

وفي ختام كلمته، وجّه فرنجيه الشكر للمتحدّثين الذين شاركوا في الجلسات الحوارية كما لكل الحضور.

حضر الندوة: وزير الإعلام السابق زياد المكاري، النائب السابق إسطفان الدويهي، روبير مكاري ممثلاً النائب السابق جواد بولس، الخورأسقف اسطفان فرنجيه ممثلا المطران جوزيف نفاع، المدير العام للشؤون العقارية والمدير العام للمالية بالتكليف جورج معراوي، رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، عبدالله بو عبدااله ممثلاً "التيار الوطنيّ الحرّ"، الدكتور أنطوان إسطفان الدويهي، شهيد نكد ممثلاً "حركة أسس"، نقيبة المحامين في طرابلس والشمال سابقا ماري تريز القوال والسيدة لين زيدان فرنجيه، بالاضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير من قضاء زغرتا.

افتتحت الندوة بالنشيدين الوطني ونشيد "المرده"، قدَمتها وأدارتها الإعلامية جاسنت عنتر، وتحدث في جلستها الأولى كلّ من وزير الطاقة والمياه السابق الدكتور ريمون غجر، المدير العام لوزارة البيئة الدكتور بيرج هتجيان، والمتخصص في حقل المعلوماتية فادي ضو.

أما الجلسة الثانية، فتحدث فيها رئيس بلدية زغرتا - إهدن بولس الغزال معوض، مديرة الإنماء السياحي في وزارة السياحة سابقاً منى حداد فارس والمهندسة المتخصصة في التنظيم المدني سيلفيا يمين.

تضمنت الندوة جلستين حواريتين، الأولى حملت عنوان: "أزمة النفايات والمناطق الاقتصادية والتكنولوجية الحرة.. بين الحوكمة والإدارة". والثانية حملت عنوان "البلديات.. بين التنظيم والإصلاح والعقبات".

والقى الوزير السابق غجر أن "وزارة الطاقة ليست معنية بشكل مباشر بملف النفايات، إلا أن تأثير النفايات على المياه والطاقة في لبنان لا يمكن تجاهله".

وأوضح أن "النفايات الصلبة التي تُرمى في الأنهار تؤثر على كفاءة المعامل التي تعمل بالطاقة الكهرمائية، مما يدفع إلى استخدام محطات تحلية المياه بشكل أكبر" .

وأشار إلى أن "بعض الأنهار في لبنان، مثل نهر أبو علي ونهر البارد، تتعرض لآثار سلبية من النفايات التي تُرمى فيها، إذ يتم رمي لحوم من قبل المسالخ في الأنهار".

وأضاف أن "السدود تمتلئ بالنفايات، مما يؤثر على نوعية المياه ويؤدي إلى تغييرات كيميائية قد تضر بالتوربينات في محطات الطاقة، مما يؤدي إلى تهالكها".

وتحدث غجر عن "الجهود التي بُذلت في لبنان لدراسة الأماكن المناسبة لتوليد الطاقة الكهرمائية، حيث توجد عدة معامل كهرمائية على بعض الأنهار مثل نهر أبو علي الذي يحتوي على أربعة معامل، ونهر البارد الذي يحتوي على معملين، إضافة إلى ثلاثة معامل في نهر إبراهيم وثلاثة أخرى في نهر الليطاني". كما ذكر أن "معملًا واحدًا يعمل في نهر الجوز تحت ملكية شركة التربة". وأكد أنه "من الضروري تجديد التوربينات في هذه المعامل، وأن هناك دراسة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لتحديد إمكانية تطوير هذه المعامل وإنشاء معامل جديدة".

وفي ما يتعلق بتكنولوجيا الطاقة المتجددة، أشار غجر إلى أن "الأسعار كانت مرتفعة للغاية في السابق، ولكن في أقل من عشر سنوات انخفضت تكلفة الطاقة المتجددة بشكل كبير، حيث انخفضت تكلفة الواط من دولار واحد إلى عشرة سنتات. وأكد أن هذه التطورات تجعل من الممكن توليد الطاقة من المعامل وتوزيعها على المنازل، كما أصبح من الممكن إنتاج الطاقة في المنازل باستخدام تقنيات جديدة".

وقال: "إذا كانت الطاقة المتجددة تحت سيطرة لبنان، فإننا نملك الفرصة لجذب الاستثمارات من جميع أنحاء العالم"، مشيرًا إلى أن "معظم اللبنانيين أصبحوا قادرين على إنتاج الطاقة في منازلهم. وفي حال تم تشغيل المعامل الموجودة بشكل جيد وبتنظيم أفضل، فإن لبنان سيكون قادرًا على توزيع الكهرباء بأسعار مناسبة".

وأكد الدكتور هتجيان، أن "ملف النفايات في لبنان ليس قضية معقدة بل هو أمر غاية في البساطة ويحتاج إلى إرادة وتعاون فعّال بين المواطنين والمسؤولين".

وأشار إلى أن قطاع النفايات يعاني من هدر الأموال، مشدداً على أن "حجم الإنفاق فيه قريب جداً من القطاع الحيوي للطاقة في لبنان، مما يستدعي تنظيمًا وإعادة هيكلة عاجلة".

وأوضح أن "النفايات، التي تتواجد في كل مكان، يمكن التعامل معها من خلال "مبادئ أساسية تحكمها". وأضاف أن مبدأ "من التراب إلى التراب" – الذي يعتبر أحد المبادئ المسيحية – يتيح الفرصة للاستفادة من النفايات في مجال التشجير، ما يسهم في تحسين الوضع البيئي".

وتطرق هتجيان إلى "صعوبة معالجة بعض النفايات، مثل عوادم السجائر ومبيدات الحشرات، التي يصعب معالجتها نظرًا لقلة الكميات التي تحتوي عليها". وأضاف أنه "يمكن التعامل مع هذه العوادم عن طريق الحرق، ولكن الكميات المحدودة لا تكفي لتشغيل المعامل بشكل فعال".

وفي سياق آخر، أكد هتجيان على "أهمية محمية إهدن، التي تم تأسيسها خلال فترة رئاسة الرئيس سليمان فرنجيه"، داعيًا إلى "ضرورة الاهتمام بالشأن البيئي في لبنان". كما أشار إلى أن "لا شجرة من دون ماء"، محذرًا من أن "تحويل لبنان إلى صحراء سيؤدي إلى جفاف السدود والأنهار، ما سيؤثر سلبًا على قدرة البلاد على توليد الطاقة المتجددة".

ختامًا، شدد هتجيان على أن "التغيير يبدأ من داخل المجتمع المحلي، حيث يمكن لكل بلدية أن تلعب دورًا أساسيًا في تحسين الواقع البيئي من خلال التوعية وإعادة هيكلة وإدارة النفايات".

وشدّد المتخصص في حقل المعلوماتية فادي ضو، على" أهمية استثمار لبنان في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي"، معتبراً أن "الظرف الراهن يشكل فرصة ذهبية لإنشاء مناطق صناعية تكنولوجية قادرة على خلق فرص عمل وتحقيق اكتفاء ذاتي، فضلاً عن جذب الاستثمارات العالمية".

وقال ضو: “التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يتقدمان بسرعة، وهناك فرصة حقيقية للبنان للدخول في عالم الـHigh Tech. في ظل خروج عدد كبير من الشركات العالمية من الصين نتيجة فرض الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة، يمكن للبنان أن يتحول إلى بديل جذاب".

وأضاف ضو: "نمتلك اليوم نماذج عدة قابلة للتطبيق، وآلاف الأمتار التي تتيح تنفيذ مشاريع تكنولوجية حديثة، يمكننا من خلالها إنتاج منتوجات قابلة للتصدير ليس فقط إلى أميركا، بل إلى الصين واليابان أيضاً".

وكشف ضو عن مشروع وورشة عمل يتم التحضير لها، تهدف إلى تصدير منتوجات قائمة على الذكاء الاصطناعي إلى الخارج، قائلاً: "هذه المبادرات قادرة على خلق فرص عمل حقيقية، وقد تساهم في عودة الشباب اللبناني المهاجر للمشاركة في هذه المشاريع الرائدة".

وأشار إلى أن "تكلفة الطاقة في هذا النوع من المشاريع منخفضة جداً، ويمكن الوصول إليها عبر إدارة صحيحة وشفافة، موضحاً أن "في الصين، تُدفع كلفة الطاقة للشركات من قبل الدولة، أما في لبنان فلا قدرة للدولة على دعم الشركات الخاصة، وهذا أصلاً يجب ألا يكون هو النموذج المعتمد".

وختم ضو داعياً إلى "التحرك السريع لإنشاء مناطق صناعية تكنولوجية، فهذه المناطق يمكن اعتبارها ضرورة ملحة".

فارس

ورأت مديرة الإنماء السياحي السابقة في وزارة السياحة منى حداد فارس أن "السياحة البيئية في لبنان تحتاج إلى نقلة نوعية في التفكير، تتجاوز مجرد زيارة المواقع الطبيعية إلى نمط حياة متكامل يراعي البيئة والتراث والثقافة".

وقالت فارس: "السياحة البيئية ليست أن نزور الشجرة أو نتفرج على الوردة، بل هي نمط تفكير مختلف، يقوم على التكامل بين طريقة الحياة والواقع المعاش، وعلى ترشيد استخدام المياه والطاقة".

وتحدثت عن غنى منطقة زغرتا، معتبرة أن "ما أعطته الطبيعة لزغرتا جعل من ثقافتها مثمرة، وتراثها ينتقل من جيل إلى جيل"، وأضافت: "كل شيء في زغرتا ينم عن ثقافة وحيوية، والسائح يأتي إليها ليرى أسلوب العيش اليومي، لا مجرد الأماكن".

كما تناولت التحديات على مستوى بناء علاقة المواطن بوطنه، قائلة: “لدينا مشكلة في بناء هذه العلاقة، وهي مسألة تتسبب بمشاكل شتى في لبنان، وتؤثر حتى على قطاعات كالسياحة”.

وأثنت فارس على "دور المرده في دعم الكوادر الشبابية"، مشيرة إلى أن "كل الشباب في هذا الإطار بعيدون عن الطائفية والتقسيم، وهو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وختمت حديثها بالتأكيد على أن "السياحة هي أولاً استقبال، ونحن في لبنان نجيد صناعة الحلم والحنين، وعلينا استثمار ما لدينا من مقومات حقيقية".

معوض

وشدد رئيس بلدية زغرتا - إهدن بولس الغزال معوض على أن "البلدية تعاني من نقص حاد في التمويل والموارد البشرية، ما يعيق تنفيذ مشاريع تنموية ضرورية للمنطقة، رغم وجود خطط واضحة وجاهزة للتنفيذ" .

وقال معوض: "البلدية لا تحصل على التمويل الكافي من الدولة، وهو أمر غير عادل ويعيق قدرتنا على تنفيذ المشاريع".

وأضاف: "بلدية زغرتا تفتقر إلى العناصر الأساسية التي تمكّنها من النهوض، ونحن بحاجة إلى جميع الاختصاصات داخل البلدية، من تخطيط وهندسة إلى إدارة وتنمية محلية".

وتوقف عند أهمية وضع خطط محددة زمنياً، قائلاً: "القدرة على النجاح في الإنماء ترتبط بوجود خطط واضحة ذات مهل زمنية مدروسة، وليس فقط بالنوايا الحسنة".

وفي ما يخص المشاريع المستقبلية، شدد معوض على أهمية الطاقة الشمسية قائلاً: "إنشاء طاقة شمسية مشتركة في زغرتا يتطلب موازنة ضخمة وأساسية. ولدينا خطط في هذا الإطار، لكنها تحتاج إلى تمويل فعلي لتتحقق".

وختم بالإشارة إلى ملف السلامة المرورية، معتبراً أنه "من أولويات البلدية، لكنه أيضاً مرتبط بمصادر تمويل غائبة حتى الآن، رغم توفر الرؤية والخطط التنفيذية".

يمين

وأكدت المتخصصة في التنظيم المدني سيلفيا يمين أن "منطقة زغرتا تمتلك كل المقومات لتكون نموذجاً رائداً للسياحة المستدامة في لبنان"، داعية إلى "اعتماد خطة سياحية مبتكرة تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق تنمية مستدامة مبنية على رؤية مدروسة وشاملة".

وقالت يمين: "زغرتا تتميز بموقع مثالي وأنواع متعددة من السياحة يمكن تفعيلها، لكننا بحاجة إلى خطة واضحة ومبتكرة لتحفيز هذا القطاع".

وشددت على أن "اللامركزية الإدارية ضرورة حيوية لحل الكثير من الأزمات المحلية وردّ الثقة إلى البلديات"، مشيرة إلى أن "البلدية يجب أن تتمتع بالصلاحية لاتخاذ قراراتها انطلاقاً من حاجات أبنائها، ما يسمح بتنفيذ مشاريع تنموية تتناسب مع خصوصيات كل منطقة".

وتحدثت عن "أهمية اللامركزية من ناحية تمكين المواطنين، قائلة: "اللامركزية تعطي لكل فرد في المجتمع حقه في التطور الثقافي والاقتصادي، وتُعيد الاعتبار للسلطات المحلية".

كما دعت إلى "تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واستثمار أراضي الوقف لصالح البلديات"، مؤكدة أن "هذه الموارد قادرة على دعم مشاريع إنمائية ضخمة إذا ما استُثمرت بالشكل الصحيح".

وأضافت: "ما نحتاج إليه هو المبادرة والإدارة الواعية، فامتلاكنا للخطة وحده لا يكفي، بل يجب أن نملك الإرادة الحقيقية للتنفيذ".

وختمت يمين: "قناعتنا أن مدينتنا، وقضاءنا زغرتا، يستحق تخطيطاً مدروساً للمستقبل، لا مشاريع مؤقتة. علينا أن نؤمن بأن التنمية تعكس هويتنا، وهذا لا يتحقق إلا من خلال رؤية مشتركة بين جميع الفئات".

مقالات لبنان24

رادار لبنان24

صحافة أجنبية

ضيوف لبنان 24

صحة

فنون ومشاهير

رياضة

منوعات

تكنولوجيا وعلوم

المرأة

فيديو

أفراح ومناسبات

تعازي ووفيات

حالة الطقس

حركة السير

إستفتاء

لبنان

طوني فرنجية: الإنتخابات البلدية فرصة لإعادة تكوين سلطة محلية فاعلة

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني