Advertisement

لبنان

أميركا لإيران في عُمان: إمّا القبول بتعديل عقيدة النظام أو مواجهة الانهيار

Lebanon 24
13-04-2025 | 22:37
A-
A+
Doc-P-1347008-638802059774572324.JPG
Doc-P-1347008-638802059774572324.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت راغدة درغام في" النهار": انعقدت المحادثات المهمة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والجمهورية الإسلامية الإيرانية في عُمان، وهي الأولى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
Advertisement
ملامح المباحثات، أمباشرة كانت أم غير مباشرة، تفيد بأن رجال النظام في إيران يتخبّطون وهم يحاولون شراء الوقت وإنقاذ ماء الوجه وإيجاد صيغ الهروب إلى الأمام. واقع الأمر، أن أركان النظام يدركون تماماً جديّة الرئيس ترامب في إنذاره كما في استعداده لتوجيه ضربة عسكرية موجِعة للمنشآت النووية التي تمثّل ساقاً أساسية في عقيدة النظام. يدركون، وإن كانوا لا يقرّون حقاً، أن الساق الأساس الأخرى في عقيدة النظام قد بُتِرَت. يعرفون، دون أن يعترفوا فعلاً، أن حالة ساقيّ النظام باتت متزعزعة ومتهالكة، فيما يرتجفون خوفاً حتى وهم يكابرون ويتعالون ويهددون بالهلاك لإسرائيل لعل ذلك يردع ترامب، بحسب تفكيرهم.
 
يتصوّر رجال طهران، أو أنهم يسوّقون هذا التصوّر للاستهلاك الداخلي والإقليمي، أن إدارة ترامب مستعدّة للاستغناء عن إصرارها على تغيير إيران سلوكها الإقليمي مقابل انفتاح طهران على تنازلات في شأن برنامجها النووي. بصراحة، هذا هراء. بصدق، الأفضل للحكومة الإيرانية أن تُحسن قراءة ما في ذهن الرئيس الأميركي إذا كانت تريد البقاء في السلطة، ليس لأن دونالد ترامب مهتم بالإطاحة بالنظام فهو لا يفكّر من منظور تغيير النظام، بل لأن دفن الرؤوس في الرمال ليس في مصلحة إيران ولا لصالح شعبها العريق.
 
وللتذكير، إن الرئيس الأميركي الذي أطاح بتفاهمات الرئيس الأسبق باراك أوباما مع النظام في طهران راضخاً لشرط استبعاد السلوك الإقليمي ودعم الميليشيات والوكلاء عن حديث الاتفاقية النووية، هذا الرئيس هو جو بايدن وليس دونالد ترامب. للتذكير، إن إدارة بايدن هي التي مكّنت إسرائيل من تنفيذ عملياتها الساحقة ضد "حزب الله" في لبنان كما ضد "حماس" في غزة، بسلاح متفوق وباستخبارات دقيقة وبتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وبنصائح القيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط التي باتت إسرائيل أخيراً تحت جناحها.
 
الرئيس دونالد ترامب استفاد مما قام به سلفه الرئيس جو بايدن لناحية شلّ وبتر ذراع إيران الأساسية أي "حزب الله" في لبنان. في سوريا، حيث تم دفن مشروع "الهلال الفارسي" بهرولة الحرس الثوري الإيراني هرباً بعد سقوط نظام بشار الأسد، ارتأى دونالد ترامب أن هذا إنجاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نال إعجاب الرئيس الأميركي ودعمه. في العراق، يبحث فريق ترامب في وسائل قطع الطريق على استغلال إيران لموارد العراق للتهرب من العقوبات، كما يبحث في سبل احتواء الحشد الشعبي التابع لإيران عبر تطويقه وليس عبر استهدافه عسكرياً. هذا فيما يمضي الرئيس ترامب في استكمال العمليات العسكرية في اليمن للقضاء على الحوثي وقياداته هناك.
مباحثات الفرصة الأخيرة في عُمان قد لا تظهر نتائجها بصورة فورية سيّما إذا نجحت طهران في السيطرة على نفسها أمام نبرة الإملاء والإنذار الأميركية. قد تعضّ طهران على أصبعها لأنّ لشراء الوقت أولوية. إنّما في نهاية المطاف، لن تتمكن إيران من إبقاء باب الديبلوماسية والحوار مفتوحاً.
 
في نهاية المطاف، وعاجلاً، على رجال الحكم في طهران أن يقرروا ما هي سبل الحفاظ على استمرارية النظام علماً أنّ بقاء النظام هو الأولوية القاطعة لهم حتى لو كان على حساب بقاء إيران. عليهم أن يقرروا إن كان تعديل العقيدة بالساق النووية وساق الوكلاء هو الضمان لبقاء النظام. أو إن كان استمرار النظام بعقيدته القرار الأخير حتى وإن كان ذلك، عملياً، يعني تدمير النظام.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك