Advertisement

لبنان

ملتقى التأثير المدني عقد لقاءه الثالث عشر من "الحوارات الصباحية"

Lebanon 24
16-04-2025 | 04:57
A-
A+
Doc-P-1348147-638804016463513587.jpg
Doc-P-1348147-638804016463513587.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

تابع "ملتقى التأثير المدني" قبل ظهر اليوم مسار "الحوارات الصباحيَّة" الشهريَّة بانعقاد اللّقاء الثالث عشر في فندق جفينور – روتانا الحمرا تحت عنوان "دولة المواطنة والذاكرة اللّبنانيّة المشتركة: الإشراقات والإخفاقات". وحضره  نخبة من الشّخصيّات الأكاديميّة، والإداريّة، والقانونيّة، والدّستوريّة، والثقافيّة، والفكريّة، والقضاة، والضباط المتقاعدين، والإعلاميّات والإعلاميّين، وناشطاتٍ وناشطين في المجتمع المدني ورئيس وأعضاء الهيئة الإداريّة والمدير التّنفيذي للملتقى.
Advertisement

وقائع اللّقاء
في بداية اللّقاء الذي قدّمت له الإعلاميّة أوغيت سلامة، ونقل مباشرة على منصّات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بالملتقى، كان النشيد الوطني اللّبناني، وبعده وثائقي تعريفي عن "ملتقى التأثير المدني"، ومن ثمَّ وثائقي إستعراضي للِّقاء الثاني عشر الذي عقد تحت عنوان: "لبنان ودولة المواطنة: ديبلوماسيّة الأمن القومي والحياد الإيجابي".

كلمة جبرايل
بعدها كانت كلمةّ عضو مجلس ادارة "ملتقى التأثير المدني" المهندس إيلي جبرايل الذي رحب بالحضور وقال: "منذ أيّامٍ ثلاثة استذكرنا خمسون عامًا على حرب لبنان، وكم نحتاج استِخلاص العِبر من هذه الذكرى، إذ تكفينا حروبٌ، وبتنا نحتاج الاستِقرار الذي يعيد إلى إنسان لبنان كرامته، وللدولة اللّبنانيّة هيبتها وسيادتها، وللدّستور سلطته الأخلاقيّة والقانونيّة. لبنان معنيٌّ ببناء دولة المواطنة السيّدة الحرَّة العادلة المستقِلَّة، وها نحن أمام معالم مرحلةٍ جديدة لا بُدَّ من أن نستعيد فيها في لبنان اختبار وطننا التّاريخيّ في الحريَّة، والتنوُّع، والدّيموقراطيَّة، والعدالة، والمواطنة، والحوكمة الرشيدة، والعيش المشترك، والسِّيادة النَّاجِزَة، والسّياسات العامّة ضمن منظومة استراتيجيّة أمن قومي ووطني مُتكاملة".
ودعا جبرايل الى التفكير "بالعمق حول مسارات القِيَم المشتركة والمصالح المشتركة التي يجتمع حولها اللّبنانيّات واللّبنانيّون، من مقيمين ومغتربين، يجتمعون معًا ليثبّتوا خياراتهم في العَوْدة إلى الدّستور والدّولة دون شراكة أو إشراك، دون تمييع أو التواء، دون تذاكي أو التباس، وهذا يقتضي تنقيةً للذاكرة على قاعدة مصارحة ومصالحة حقيقيّة نفهم فيها أنّ الاختلاف غنًى".
وانتهى جبرايل الى القول:"الذّاكرة اللّبنانيّة المشتركة تعالوا نبنيها معًا بوعي المصلحة الوطنيّة العليا، فنُعيد للبنان الرّسالة دوره الحضاريّ بين الأمم. هذا عهدٌ علينا ووعد".

كلمة راشد
ثمَّ تحدث ميسّر الحوار الاعلامي جورج راشد فطرح مجموعة من الاسئلة ومنها: "ما هي المُواطنة؟ هل هي مسؤوليّةُ المُواطنِ في المشاركةِ بدورٍ ما في الشؤونِ العامةِ؟ هل نستطيعُ أن نُطبِّقَ هذا المفهومَ في مُجْتَمعِنا الذي ما زالت ولاءاتُهُ مُوَزَّعَةً بين الطائفةِ والمنطقةِ والمدينةِ والقريةِ والعَشيرةِ والعائلةِ؟ ولماذا ما زِلنا بعيدينَ كُلَّ البُعدِ عن مفهومِ المُواطنيةِ التي تُكرِّسُ مفهومَ الانتماءِ للدولةِ؟ وعلامَ يقومُ النظامُ اللبنانيُّ؟ هل هو نِظامُ مُواطِنيةٍ، يقومُ على مبدأِ الحقِّ الطبيعيِّ، والعَقدِ الاجتماعيِّ والرابطةِ الوجوديةِ أمْ هو، بالأحرى نظامٌ طائفيٌّ؟ وهل إقتنعَ اللبنانيونَ بنهائيةِ الكِيانِ اللبناني بِحدودِه الجغرافيةِ الحاليةِ أم هناكَ حنينٌ إلى المُتصرفية والإنتدابِ والوصاية؟ ماذا بقيَ اليومَ من قِيَمِ الوحدةِ الوطنيةِ التي تجلَّتْ في معركةِ الاستقلالِ لِعام 1943"؟

وقال: "رغمَ كلِّ المخططاتِ والمشاريعِ الخارجيةِ التي استهدفتِ اسقاطَ لبنانَ وازالتِهِ، اسْتَطعنا مواجهَتَها بمناعةٍ استثنائيةٍ، حيث ابتدعَ اللبنانيونَ نظاماً سياسياً خاصاَ تَتجلّى ديموقراطيتُهُ بنظامِه التَمثيلي، لبنانُ هو البلدُ العربيُ الوحيدُ الذي لا ينصُّ دُستورُه على دينٍ معينٍ للدولةِ، وهذا سرّ تمسُّكِ لُبنانييه، مسيحيين ومسلمين به".

وأجرى راشد مقارنة بين أهمِّ إشراقاتِ لبنان والإخفاقاتُ والسَلبِيات العديدة، معتبرًا أنّ "الطائفيةَ زَعْزَعتِ التاريخَ السياسيَّ للبنانَ وهَدَّدَت وِحدَتَهُ. واعطى مثلا على ذلك عندما سأل لبناني مُنظِّراً أميركياً عن سبب قيامِ الحروبِ على أرضِ لبنانَ، أجابه "أنَّ الزلزالَ لا يُصيبُ إلا الأرضَ المُتَصدِّعةَ". وانتهى إلى القول "أنَّ التغييرَ يبدأُ من الأُسرةِ والمدرسةِ إلى جانبِ المُجتمعِ الأهليِّ والجمعياتِ والأحزابِ. كفانا وكفى لبنانُ تخريباً وتدميراً للبُنى الوطنية وكفانا جلداً للذات في زمنِ اليُسْرِ والعُسْر".


ورقة شـيّا

وبعدها كانت ورقة عمل المتحدث في اللقاء العميد الدكتور رياض شـيّا الذي قال: "لمّا كان تاريخ لبنان بمختلف تقلباته، يشكل جزءاً لا غنى عنه في توحيد نظرة اللبنانيين الى ماضيهم ومدى تأثيره على حاضرهم، فيكون دأبنا بالتالي تجاوز الأخطاء التي وقع فيها أجدادنا وأباؤنا، وجعلتهم يفترقون و يختلفون ويتقاتلون، وإدراك اللحظات المضيئة، فأتلفوا واجتمعوا وتوافقوا وحافظوا بالتالي على وجودهم وتمكنوا من بناء كيانهم وأمّنوا استمراره".

ومن هنا أضاف شيا: "تأتي ورقتنا اليوم لتكشف ما تحمله ذاكرة اللبنانيين، في حلوها ومرّها، منذ أرسيت أسس الكيان اللبناني وصولاً الى ما أصبحنا عليه حاضراً" ومن هذا المنطلق بالذات جاءت الورقة نقدية للتاريخ اللبناني، فنتطرق الى مختلف المفاصل التاريخية التي لعبت دوراً هاماً في حياة اللبنانيين المشتركة، وكل ذلك بهدف تجنب الخيبات وعدم تكرارها، كما والاستفادة من النجاحات لاعتمادها والتشبه بها".

واعتبر من ثمّ: "تطرقت الورقة الى التاريخ اللبناني منذ أيام فخرالدين الثاني المعني الكبير، الذي يعتبر بحق أول من وضع أسس الكيان اللبناني، فبنى دولة المواطنة، وكان عهده خالياً من العلة الطائفية، فعاشوا لحظات مشرقة من تاريخهم. فالعلَّة الطائفية وتمكُّنها وترسُّخها في الكيان اللبناني، جعلتنا نتلمس تاريخها، وكيف أصبحت الى ما هي عليه من الثبات، وما أدّت اليه من حروب بين اللبنانيين. وبالاسترشاد بالمؤرخين الثقاة، أظهرنا كيف لعب الخارج، العثمانيون والأوروبيون، الدور الأكبر في زرع بذور الشقاق الطائفي وإشعال الفتن بينهم، وما أدّت اليه من تدمير لصيغة العيش الواحد، التي نعموا، وافتقدوها أيام بشير الشهابي المتحالف مع المصريين. فعرف اللبنانيون أشد الإخفاقات، حروباً طائفية جرت فيها دماء اللبنانيين بغير حساب."

واستطرد شيّا قائلًا: "تواصل التاريخ مع الانتداب الفرنسي بعيد الحرب العالمية الأولى، ومرحلة إعلان دولة لبنان الكبير 1920 والدستور اللبناني 1926، وما رافقها من انقسامات بين اللبنانيين، ليقابلها اتجاهات توحيدية قادت الى الاستقلال. ومنها الوصول الى المرحلة المضيئة في مسار الدولة، وهي المرحلة الشهابية "إذ تمكن الرئيس فؤاد شهاب من تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية ومنع وصولها الى الداخل اللبناني". لكنّ حرب العام 1967 وتطور الصراع العربي- الإسرائيلي "قادا الى سقوط التجربة الشهابية الرائدة، وتحوّل لبنان الى ساحة لذلك الصراع مع دخول المقاومة الفلسطينية الى الجنوب ما سمح لإسرائيل بممارسة اعتداءاتها على لبنان وتحقيق مطامعها".

وأضاف: "لم يعرف لبنان الاستقرار السياسي بصورة عامة منذ ذلك الوقت. وأخذ الانقسام بين اللبنانيين يشتد تحت عناوين مختلفة، حماية المقاومة الفلسطينية حيناً، والإصلاح السياسي حيناً آخر، مُفسحين بذلك الطريق أمام التدخلات الخارجية السورية والإسرائيلية ولاحقاً الإيرانية. فالتدخل السوري بلغ مداه في العام 1977 استمر قرابة ثلاثة عقود، كما وإنّ التدخل الاسرائيلي تطور الى احتلال بلغ العاصمة بيروت في العام 1982، ليعرف اللبنانيون مع الاحتلالين الحروب الأهلية التي طاولت البشر والحجر، قوّضت وحدة اللبنانيين ولم تضع تلك الحروب أوزارها إلا مع "اتفاق الطائف" عام 1989، بمساعٍ عربية ودولية، على حزمة من الإصلاحات نصّت عليها وثيقة الوفاق الوطني وترجمت بتعديلات دستورية، ليعتبر اتفاق الطائف، الذي لاقى شبه إجماعٍ بين اللبنانيين، واحداً من اللحظات المشرقة في التاريخ اللبناني. لكنّ اتفاق الطائف لم يكتب له النجاح والتطبيق الفعلي مع بقاء الاحتلال السوري واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للجنوب لغاية العام 2000، الذي تخلله ولادة حزب الله عام 1985، ليعرف لبنان النفوذ الإيراني ما قاد الى اشتداد النزاع مع إسرائيل، بما لم يعرف اللبنانيون التوافق على الاطلاق إلى يومنا هذا من ثمّ".

واعتبر شيا: "بعد هذه السردية التاريخية للإخفاقات وبعض النجاحات، عمدنا الى تحديد العوامل التي فاقمت تدمير الحياة الوطنية، علاوة على العامل الخارجي ذي الدور الأول، وكانت تتلخص ببعض العوامل السوسيولوجية والاقتصادية والدينية والتربوية والثقافية والإعلامية، التي تداخلت وتفاعلت وضغطت على حياة اللبنانيين وجعلتهم شعباً فاقداً لإرادة الوحدة والعيش المشترك، مشتتاً تحت كل سماء خارج الوطن".

وفي النتائج، ختم شيا: " إنّ الدولة الطائفية، التي هي عصب النظام اللبناني، قد فشلت في جميع المجالات المتعلقة بالشأن العام، ولا سيّما في بناء دولة المواطنة، أمّا البديل عن هذه الدولة الطائفية، كما تصورناه، فهو الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، أي دولة المواطنة المتوخاة".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك