كتب
ابراهيم بيرم في"
النهار": قبل فترة غير بعيدة، سرت في الأوساط السياسية شائعة مفادها أن المسؤول الأول عن أجهزة الأمن
الفلسطينية في رام الله اللواء ماجد فرج سيصل قريبا إلى بيروت، وبعدها مباشرة اشتعل الوضع في مخيم
عين الحلوة بين
مجموعات متشددة وأخرى من حركة "فتح" والأمن الوطني في المخيم. حينها اعتبر معارضو السلطة أن الهدف المخفي لتلك الزيارة هو إسباغ
المرجعية الرسمية الفلسطينية غطاءها على مسألة نزع
سلاح المخيمات.
وبعد الأوضاع المستجدة في
لبنان إثر سريان وقف النار، وتوجه الحكم الجديد في العاصمة
اللبنانية إلى إنفاذ قرار احتكار الدولة للسلاح، علت أصوات تطالب بمصادرة كل السلاح الفلسطيني.
وكتطبيق عملاني أول، كانت عملية الإجهاز على كل ما تبقى من المظاهر المسلحة خارج المخيمات، أي قواعد وأنفاق ومعسكرات تدريب أقيمت سابقا في أكثر من منطقة لبنانية، وكانت حصرا بيد مجموعات وفصائل تدور في فلك النظام السوري السابق.
وفي إحدى اطلالته الأخيرة، كشف
الرئيس عون أن الجيش قد تسلم 6 مواقع فلسطينية وضبط ما فيها من أسلحة ومعدات. وعلى الأثر، عقدت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني اجتماعا انتهى إلى بيان أكد أمرين:
الأول أن لبنان بات خاليا من أي سلاح فلسطيني خارج المخيمات، ما يعني أنه تخلص تماما من الوضع الذي نشأ قسرا بعد إبرام اتفاق
القاهرة.
والثاني، استكمالا لهذه الخطوة، اتخذت اللجنة قرارا يقضي ببدء نزع سلاح المخيمات، على أن يعوّض هذا الإجراء بالبحث جديا في الحقوق المدنية للاجئين.
ولاحقا، استجدت تطورات متلاحقة أوحت بتجميد هذا المسار، إذ ما لبثت سلطة رام الله أن نفت عزم اللواء فرج على زيارة بيروت، كما نفت أن يكون رئيس السلطة محمود عباس آتيا إلى بيروت.
ووفق معلومات مستقاة من مصادر فلسطينية في لبنان، فقد استوجبت تطورات تجميد الاندفاعة الرامية إلى نزع سلاح المخيمات بناء على جملة اعتبارات أبرزها:
- احتدام الصراعات الفلسطينية أخيرا، وسريان مخاوف من انفجارات كبيرة، وخصوصا بعد اتهام السلطة بتصفية مقاتلين من حركتي "
حماس" و"الجهاد" في
الضفة الغربية.
ووفق المعلومات إياها، فلقد تناهى إلى علم السلطة الفلسطينية أن المجموعات المسلحة المناوئة لها في مخيم عين
الحلوة استشعرت الخطر، فأعدت العدة للتصدي لأي إجراء ميداني يستهدفها، على غرار تجربة المواجهة في الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة بين تلك المجموعات والأخرى المحسوبة على حركة "فتح" والأمن الوطني.
وحيال هذا الوضع، وجدت سلطة رام الله نفسها ومعها السلطة في بيروت، أمام مهمة شاقة ومكلفة، فضلاً عن أن مثل هذا الوضع المتفجر من شأنه تشتيت الجهد والأنظار المركزة على موضوع أساسي هو نزع سلاح "
حزب الله "، خصوصاً أن المنادين به وجدوا أن عليهم الاستعجال في إنجاز هذه المهمة لكي لا يضيعوا فرصة سانحة.
وثمة أمر آخر دفعهم إلى قرار تأجيل المهمة، هو ترصد مسار الأوضاع في غزة ومصير حكم حركة "حماس" وسلاحها هناك، ليبنوا على الشيء مقتضاه.