قدَم قائد الجيش العماد رودولف هيكل عرضاً مفصّلاً خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء عن الوضع والإجراءات الأمنية المتّخذة، خصوصاً في الفترة بعد الترتيبات المتعلقة بوقف الأعمال العدائية التي التزمها لبنان وجيشه خلافاً لإسرائيل.
وقالت المصادر إن "هيكل أبرعَ في عرضه ووصف بدقّة كل ما يتعلّق بتطبيق القرار 1701 الذي التزم به لبنان ولا تزال
إسرائيل تخرقه كل يوم"، مشيرة إلى أنه "أصرّ خلال حديثه على تعاون القوى الموجودة على الأرض معه، كذلك السكان، مسمّياً
حزب الله وكل الأحزاب التي لها تواجد سياسي في قرى جنوب النهر".
وشدّد هيكل، بحسب المصادر على أن "الجيش اللبناني يقوم بكل مهامه وما هو مطلوب منه من دون أن يواجه أي عوائق داخلية، وبأن العائق الوحيد هو وجود إسرائيل في بعض النقاط واحتلالها لها، والخروقات التي تقوم بها وتؤدّي إلى قتل عناصر من الجيش كما حصل في منطقة
وادي العزية – صور قبلَ أيام".
ولفت هيكل إلى أن "إمكانات الجيش غير كافية، وكذلك عديده"، مؤكداً أن "الأمور في جنوب الليطاني ميسّرة، لكن هناك 2740 خرقاً إسرائيلياً، وقد سقط منذ بدء تنفيذ ترتيبات وقف إطلاق النار نحو 190 شهيداً فضلاً عن 485 جريحاً".
وتضمّن عرض هيكل الكثير من الأرقام والمواقع، حيث أكّد "إنهاء الشق المتعلق بجنوب النهر"، موضحاً أنه "لم يعد بالإمكان اجتياز خط شمال الليطاني إلى جنوب الليطاني إلا عبر المرور بحواجز الجيش اللبناني، فضلاً عن الحواجز
الداخلية ونقاط التفتيش".
أما في منطقة شمال النهر، فلفت قائد الجيش إلى أن "عناصر الجيش يدخلون حين يقتضي الأمر، وأن الجيش دخل إلى عدد من القرى وصادر ذخائر وأسلحة في مراكز غير شرعية تعود إلى قوى فلسطينية، كما دخل إلى مناطق أخرى في جدرا والبقاع".
وكتبت" الانباء الكويتية": كان الملف الأبرز الخاص بالسلاح قد وضع على طاولة
مجلس الوزراء ليضع معه حدا للاجتهادات، ويصوب الاتجاه بالتأكيد على ان قرار حصرية السلاح بيد الدولة وأجهزتها الشرعية أكثر من محسوم.
وكان لحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل للجلسة دور في حسم جدل
يحاول البعض إثارته. وقد أكد قائد الجيش على المواقف التي يعلنها دائما رئيس الجمهورية لجهة حل مسائل داخلية بالحوار ضمن البيت اللبناني، وشرح بإسهاب للاعتداءات
الإسرائيلية والخروقات التي تعرقل خطط الجيش في تنفيذ المهام المنوطة به. وبدا واضحا في مجلس الوزراء ان الاجماع قائم حول موضوع السلاح، لكن النقاش حول الآلية بعيدا من المهل الزمنية المحددة والتي يمكن أن تطول أو تقصر تبعا للظروف والمستجدات المحلية والإقليمية.
ميدانياً، سجل امس تصعيد إسرائيلي تمثل في اغتيال اثنين من عناصر وكوادر "حزب الله" أمس.
وكتبت "الشرق الاوسط": لا يزال "حزب الله" اللبناني "يعاند" في مقاربته لموضوع سحب سلاحه، في وقت تلاحق فيه إسرائيل قادته "التقنيين"، وكان آخرهم الجمعة في عملية اغتيال استهدفت أحد قادته بمنطقة الغازية قرب صيدا، كما سقط قتيل آخر في
غارة استهدفت سيارة بين رميش وعيتا الشعب في الجنوب.
وكتبت "
النهار": في استهداف هو الثاني أمس، قُتِل عنصر من الحزب عصرًا جراء استهداف سيارته بغارة من مسيرة إسرائيلية على طريق جبل المعتق بين رميش وعيتا الشعب. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية "
القضاء على عنصر من "حزب الله" باستهداف سيارته بين بلدتي رميش وعيتا الشعب جنوبي لبنان". وأفادت معلومات بأن المستهدف هو
خليل سرور.
وكان سبق ذلك استهداف مسيَّرة سيارة على أوتوستراد الغازية ومقتل شخص فيها. وأعلن المتحدث بإسم الجيش
الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن "طائرة لسلاح الجو قضت على محمد جعفر منح أسعد عبدالله احد عناصر حزب الله".
إلى ذلك أعلن الجيش، أمس ضبط كمية من الصواريخ والأسلحة في خراج بلدة عيحا مرج التوت- راشيا شرقي البلاد. وقالت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان: "بعد عمليات الرصد والمتابعة الأمنية، ضبطت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات في خراج بلدة عيحا مرج التوت- راشيا كمية من الصواريخ والأسلحة والذخائر الحربية وأجهزة التفجير".
وتابعت في البيان: "كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة كفرزبد-
البقاع 8 مواطنين لتأليفهم عصابة لتهريب وبيع الأسلحة والذخائر الحربية من الأراضي
السورية إلى الأراضي
اللبنانية، وضبطت في حوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر الحربية، بالإضافة إلى عدد من السيارات التي يستخدمونها لتنفيذ عملياتهم".
وختمت قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان بالقول: "سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".