Advertisement

لبنان

تصعيد في الجنوب.. هل هو ردّ إسرائيل على خطاب الشيخ قاسم؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
21-04-2025 | 11:30
A-
A+
Doc-P-1350017-638808264913329277.jpg
Doc-P-1350017-638808264913329277.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم تكد تمرّ ساعات على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي رفع فيه السقف إلى الحدّ الأعلى، مقارنةً بكلّ خطاباته السابقة، منذ اتفاق وقف إطلاق النار، سواء لجهة تلويحه مرّة أخرى بـ"خيارات مفتوحة" في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، أو لجهة رفضه منطق "نزع السلاح"، حتى كان الجنوب اللبناني مسرحًا ليومٍ آخر من التصعيد المكثّف، تنقّلت فيه الغارات وعمليات الاستهداف بين مختلف المناطق.
Advertisement
 
صحيح أنّ الأمر لا يشكّل "سابقة"، باعتبار أنّ الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار تكاد تكون يومية منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، وإن شهدت محطّات صعود وهبوط عدّة، كان "أخطرها" عند استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت لمرّتين متتاليتين قبل فترة، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ الاعتداءات في الفترة السابقة بقيت "موضعية" إلى حدّ بعيد، ما أعطى "كثافة" الغارات في نهاية الأسبوع بعدًا مختلفًا، بالنسبة للكثير من المراقبين.
 
ولعلّ أهمّية التصعيد الإسرائيلي أنّه جاء على وقع السجال الداخليّ المفتوح حول نزع سلاح "حزب الله"، وتحديدًا بعد إعلان قيادة الحزب "تنصّلها" من المبدأ، مع انفتاحها على حوار حول استراتيجية دفاعية "مشروطة" بكفّ يد إسرائيل أولاً، عبر إلزامها بالانسحاب ووقف الاعتداءات، فهل أرادت إسرائيل أن تدخل على خطّ هذا السجال، وربما تكرّس معادلات جديدة، وأيّ رسائل يمكن قراءتها خلف التصعيد الإسرائيلي المستجدّ؟!
 
ردّ إسرائيل "ضمني"
 
قد لا يكون دقيقًا، ولا واقعيًا، ربط الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان حصرًا بموقفٍ أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم هنا، أو مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا هنا، باعتبار أنّ هذه الاعتداءات مستمرّة منذ 27 تشرين الثاني الماضي من دون توقّف، حتى في المرحلة التي لاذ فيها الحزب بالصمت، مسلّمًا أمر "الحرب والسلم" للدولة بالمُطلَق، التي رمى إليها بكرة التصدّي للخروقات الإسرائيلية المتكرّرة.
 
ولم يتغيّر الأمر حتى حين تقدّم النقاش الداخلي في ملفّ سلاح "حزب الله"، خصوصًا بعد الزيارة الأخيرة لنائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، وبعد إعلان رئيس الجمهورية جوزاف عون أنّ القرار اتُخِذ بحصر السلاح بيد الدولة، وتعامل رئيس الحكومة نواف سلام مع الأمر وكأنّه "بحكم المنفَّذ"، إذ استمرّت الخروقات الإسرائيلية في كلّ هذه المراحل، من دون مراعاة حقيقة أنّها سبّبت "إحراجًا" لخصوم الحزب.
 
لكن رغم كلّ ذلك، يؤكد العارفون أنّ التصعيد المكثّف الذي سُجّل في المناطق الجنوبية في الساعات الماضية، لا يمكن قراءته إلا بوصفه ردًا "ضمنيًا" على خطاب "حزب الله"، وكأنّ الإسرائيلي يريد القول إنّه "طرف" في السجال الحاصل، ولو بدا داخليًا في مكانٍ ما، وإنّ "نزع السلاح" ليس مجرَّد بندٍ يُطرح على طاولة حوار لبنانيّة، بل هو "شرطٌ إسرائيلي" لوقف الاعتداءات، ومن دونه تصبح كلّ السيناريوهات مفتوحة، بما في ذلك العودة للحرب.
 
كيف يردّ "حزب الله"؟
 
بالنسبة إلى "حزب الله"، لا جديد "نوعيًا" في الخروقات والاعتداءات الإسرائيليّة، سواء حملت بين طيّاتها "رسالة ناريّة" في وجه "رسائل" خطاب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الأخير، أو كانت استكمالاً لسلسلة لم توقفها إسرائيل أساسًا في أيّ مرحلة منذ 27 تشرين الثاني الماضي، وهو يعتبر أنّ المطلوب أن تتحمّل الدولة مسؤولياتها، من أجل الضغط على المجتمع الدولي، لإلزام إسرائيل بوقف خروقاتها في المقام الأول، وبعدها لكلّ حادث حديث.
 
بالتالي، يقول العارفون بأدبيّات "حزب الله" إنّ الاعتداءات الأخيرة لم تغيّر في الموقف الذي أطلقه الشيخ قاسم في خطابه مساء الجمعة، بل لعلّها ربما تقرّب أكثر فأكثر مرحلة "الخيارات المفتوحة" التي تحدّث عنها الرجل، وتعزّز قناعة الحزب بأنّ أيّ بحثٍ بمصير سلاحه الآن، وقبل إلزام إسرائيل بوقف عدوانها الهمجيّ، والانسحاب الكامل من الأراضي التي لا تزال تحتلّها، ليس فقط غير ذي جدوى، بل هو يخدم إسرائيل بشكلٍ أو بآخر.
 
وفي حين تعرّض خطاب الشيخ قاسم لانتقادات كثيرة في الداخل، ممّن اعتبره "تعبويًا شعبويًا"، في محاولةٍ لدغدغة مشاعر الجمهور، ومن رأى أنّه "يضرب" مساعي الرئيس والحكومة بطيّ صفحة الحرب نهائيًا، يعتبر العارفون بأدبيّات الحزب أنّ الأوْلى بهؤلاء المنتقدين أن يصوّبوا البوصلة، وبالحدّ الأدنى، أن يبدو حدّا أدنى من الحرص على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، على الأقلّ بالقدر نفسه الذي يبدونه على "نزع السلاح"، من دون أيّ ضمانات.
 
بين خطاب "حزب الله" الرافض لنزع السلاح، مع الانفتاح على حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، واعتداءات إسرائيل المتكرّرة على مختلف المناطق الجنوبية، شمال وجنوب الليطاني، يبدو أنّ الأمور لا تزال تراوح مكانها، خلافًا لكلّ الانطباعات. ثمّة من يربط الأمر بالحرب على غزة، باعتبار أنّ الأمور باتت مترابطة، شاء من شاء وأبى من أبى، وثمّة من يذهب أبعد، فيربطه بالمفاوضات الأميركية الإيرانية التي لا تزال في بدايتها!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa