انطلقت الوقفة بمسيرات حاشدة تحمل أعلام لبنان وأرمينيا وأرتساخ، فيما ارتفعت الأصوات بالأناشيد الثورية من مكبّرات الصوت، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات كتب عليها "الاعتراف هو الخطوة الأولى نحو العدالة"، "تذكّر... ذكّر... وطالب"، "إنكار الإبادة جريمة"، "شعب واحد... قضية واحدة... وطن واحد"، "نسيان؟ مستحيل... تنازل؟ مستحيل... نضال؟ إلى الأبد". وحمل المتظاهرون خريطة تاريخية لأرمينيا، وقام أحفاد الناجين من غرب أرمينيا بالتوقيع عليها، مطالبين باستعادة أراضيهم المغتصبة.
كلمة باللغة الأرمنية
وتحدث نرسيس أبريليان، مؤكداً أن "الذكرى الـ110 للإبادة الأرمنية تأتي في ظروف استثنائية وخطيرة، خاصة بعد فقدان أرتساخ الحرة والمستقلة، وإضعاف
جمهورية أرمينيا التي بناها الأبطال". وأعرب عن أسفه "لتكرار التاريخ باحتلال أرتساخ واعتقال الأسرى الأرمن"، مشيراً إلى أن "حلم الإمبراطورية الطورانية يتحقق في ظل صمت العالم". ودعا الشباب إلى "مواصلة النضال دون تراجع، والاعتماد على القوة الذاتية". وأضاف أن "مطالب التعويض عن إبادة 1915 تُضاف إليها اليوم قضية إبادة أرتساخ"، مؤكداً أن "نيميسيس" (إلهة الانتقام) تنتظر الإرادة الأرمنية الحازمة لمحاربة الطغاة". واختتم بدعوة الشباب إلى "توحيد الجهود لكسر قيود العبودية والظلم، ومحو الغيوم السوداء التي تهدد الأمة، وهدم جدار الصمت حتى تعترف
تركيا بجرائمها وتعيد الحقوق المغتصبة".
كلمة باللغة العربية
وتحدث هاروت ماركوسيان، قائلاً: "اخترنا اليوم الوقوف أمام السفارة التركية في لبنان لنعلن غضبنا كأحفاد ناجي الإبادة. هذا ليس وقفة عادية، بل هو تعبير عن سخط الشباب. نحن لا نطلب من
المجتمع الدولي حماية حقوق الإنسان وتقرير المصير، لأنهم تخاذلوا أمام مصالحهم. لكننا نقول: من له عين فليُبصر، ومن له أذن فليسمع صراخ الأبرياء!"
وسأل عن "صمت العالم تجاه معاناة الأرمن في أرتساخ والأسرى في سجون باكو"، محذراً من أن "هذا الصمت يشجع المجرمين على الاستمرار". وأكد أن "الشباب سيستمرون في النضال رغم كل التحديات".
كلمة باللغة الإنجليزية
وألقت
كالي تاغفوريان كلمة بالإنكليزية، قائلةً: "هذه الوقفة ليست فقط للذكرى، بل للمطالبة بالعدالة أمام السفارة التركية". ووجهت رسالة إلى تركيا: "لا يمكنك التوسط من أجل السلام أو الدفاع عن
فلسطين بينما تنكر إبادة الأرمن. أنقرة تحرف التاريخ وتضطهد الصحافيين وتعتقل المدافعين عن الحقيقة".
وطالبت "باعتراف تركيا الرسمي بالإبادة الأرمنية، اعتذار رسمي دون مماطلات سياسية، تعويضات عن الخسائر البشرية والأراضي، ضمان أمن وحكم ذاتي لأرتساخ، مساءلة المجتمع الدولي لكون الإنكار تواطؤاً"، وشددت على أن "القضية الأرمنية هي قضية حقوق إنسان"، وحثت الشباب على رفع أصواتهم أعلى.
وفي ختام الوقفة أحرق الشباب علماً تركياً كتعبير عن الرفض، ثم اختتمت الوقفة بأناشيد وطنية وثورية تعبيراً عن إصرارهم على مواصلة النضال.