لحظات مؤثرة عاشها العالم أجمع في الوداع الأخير للبابا فرنسيس، بمشاركة خمسين رئيس دولة بينهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته، وحوالي 350 وفدا حكوميا ودينيا، واكثر من مئتي الف شخص احتشدوا في ساحة الفاتيكان والشوراع المؤدية لها.
وسُجّلت على هامش التشييع لقاءات جانبية حملت طابعاً سياسياً، منها لقاءات
الرئيس عون مع عدد من قادة العالم، وأخرى تمثّلت بالجلسة بين الرئيسين الأميركي
دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة جديدة لإحياء محادثات السلام المتعثّرة بين كييف وموسكو.
وسط هذه الأجواء، عقدت جولة جديدة من المحادثات الأميركية –
الإيرانية في عُمان، على وقع سلسلة تفجيرات هزّت ميناء "بندر عباس" جنوب
إيران، أدّت إلى سقوط 14 قتيلاً و750 جريحاً وفق آخر حصيلة رسمية.
داخلياً، بقي في دائرة الاهتمام ملف السلاح والمواقف الأخيرة لرئيس المجلس النيابي
نبيه بري.
ونقلت "الديار" عن مصادر مطلعة إن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يتابع شخصياً الوضع الجنوبي بكل دقة، ويكثف اتصالاته مع الدول الاعضاء في اللجنة الخماسية لممارسة الجهود والضغوط اللازمة من اجل وقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية والانسحاب من باقي الاراضي المحتلة.
وكشفت المصادر ان الرئيس عون على تواصل يومي مع
قيادة الجيش لمتابعة تفاصيل دوره ومهامه في المنطقة جنوبي الليطاني بشكل خاص، وهناك تواصل امني دائم ومفتوح مع
حزب الله عبر قيادة الجيش واحد كبار الضباط المكلفين بالمهمة ايضا لوضع رئيس الجمهورية في تفاصيل كل الامور المتعلقة بتنفيذ الجيش مهامه في المنطقة وفقا لاتفاق وقف النار.
واضافت ان ما اعلنه الرئيس عون امام المجلس الاقتصادي الاجتماعي اول امس يعكس هذه الجهود، مشيرة الى انه جرى مؤخرا بتوجيهات من رئيس الجمهورية تزويد الجانب
الاميركي الذي يرأس لجنة متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار بمعلومات اضافية وموثقة حول نجاح الجيش في القيام بمهامه ودوره وفقا لنص الاتفاق ومنها ما يتعلق بازالة سلاح حزب الله جنوبي الليطاني.
وحث الرئيس عون شخصياً اللجنة على تكثيف جهودها لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والعمل من اجل الانسحاب من باقي المناطق التي تحتلها تحت عنوان الاحتفاظ بالوقت الراهن بنقاط استراتيجية خمس.
واشارت المصادر الى ان تصريح الرئيس
نبيه مؤخرا وتاكيده على اولوية انسحاب العدو الاسرائيلي من باقي الاراضي المحتلة ووقف اعتداءاته وتنفيذه لاتفاق وقف النار وبنوده، وضع النقاط على الحروف، لافتة الى التواصل والتنسبق الدائمين في هذا الخصوص بين الرئيسين عون وبري ومتانة الموقف اللبناني.
وفي هذا الاطار، قال مصدر سياسي مطلع ان الموقف اللبناني يحظى بتفهم معظم اعضاء اللجنة الخماسية حيث يذهب بعضهم الى تبني هذا الموقف بأستثناء الجانب الاميركي الذي يتجاهل الاعتداءات الاسرائيلية ولا يمارس اي ضغط على اسرائيل لوقفها.
وكشف المصدر عن ان
فرنسا ابدت موقفا ايجابيا تجاه ما يعتمده
لبنان من موقف والتزامات، وابلغت الادارة الاميركية وجهات اخرى انه لا يجب تحميل لبنان اكثر من طاقته ولا ان تمارس عليه مزيدا من الضغوط وتطلب منه بخطوات عاجز عن القيام بها في الوقت الحاضر، لا سيما ان بقاء احتلال اسرائيل لبعض المناطق الحدودية داخل الجنوب اللبناني واستمرار خروقاتها لاتفاق وقف النار يخلق مبررات تصعب الوضع على
الدولة اللبنانية التي برهنت حسن ادائها من خلال ما قام ويقوم به
الجيش اللبناني في المنطقة جنوبي الليطاني بالتعاون مع قوات اليونيفيل.
ولفت المصدر الى انه بعد زيارة الموفدة الاميركي اورتاغوس للبنان بدا من خلال الاتصالات التي جرت مع الجانب الاميركي ان
واشنطن لا تعطي حتى الان الاولوية لاستكمال الانسحاب الاسرائيلي او وقف الاعتداءات الاسرائيلية في انحياز واضح لوجهة النظر الاسرائيلية.
وحسب الأجواء التي تجمعت مؤخراً ان هناك جهدا يبذل للفصل بين الوضع في الجنوب وموضوع سلاح حزب الله شمالي الليطاني في المرحلة الراهنة، وهناك ايضا تعليق لموضوع اعادة اعمار الجنوب الى مرحلة لاحقة وحتى اشعار اخر.
ونقلت "نداء الوطن" عن مصادر سياسية متابعة انّ "موقف
الرئيس بري ليس مفاجئاً، فأحد لا يتوقّع أن يكون رأيه مخالفاً لرأي "الحزب" وقناعاته".
واعتبرت المصادر أنّ "
الثنائي" يشترط الانسحاب
الإسرائيلي ووقف الاعتداءات قبل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، ولكن "في النهاية رئيس المجلس يعلم أن كل الظروف الماضية تبدّلت ولا عودة إلى الوراء، ومن الواضح أنّه أيضاً يريد استخدام ملف السلاح كورقة تفاوض".
وأشارت المصادر السياسية نفسها إلى أنّ "الحزب" و"الحركة" يحاولان التصعيد ورفع السقف قدر المستطاع ربطاً بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية، وسعياً لتغيير ميزان ومزاج التفاوض، وهذا أمر بعيد المنال، لأنّ كل المعطيات تشير إلى أنّ
الأميركيين لن يقبلوا بأي وجود أو دور لحلفاء إيران في المنطقة لا بل هم يريدون من
طهران أن تقدّم تنازلات".