ما نفع أطول سجادة حمرا؟

كتير كانِت حِلوة فكرة السجّادة الحمرا في بيروت أمس، وكتِير انبسَطنا فيها، لكنّنا للأسف لم نجد في جيوبنا مالاً لشراء فساتين وبدلات واسكربينات ولَلاهتمام بشعرنا والمكياج للسير عليها، كِرمال قيمتها يِعني... المال المتبقي معنا بالكاد يكفي لشراء علبة طون وتنَين كيلو بطاطا حتى آخِر الشهر... لَمين فرشتوا السجّاد الأحمر؟ ومَن تنتظرون للسير عليه؟ هل هم المشاهير والأثرياء الذين ينزلون إلى الشارع في فترات وقفِ رميِ النفايات، أو مباشرةً بعد الانتخابات عندما يكون الزفت دافئاً؟ أم تريدون تكريمَ شعبٍ صابر ويكافح من أجل لقمة عيش، آخر همّ عنده إذا أكلها على حصيرة أو سجّادة قصب أو حتى على الزلط؟ وبعدين شو هالإنجاز بكسر رقم قياسي عالمي بأطول سجّادة حمراء في العالم، في حين صَرلنا 3 سنوات نكسّر أرقاماً تعجز إمبراطورية جنكيزخان والإسكندر المقدوني عن كسرها، وأصبَحنا نحمل رقماً قياسياً في أكثر بلد يكسر أرقاماً قياسية. هل نسيتم تحطيمَنا الأرقام القياسية الكونية بأنّنا البلد الذي أمضى أطولَ فترة بلا رئيس، والبلد الذي يستضيف أكبرَ عدد من «الزوّار» نسبةً إلى عدد سكّانه، والبلد الذي تركَ النفايات في شوارعه لأطول فترة من الزمن وبَلا ما حدا يسأل، والبلد الوحيد في العالم الذي يتمّ فيه توريث القَرض السكني لثلاثة أجيال بسبب عددِ أصفاره، والبلد الذي يحتوي على أكبر كمّية من المواد الغذائية الفاسدة والأدوية المغشوشة والمجارير الفالتة في البحار، والبلد الذي يحتوي على أكبر مملكة للجراثيم والأوبئة والأمراض... وبَدكُن يانا نصَدّق إنّو هالسجّادة الحمراء ستَرفع جبينَنا وتُعْلي شأننا بين الأمم!؟. نِحنا بعد ناقِصنا نِنقُر شي كوساية عملاقة ونضيفها إلى أكبر صحن حمّص وجاط تبولة وأطول منقوشة زعتر ولفلوفة لبنة وأكبر قرص فلافل، بالإضافة إلى آخر إنجازات عام 2016 أطول سجّادة حمراء في العالم، حتى نستحقّ عن جدارة وبلا مِنّية من أحد الرقم القياسي بأهبل الانجازات. نحن نَعلم أنّكم لا تريدون التفكير الآن بطريقة "نيغاتيف"، وتريدون إظهار صورة لبنان الحضارة... لكنّ المشكلة أنّنا نعرف أنّكم ما إنْ ينتهي الإحتفال ستعودون للعيش في فيلاّتكم وشققِكُم الفخمة، وتتركون الشعب المسكين يضَبضبُ سجّادكم، فيما تحتفلون بإنجازاتكم وتهلّلون لأرقامكم. يا ليتكم حاولتم كسر رقم أطول سجادة في العالم بشي قطعة قماش "معرّقة" ومش حمرا، لكانت اللبنانيات استفدن منها لتطريز وخياطة شوية ثياب ومراويل مطبخ وشرطوطة لكلّ شخص مفخوت بنطلونو. (جوزف طوق - الجمهورية)