Advertisement

لبنان

أين تواضع يسوع في تناول القربانة الأولى؟

Lebanon 24
08-05-2017 | 04:40
A-
A+
Doc-P-308233-6367055383820443341280x960.jpg
Doc-P-308233-6367055383820443341280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في موسم المناولة الاولى، حين يقترب آلاف الأطفال حول العالم من المذبح لينالوا للمرة الاولى يسوع الحاضر بجسده ودمه وروحه والوهيته. هؤلاء الاولاد يحضرون أنفسهم بارواحهم البسيطة والرقيقة لنيل الله بذاته، أو في استحالة الخبز والخمر الى جسد ودم المسيح، المحجوب في سرّ القربان بالإتحاد مع الروح القدس. عندما يتلقى الأطفال تنشئة ملائمة، يفهمون جيداً حضور المسيح الفعلي في سر القربان، لأن أرواحهم تنفتح على الخالق ولأن العذراء مريم، أم المسيح والكنيسة، تهتم بهذه الأرواح بحرص وحنان. مع ذلك، حُجِب الواقع الروحي في بعض الأنحاء أو بالأحرى في بعض العائلات، نتيجة الحفلة التي تقضي على البساطة الضرورية وعلى ذكريات الولد الذي ينال جسد يسوع للمرة الأولى. قبل أيام، أخبرني أحد أصدقائي أنه تفاجأ عندما وصف له أحد أنسبائه التحضيرات لمناولة ابنته الأولى. ووفقاً لصديقي، فإن أهل الفتاة دعوا 80 شخصاً منهم أقارب وأصدقاء. وبعد القداس، كانوا يقيمون حفلة تخللها تناول وجبة في مطعم مشهور تتألف من مقبلات وعدة أطباق رئيسية وحلويات وكعكة بالإضافة إلى توزيع هدايا. كانت الحفلة قد كلفت مبلغاً طائلاً للشخص الواحد، وتشبه وليمة عرس مع المشروبات والرقص! ولكن، هذا ليس كل ما في الأمر. كان والدا الفتاة يريدان أن ترتدي فستاناً أبيض ووشاحاً كما لو أنها عروس، وأن تذهب إلى مصفف الشعر وتلبس حذاءً أبيض وعدة حلى. شعر صديقي بالقلق وصدم عند رؤيته هذا المشهد، فقرر التحدث مع نسيبه. كانت الفتاة قلقة بشأن الحفلة والهدايا وتسريحة شعرها وفستانها أكثر منه بشأن ما هو أهم من كل ذلك وهو نيل يسوع للمرة الأولى في سر الافخارستيا. وكان ذلك طبيعياً في ظل التشديد على جوانب الإحتفال. تفاجأ والد الفتاة بسماع تعليقات صديقي لأن نادين كانت ابنته الوحيدة ولم يكن متضايقاً من بذل كل ما في وسعه من أجلها. بالإضافة إلى ذلك، قال له أنه حجز ودفع كل ما يتوجب عليه وأنه لن يطرأ أي تغيير على المخططات. خاب أمل صديقي وتمنى أن يحظى بفرصة ليتحدث أكثر مع العائلة ومع الفتاة بذاتها عن المعنى الفعلي لهذا اليوم. هذا الوضع دفعني إلى التفكير بأنه لا يزال هناك أهل يخلطون بين المناولة الأولى والحفلة الضخمة، ما يؤدي إلى اختفاء البساطة الضرورية التي يجب أن تميز الحدث. تساءلت… هل يستحق الأمر إنفاق الكثير من الأموال على المناولة الأولى؟ وهل نفهم أولوياتنا بوضوح؟ هناك من يريد تحويل القربانة الأولى إلى هيبة اجتماعية، وهذا يفضي إلى إضعاف المعنى الديني العميق للإحتفال. كما فكرت بيني وبين نفسي: أين تواضع يسوع في كلّ هذا!؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك