Advertisement

لبنان

دير "مار ماما".. قصّة عمرها مئات السنين

Lebanon 24
11-08-2015 | 00:21
A-
A+
Doc-P-45982-6367053095839936271280x960.jpg
Doc-P-45982-6367053095839936271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يقع دير "مار ماما" على الطرف الغربي من بلدة دير ميماس الجنوبية، التي تحمل اسمه "ليرعى أمواتها ويحمي سكانها بشفاعته". تنتشر الكنائس والأديرة والكاتدرائيات التي تحمل اسم القديس "ماما" في أنحاء العالم كما في جميع أنحاء لبنان، ومنها دير القديس "ماما" الواقع في بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون، التابع لطائفة الروم الأرثوذكس، والتي ينتمي اليها أكثر من نصف أهالي البلدة. يعود بناء الدير الى نحو ستمئة عام، وتحمل قرية دير ميماس اسمه تيمناً بالقديس "ماما" (ميماس). يجاور دير القديس "ماما" قلعة الشقيف ويطل على نهر الليطاني، فيما تلف طريقه بساتين الزيتون المعمرة، وتحرس مدخله سنديانة كبيرة يتجاوز عمرها الالف عام، وفق كاهن الرعية والمكلف الاهتمام بشؤون الدير من قبل المطرانية، الأب سليم نقولا اسعد. وفي المدخل الثاني للدير، الذي أقفل حديثاً، تتراصف مدافن الرعية لتحول الممرات المؤدية للداخل الى طريق عبور من الموت الى الحياة، بكل دلالتها الدينية، لتوصل الى دير جميل مطل على واد أخضر. لا تغيب الأيقونات المصنوعة من الفسيفساء الملونة عن أي من جدران الدير، من حيطان المدخل مروراً بالدير وصولاً الى الكنيسة الداخلية، لتــشكل انجيلا مفتوحاً للزوار، يمثّل آيات ورؤى يجتمع فيها كلام الانجيل بصورة ايضاحية للمشهد المذكور. تعرّض الدير منذ نشأته لضربات عدة، كان آخرها في حرب تموز عام 2006، ما تسبب بتدمير شبه كلي للدير، كما تعرضت مدافن الرعية الموجودة فيه لضربات قاسية، وبعدها أعيد إعمار الدير ليأخذ الشكل الذي هو عليه حالياً، وافتتح في العام 2009. قامت ببناء الدير "الأم منى المتوحدة" في العام 1404، وهي نفسها منى الفتاة البدوية اليمنية التي شاءت الظروف أن يتبناها رب عمل والدها، بعد وفاة الاخير، فانتقلت للعيش في القسطنطينية. وفي زيارة لها للأماكن المقدسة، كانت لديها رؤيا يشير فيها القديس "ماما" الشهيد الى رغبته ببــــناء الدير، ويترك لها علامات تدلها على موقع الدير الحالي، فبني الدير على بعد 160 كيلومترا من أورشليم. زارت منى أورشليم عام 1412 للمرة الثانية حيث عاشت كراهبة، وعاشت في دير "مار ماما" وماتت فيه عن عمر 80 عاماً، ثم توقفت الحياة الرهبانية فيه، إلى أن استقبل العديد من النساك، نظراً لما يؤمنه موقع الدير من الصفاء والراحة النفسية والهدوء. وثمة رمزية لدير "مار ماما" لدى سكان دير ميماس والقرى المجاورة، إذ يُعدّ "منارة روحية" يستقون منها قوة الإيمان، فمار ماما هو القديس الشهيد الذي عرف باصراره على "الشهادة للديانة المسيحية" حتى الموت في العام 275 ، وعُرف عنه هوسه بالحيوانات المفترسة، خصوصاً الأسد الذي كان يرافقه في الصور والايقونات كافة، واشتُهر بقــدرته "القوية على إخضاعها". يحتفل أهل دير ميماس وسكان القرى المجاورة، في 15 أيلول من كل عام، بعيد القديس ماما في ديره. يُذكر أن بلدة دير ميماس هي من القرى القليلة التي لا تزال تحافظ على طابعها القروي، بطرقها ومنازلها، ويقوم اقتصاد البلدة على الزراعة بشكل أساسي، ويُعدّ الزيتون مورد الرزق لسكان القرية، التي تحوي على نحو 130 ألف شجرة زيتون، يعود عمر بعضها الى ما يقارب الألفي عام. (ماري مارون ـ السفير)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك