عاد ملف عودة اللاجئين السوريين ليتصدر الأولويات على الساحة الداخلية اللبنانية، في ظل شد الحبال والتباينات الواضحة بين لبنان الرسمي والمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون للاجئين. والجديد الذي سجل في هذا الاطار تمثل في اتهام غير رسمي للمفوضية ورد في "الوكالة الوطنية للاعلام " الرسمية باثارة الريبة لدى اللاجئين حيال عودتهم الى سوريا. وافادت الوكالة انه في مقابل اهتمام المراجع اللبنانية بالاعداد لخطوة اعادة اللاجئين الذين يسكنون في منطقة عرسال "بدا لافتا ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تهتم بالموضوع على طريقتها وهي تتولى اجراءات العودة من عرسال الى الفليطة وبلدات مجاورة وتعمد المفوضية الى تسجيل اسماء الراغبين في العودة بعد توجيه اسئلة اليهم تثير ريبتهم وتدفعهم الى عدم العودة".
وكشف مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الخارجية اللبنانية، السفير غادي الخوري، عن أن لبنان "وضع خطة عمل جدية تنفذ تدريجياً بسقف مرتفع جداً، وتراعي المعايير الإنسانية وسلامة اللاجئين وأمانهم بالكامل، لحل معضلة اللاجئين"، مشيراً إلى أن مفوضية اللاجئين إذا لم تتحرك خلال 15 يوماً "فإن الدولة اللبنانية ستبدأ تنفيذ خطتها على مراحل".
وأكد الخوري في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن لبنان لم يقفل باب التعاون و"نحن مستعدون للتعاون شرط أن تكون النتيجة عودة اللاجئين وليس بقاءهم". وقال الخوري إنه أبلغ المفوضية بتحضير خطة العودة، وإلا سيبدأ لبنان في تطبيق خطته.
وفي هذا الاطار، علمت "الحياة" من مصادر لبنانية بارزة، أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ستزور لبنان للمرة الأولى منذ توليها منصب المستشارية، في 21 حزيران الجاري وستكون لها لقاءات مع رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري ومسؤولين لبنانيين آخرين.
ولفتت المصادر إلى أن أهمية زيارة مركل بيروت تكمن في الدور الذي تلعبه ألمانيا في دعم الحكومة اللبنانية في ملف النازحين السوريين وتقديمها المساعدات المالية في هذه الخصوص، إضافة إلى الدور الفاعل الذي تلعبه لتوفير كل الشروط للحفاظ على استقرار لبنان وتحييده من الصراعات الدائرة في المنطقة.
وأكدت أن لمركل دوراً في التواصل مع إسرائيل ودعوتها إلى ضبط النفس وحصر هجماتها على المواقع العسكرية التابعة لإيران في داخل سورية من دون أن تؤدي إلى تمددها في اتجاه الأراضي اللبنانية.