هي كلمات ليست كالكلمات، لديها خصوصيتها وأسرارها ورموزها، ككل لهجات العالم، لكن قبل أن تدخل عالمها عليك أن تفكك ألغازها وإلا "راحت عليك يا معلِم"، أي سوف تواجه صعوبات كثيرة في أي حوار مع لبناني، وقد تجد نفسك في موقف محرج أمام مجموعة من الأصدقاء الذين يقهقهون وأنت "شاهد ما شفش حاجة".. لذا ننصحك بالتأني قبل الرد على أي سؤال أو استدراج قد يودي بك الى الهاوية!
وللتنويه، قد تكون اللهجة اللبنانية من أكثر اللهجات تعقيداً، ليس نطقاً أو إعراباً فقط، بل بما تضمره كلماتها في كثير من الأحيان من نوايا مختلفة تماماً عن تلك المتواجدة في القواميس المتعارف عليها، لذا إن لم تكن لبنانياً متجذراً وتريد تعلم اللهجة اللبنانية فننصحك بأن تطلع على هاشتاع #كلمات_لبنانية، فمثلاً: هل تعلم يا عزيزي أنه باللهجة اللبنانية "امك (بكسر الالف) تعني الوالدة وأُمك (بضم الألف) تعني مسبّة؟! أو مثلاً "إجت الدولة" لا تعني أن الحكومة في بيتك، بل يعني "طفي الاشتراك اجت كهربا الدولة"، وهل يخطر في بالك أن" سكر هَ الدكانة هي "جملة لبنانية تستعمل لتنبيه صديقك ان سحاب بنطاله مفتوح".
وفي كثير من الأحيان تحمل الكلمات اللبنانية معنىً مضاداً تماماً لما تسمعه، فمثلاً (بكيييير) مع التشديد على " الياء "تعني (متأخر)، "خمس دقائق بكون عندك" تشير الى ما يقارب الـ5 ساعات أو أكثر، وربما لن يأتي، وإن قال لك لبناني "يا ذكي" لا تفرح وتهلل، فهي تعني أنك "حمار". أما إذا انسجم معك وفقال لك بالحرف الواحد "كلمة حبيبي/حبيبتي" فهنا عليك أن تنسحب فوراً، لانها تستخدم غالبًا للتهكّم بطريقة غير مباشرة.
ليس الأجنبي فقط الذي يواجه صعوبة في فهم الكلمات اللبنانية، فاللبنانيون بين بعضهم البعض أيضاً يواجهون تلك المشكلة، بحسب المنطقة التي ينتمون اليها، فمثلاً بالبعلبكي "طبّوقة" يعني سندويش، وخدلك هالسالفي تعني "هالخبرية" لكن في منطقة أخرى كبيروت مثلاً تشير الى الصورة (السيلفي)، و "بحبكش" كلمة تعني "ما بحبك بالجنوبي"، أما عن أسماء الإشارة، فبالإذن من كل النحويين: "أسماء الإشارة بلهجة أهل الجنوب: هيدي-هضاك -هضكهلي-هظوي-هونيكهلي!".
وتضيف إحداهن "شي تِك تِك شي تيعا" بصراحة مش عارفة فسّرها"، أما آخر فيشير الى "جوهت الله عليك: كلمة لبنانية بعلبكية نرجو ترجمتها".
وببضع كلمات، اختصرت إحداهن واقعاً مأساوياً ومتأزماً في لبنان، وكتبت: "كيف بتدل اللبناني ععنوان بيتو؟ بتقطع تالت جورة عالشارع، مش أول مطب، التاني، في زبالة بتضل مكبوبة ومجمعة عإيدك اليمين، فوت من هيدا المفرق، وضلك زمر لانزل آخدك...".
وأخيراً إذا سمعت لبنانيا يصرخ "مش عارف حالك مع مين عم تحكي"، لا تخف أو ترفع سقف التوقعات، فهي من التراث اللبناني ويتم توريثها من الجد الى الإبن، للتحايل على موقف معين في وقت الشدة، و90% من اللبنانيين يستخدمونها "عالفاضي والمليان" للترويع والتخويف، فقط لا غير!