قد يكون تاريخ الحادي والعشرين من حزيران من كل عام، يوماً عادياً على الكثير من الاشخاص، من دون ان يتوقفوا عند الذكرى التي يحملها هذا اليوم، ومعاني الحب والحنان التي تختفي كاختفائها تحت شاربي صاحب العيد. هو عيد الأب، رب الاسرة والحجر الاساسي للمنزل، والعامود الذي يستند اليه كل متعب وكل مرهق في البيت ليرتاح ويرخي همه.
ولكن ماذا نقول لك في عيدك؟ وماذا أعدك أيها الأب اللبناني؟ أنعدك بالبحبوحة ونحن في بلد بات على شفير الافلاس؟ أم نعدك بالراحة والطمأنينة، ونحن في وطن شبه عاجز عن حل مشاكله الداخلية، وبحاجة دوماً الى شقيق أو أم حنونة للخروج من المآزق التي نقع فيها.
ماذا نقول وعن ماذا فما من شيء يسرّ قلبك في هذا الوطن الممزق، فانت تتعب وتسهر لكي تؤمن لقمة عيش هنيئة لعائلتك في مقابل ما من يرى وما من يقدر، فانت محروم من أبسط حقوقك سواء من ضمان الشيخوخة وحق العيش بكرامة بعد التقاعد، والى ما هناك من مشاكل قد تكون معرضاً لها من دون أن تدري.
لن أطيل "النقّ" فاليوم عيد، اليوم عيدك يا صخرة عجزت موجات العالم من تحطيمها، اليوم عيدك، يا جبلاً لم يهتز ولم يقع يوماً، بل بقي صامداً شامخاً في وجه الاعاصير التي عصفت به وبعائلته وحماها من دون أن يهتز له جفن. فكل عام وانت الوالد والأب والحبيب والرفيق والمثال الأعلى لكل العائلة.
وفي الختام، لا يسعني في هذا اليوم الاّ أن أعيّد صخرة المنزل، التي حطمنا عليها كلّ همومنا ومشاكلنا، وكان السند والحب، كل الحب. فاني اسأل الله في هذا العيد، أن يطيل عمرك أكثر لكي تبقى الى جانبنا سنداً ودعماً وأباً لا يعوّض أبداً.
(نايلا المصري)