ترفض مصادر "الاشتراكي" بحزم أي مقاربةٍ للتمثيل الدرزي من زوايةٍ عددية وتصرّ على ميثاقية هذا الأمر، مؤكدة أن "الانتخابات حسمتْ التمثيل الدرزي بغالبيته الساحقة لمصلحة جنبلاط وأن أي قفْز فوق هذا الواقع يُعدّ لعباً خارج قواعد الميثاقية التي لطالما رفع لواءها "التيار الوطني الحر" تحت شعار "الأقوى داخل طوائفهم". وإذ عَكس بري أمس مناخ المراوحة وإن ضمن دائرة التفاؤل بقوله "كان الأمل بأن تبصر الحكومة النور الجمعة ولكن الظاهر أن شيئاً ما ليس جاهزاً بعد، والعقدة داخلية والحل لدى الرئيسين عون والحريري"، يبدو ان التفاهم على الحصص لن يكون وحده كافياً للإفراج عن الحكومة وسط توقُّع شدّ حبال جديد حول توزيع الحقائب رغم التقارير عن حسْم بعضها لهذا الطرف أو ذاك.وفي موازاة المقاربة العددية لمسار التأليف، تتوقف مصادر سياسية مطلعة عبر "الراي" عند نقطتيْن بارزتيْن هما: ان قواعد التأليف ومعاييره تستند عملياً، مع فوارق قد تكون ضئيلة جداً، الى التوازنات التي ارتكزت عليها حكومة التسوية الرئاسية، ما يعني عدم قدرة "حزب الله" على ترجمة نتائج الانتخابات النيابية التي اعتبرها، ومن خلفه إيران، "نصراً" له داخل الحكومة، وهو ما سيشكّل عامل طمأنة للمجتمع الدولي والعربي الذي ينتظر ولادة الحكومة لتسييل الدعم الذي سبق ان عبّر عنه للبنان خصوصاً في مؤتمر "سيدر 1". ان الرئيس الحريري الذي كان وُضع في الفترة الأخيرة في موقع دفاعي عبر "الهجوم الممنْهج" من قوى "8 آذار" عليه عبر اتهامه بتعمُد التأخير في استيلاد الحكومة لاعتباراتٍ خارجية لا سيما سعودية وأميركية، رمى الكرة بحركته التسريعية الكبيرة في اليومين الماضييْن في ملعب الآخرين، مُسْقِطاً أي بُعد خارجي عن ملف التشكيل وواضعاً نفسه في موقع تفاوُضي أقوى.
(الراي الكويتية)