كتبت ستيفاني جرجس في "رادار سكوب" تقريراً حمل عنوان "نار جهنم فُتحت والأمور ذاهبة نحو التصعيد في اليمونة"! وجاء فيه التالي: "استنفار شديد، جولات من الغليان والإحتقان، هَيجان شعبي جنوني، تختلف التسميات الا ان الغضب هو السمة الابرز التي تعلو وجوه ابناء العاقورة وسط مُناشدات من الوجهاء وكبار الفعاليات والمعنيين للترفع عن الردّ والابتعاد عن لغة الدم والأخذ بالثأر وعدم الانجرار خلف معارك واشتباكات دموية نتائجها وخيمة على العاقورة واليمونة معاً.
مرّة جديدة يفرض السلاح نفسهُ على أراضي العاقورة، ليحط رحال رصاصاتهِ هذه المرة على سيارة تابعة لشرطة البلدية فتتدخل العناية الالهية وتنقذ من بداخلها من موت مُحتم ضمن كمين مُحكم كان يُعد له منذ مُدة متلطين ابطاله خلف التهدئة والتروي حتى ينفذون مبتغاهم.
الرواية لا تحتمل اخرى تُقابلها او حتى تنفيها او تحاول لفلفتها مُتذرعين بحجج واهية واعذار لا صحة لها. عنصران من شرطة بلدية العاقورة كانا يقومان بدوريتهما المعتادة كُكل يوم، إلا ان كمينًا كان بانتظارهما من مجموعة مسلحة تخطى عديدها الـ40 مُسلحاً. مُسلحون بلباس مُرقط اشبه باللباس العسكري يُرافقهم مُسلح مدني، آلية عسكرية ودراجات نارية وشبان كانوا يتولون عملية الرصد والتعقب وفقاً لمعلومات "رادار سكوب" التي تكشف ايضاً بدورها عن ان دورية تابعة للجيش اللبناني مولجة بحماية المنطقة، نتيجة الخلافات المُتكررة، غادرت المنطقة قُرابة الساعة الحادية عشر من صباح اليوم ليُنفذ بعدها الكمين بعد التأكد من خلو المنطقة من عناصر للجيش ولتصبح الساحة مفتوحة أمام المُسلحين للايقاع بعناصر بلدية العاقورة بُغية ايصال رسالة واضحة وصريحة للعاقورة وابنائها.
الأسلحة على انواعها شُهرت بوجه العنصرين بعد ان امطرت السماء عليهم زخات من الرصاص تخطى عدد الطلقات الـ50 طلقة. 8 أو 9 طلقات أصابت سيارة شرطة بلدية العاقورة أمّا العنصرين فأجبرا على الترجل منها تحت وطأة التهديد والوعيد ووضع بنادق حربية (رشاش) في رأس إحدهما.
ترجلا من السيارة، أُجبرا على الركوع أرضاً لكنهما رفضا الخضوع حتى لو كان ذلك سيكُلفهما حياتهما، سحبت مُسدساتهما منهما تحت الضغط فضلاً عن هواتفهما التي طرحت ارضاً وتم اطلاق النار عليها.
لم يكتفِ هؤلاء بذلك فالانتقام وحده سيد الموقف والجملة التي رُددت على مسامع العنصرين خير دليل على ذلك "نحنا حررنا عرسال وجرود العاقورة.. خلي رئيس بلديتك ورئيس جمهوريتك يجو يحرروا هالأرض ويستردوا "الفرد" (المُسدس)".
احتجزت الآلية في موقع الحادث بعد تعطيلها نتيجة الإصابة، فيما غادر العنصران سيراً على الاقدام. فالرسالة وصلت أصداؤها وتحقق المُبتغى فيما تداعى ابناء العاقورة فوراً الى مبنى البلدية والى الساحات، وأسطح المباني وسط إستنفار وانتشار في مختلف انحاء البلدة.
رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي سارع الى اصدار بيان مقتضب اشار فيه الى ان "مجموعة من المسلحين من آل شريف من بلدة اليمونة ، مزودين أسلحة رشاشة، دخلوا مناطق واسعة في جرد العاقورة واعتدوا على عنصرين من شرطة البلدية كانا في دورية على متن آلية مدنية تابعة للبلدية، فتم تعطيلها، وسلبوا الشرطيين هواتفهما الخليوية".
من جهتها تقول احدى الشخصيات الفاعلة في البلدة لموقع "رادار سكوب"، الحادثة لن تمر مرور الكرام والبادي أظلم..! أعطينا توجيهاتنا للشباب بقرع اجراس الكنائس في مختلف قرى العاقورة وذلك لإعلام الجميع وفق عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن كبارنا بوجوب التجمع لإستعادة شرف وكرامة أبنائنا اللذين أهينوا ولاسترداد هيبة بلديتنا وأهلها، وأشار الى أنهم سيمهلون "اليمونة" ساعات لتسليم المعتدين الى السلطات المختصة ليأخذ القانون مجراه وإلا لكل حادث حديث.
وهنا تكشف مصادر مُتابعة لحيثيات الإشكال لموقع "رادار سكوب" عن استدعاء مجموعة من القانونيين في البلدة للبحث في رفع شكوى مباشرة ستُقدم يوم غد ضد بلدية اليمونة ورئيسها، كون أحد العناصر المُعتدية يأتمر منه ما يضع رئيس البلدية تحت مجهر القضاء . وإذ تعتبر المصادر بأنّ نار جهنم فُتحت على أهالي اليمونة والامور ذاهبة نحو التصعيد وفق الأصول والقوانين المرعية الإجراء كي لا يتم استغلال الحادثة لغايات ومخططات ثأرية.
أخيراً، قُلناها في السابق وها نحن نُكررها اليوم "مش هيك الرجولية بتكون يا أخوان"، ولسنا في مسلسل تلفزيوني، نحن في دولة القانون والمؤسسات، فالدماء ليست رخيصة حتى يستبيحها أيًّا كان، فكفى"..
(رادار سكوب)