تحت عنوان: "الحريري يسحب من عون مفتاح التأليف" سألت هيام القصيفي في صحيفة "الأخبار" من يُحرج من في تأخير تأليف الحكومة، ومن يملك مفتاح الحل: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أم الرئيس المكلف سعد الحريري. حتى الآن، لا يبدو أن في يد رئيس الجمهورية أوراقاً كثيرة، يتمكن من خلالها الضغط على الحريري للقبول بما لا يراد له أن يقبله.
واعتبرت القصيفي أن التأخير في تأليف الحكومة لا يبشر بكثير من الخير، لا سيما بعد السجالات الكلامية وبيان رئاسة الجمهورية. فالمشكلة مرشحة لأن تتفاقم، فلا تعود مقتصرة على مجرد تأخير لأسابيع أو لأشهر، أسوة بما حصل أثناء تشكيل حكومات سابقة. المراوحة في التأليف، تضع التفاهم الرئاسي برمته على المحك، وتجعل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسير إرادة الرئيس المكلف لا العكس.
ولفتت القصيفي إلى أن خطوة من نوع اعتذار الحريري عن عدم قبول التكليف، بعد تشكيلة أمر واقع، سيضع عون وحزب الله أمام تحد كبير والتسوية الرئاسية على المحك، ما يعني أن هناك من قرر اخذ البلد إلى المواجهة المباشرة. فبغض النظر عن احتساب النواب الذي سيعودون إلى تسمية الحريري أو تسمية غيره، فإن الظرف الإقليمي والدولي سيكون بالمرصاد لأي محاولة للإتيان بشخصية سنية معارضة بديلة للحريري. فلا عون يقدر أن يتحمل وزرها ولا حزب الله، مهما أصر الطرفان حالياً على توزير المعارضة السنية. فتمثيلها في الحكومة أمر يختلف عن اختيارها لرئاسة الحكومة، لا سيما أن أمام عون وحزب الله استحقاقين أساسيين، الأول العقوبات التي تشتد تصاعدياً على حزب الله ولبنان في حال جنوحه نحو أي خطوات تصعيدية، تفترض واشنطن أنها تصب لمصلحة حزب الله، والمؤتمرات الدولية الأخيرة التي ارتبطت بمكان أساسي بصورة الحريري واسمه، والزيارات الدولية إلى بيروت صبت في اتجاه رئاسة الحكومة والحكومة أكثر مما صبت في اتجاه رئاسة الجمهورية.
وتابعت: من هنا لا يمكن الكلام عن سيناريوات كثيرة ومغايرة لما سبق، لأن التجارب اللبنانية والتدخلات الإقليمية والدولية هي نفسها، وأي خيار مطروح على بساط البحث، سبق أن اعتمد وجرب وأسفر عن نتائج معروفة. وفي كل مرة، يكون الخيار الوحيد في لعبة عض الأصابع، العودة إلى حكومة اتحاد وطني، لا تزال هي المتقدمة كخيار. أما تكرار نموذج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فلا يزال مستبعداً. لأن ذلك سيأخذ للبنان إلى مكان آخر ويطيح بالتسوية والاستقرار فيه، وعون والتيار الوطني، لا يحتملان مواجهة كتلة معارضة من المستقبل والقوات وجنبلاط دفعة واحدة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا