يتعمد حزب "الكتائب" التزام الصمت حيال معمعة التأليف الحكومي. ينأى بنفسه عن الخلاف المسيحي – المسيحي حول الحصص الوزارية. يقف في موقع المتفرج لما ستؤول إليه مسرحية أوعا خيك التي تقصدت في مشاهدها محاولة إقصاء بكفيا وبنشعي.
لطالما كرر رئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل خلال ولاية الحكومة الماضية قبل أن تدخل مرحلة تصريف الاعمال، أن الحياة السياسية في لبنان وصلت إلى أدنى مستوياتها بكل ما يتعلق بحسن سير الدولة، فحكومة استعادة الثقة كانت أسوأ حكومة في تاريخ لبنان، معترفا أنه أخطأ عندما وصف حكومة الرئيس تمام سلام التي انسحب وزراؤه منها بحكومة الصفقات والأسوأ.
عدم أهلية حكومة العام 2017 للإمساك بزمام الأمور في البلد، على حدّ قول الشيخ سامي في إحدى اطلالاته، لم يمنعه من تسمية الحريري في ايار الماضي لتكليف الحكومة، على قاعدة. فتح صفحة جديدة، رغم فك الارتباط بين بيت الوسط والصيفي. الاشتباك السياسي الداخلي بين الطرفين لطالما تظهرت تبعاته في تململ الحريري من تلطيشات الجميل تحت القبة البرلمانية، ولجوئه مراراً وتكراراً إلى الرد بطريقة استفزازية او تعمد اللامبالاة والخروج من القاعة خلال مداخلات الجميل في جلسات الهيئة العامة.
وبحسب النائب الكتائبي، قطع الشيخ سعد في اتصال بينهما قبل الاستشارات النيابية غير الملزمة وعدا أنه يتجه إلى تنفيذ التعهدات الإصلاحية التي التزمت بها الدولة بالمؤتمرات الدولية. هكذا قرر الجميل إعطاء فرصة للطبقة السياسية، لن تكون بمنأى عن محاسبة المسؤولين عن الاداء. فهل وعدت بكفيا بمقعد وزاري؟ ومن حصة مَنْ سيكون في ضوء الصراع على حلبة المقاعد بين الرابية ومعراب؟
كل المعلومات المتداولة تؤكد أن مسودتي الرئيس المكلف كانتا خاليتي الوفاض من أي تمثيل كتائبي، إذ اقتصرتا على الثنائي الشيعي، تيار المستقبل، كتلة لبنان القوي، تيار المردة، اللقاء الديمقراطي وحزب القوات.
وعليه، فإن النائب الجميل لم يتلق أي عرض جدي بخصوص الحصة الوزارية حتى الساعة. فهو لم يطرح أي شيء من هذا القبيل على المكتب السياسي الكتائبي. علما أن التسريبات تقول إن التسويق للمستشار العام لرئيس الكتائب الدكتور فؤاد ابو ناضر دخول الوزارة على قدم وساق، من منطلق أن علاقة جيدة نوعا ما تربطه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مع الإشارة إلى أن ودية ابو ناصر تجاه الجنرال كانت واضحة خلال مقابلته الإذاعية الاخيرة عندما أكد أننا "لسنا صوت العهد انما لم نعد صوتاً ضد العهد، وان اخطأ العهد سنقول له انه أخطأ واين خطؤه كما فعلنا بمرسوم التجنيس".
وفي هذا السياق، أتى لقاء النائب الياس بوصعب بالنائب الجميل. فرغم نفي النائب المتني العوني عرضه حقيبة وزارية على رئيس حزب الكتائب مقابل الإنضمام إلى كتلة العهد، غير أن أوساطا سياسية أكدت أن العرض العوني تواجهه اعتراضات كتائبية، وأن التنافس المسيحي– المسيحي سيقف عائقا أمام حصول بكفيا على الحصة الوزارية التي تريدها، فالقوات متمسكة بأربعة وزراء، والتيار العوني الذي يريد مشاركة الأطراف كافة، يرفض التنازلَ عن ايّ حصة من حصته الوزارية.
يبقى أن المقاربة الكتائبية بحسب أوساط مطلعة لـ" لبنان24" تشير إلى أن لا شيء جديا حكوميا يستدعي النقاش او التعليق هنا أو هناك، بانتظار أن تنجلي الصورة.